منك إليك

السر في عينك نجمة!

بك تبدأ كل القصص وإليك تنتهي؛ فأنت مفتاح الانطلاق وأنت قفل النهاية، بك تُرسم التفاصيل وبعينيك تكبر وبروحك ترقى حتى تغدو التفاصيل أركانًا لا زوايا، وأعمدة راسية لا أوراق زينة! 


الصبر واليقين نعمة

صوت إعلان صعود الطائرة، أقف مترقبًا بشوق في أسعد طابور لأنتقل لأسعد ممر ومن أسعد ممر إلى أسعد مقعد ومن أسعد حتى أسعد وحتى تهبط الطائرة في مطار مدينة الأحلام… أمستردام!


تركب أسعد قطار لتصل لأسعد محطة وتخرج…

تتنفس الراحة وكأن السعادة كانت حملًا ثقيلًا عليك! تقضي تسع ليالٍ برفقة الرضى محفوفًا بالامتنان والسعادة والنعيم والحب. 


    تعود

فتنهار بك الدنيا عليك، لا الشعور شعورك ولا الثقة ثقتك ولا أنت أنت، ولحظة فلحظة تخنقك أجمل عطور أمستراد، ولا يدفيك أثقل ما احتواك من بردها، وتزعج أذنيك أنعم موسيقاها وأرقاها، كأنك فجأة سقطت! وسقطت جسور المدينة فيك، لحظة داكنة؛ النفس فيها ضيق والوقت فيها لا يمر وبعدها من شدته لا يذكر! وكيف تذكر وأنت لم تكن أنت، فالمكان لم يكن مكانك، والأرض لم تكن أرضك، والحياة صارت كقبر، والموت يلوّح بأكفّ الراحة لك، حبل اليقين ضَعُف، وحبل الوتين أصبح أرق من أن تسير فوقه نملة! عجبًا هل كُنت قريبًا لهذه الدرجة؟ هل كُنت على الهاوية أم أنني سقطت للأعلى! 

مُنحدَر


للأعلى وأنت تصعد بحمل يَدُكُّ الجبال حملٌ التصق بك دون إرادتك، بكل ما تبقى من قوة ترفع يديك لا لتزيله بل لتدعو، تدور في دعائك بين شكك وشكك وبين حسن تدبيره وجميل أقداره، بين ما صنعت يديك وبين ستره ولطفه، بين جبال معاصيك ورحمةٍ وسعت ما بين السماء والأرض، بين قصور ظنك وامتداد عطاءه.

تخفف عنك شيئًا فشيئًا وتزورك أماني العمر لتحيي روحك؛ فتدخل المبنى الذي لطالما روادك الفضول تجاهه لتراه من الداخل وتشبِع من طفولتك غرورك، ومن سعيك حصادك، تصافح لحظة التخرج وأنت سيدها، ويكسر صوتك رتابة الموقف، ويبهج موقفك صدر الأمير، فعندما وقفت.. وقفت شامخًا وعندما نطقت.. نطقت مفاخرًا، وعندما نزلت خلفك في حديث وزير! فكان الحِل وأنت الترحال، كان قلبك النار والفرح كالهيل، وأمي -القمرة اللي نورت ليل ورى ليل! -


شعور مختلف أنت تكون في الحفل وأنت المحفل، خلف الشاشة وأنت الواقع، أن تكون في الصورة وخيالك المصور، أن ترتدي المشلح لتظهر لا لتختفي، وتلف حول معصمك الساعة وأنت حديثها، أن يختبيء القلم في جيبك كما يختبئ العلم في عقلك، أن يجسد أهلك السند والعطاء وتكون الثبات والحصاد، ويجسد رفاقك الضياء وتكون المشكاة.

شعور مختلف جدًا أن يرزقك الله الإسلام فتكون السلام، أن يرزقك التوفيق فتكون السعي، ويرزقك التيسير فتكون اليسر، ويرزقك العلم فتكون النور، ويرزقك المعروف فتكون رد الجميل، ويرزقك الرضى فتكون اليقين، ويرزقك المال فتكون العطاء، ويرزقك القوة فتكون يد العون، ويرزقك الوقت فتكون الموعد، ويرزقك الحياة فتكون الحب، ويرزقك الختام فيكون المسك.

من الله التوفيق وله الحمد والثناء


ويرسمون بهجة

Join