فضل و اهمية العلم لا يمكن احصائها بمختلف انواع العلوم طبيعية اجتماعية و غيرها بالعلم تغيّرت حياتنا للأفضل و أُنقذت أرواح وطوّرت تقنيات هذا بشكل عام ولكن بشكل خاص كمسلمين وبعد بحثي أكاد أجزم أنه لا يوجد دين آخر يقدّر ويجازي ويحث على طلب العلم مثل الاسلام ، نحن أمة (اقرأ) معنى أن تكون هذه اول آية أول ما نزل على رسول الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، نزل بها الملاك جبريل عليه السلام، فيهن أول آية، وأول كلمة، وأول أمر، وأول تكليف قبل أي تكليف يا ابن آدم (اقرأ).

1- طريق العلم مرتبط بالجنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل له به طريقًا إلى الجنَّة)).

طريق الجنة الاعظم يُسّهل لطالب العلم !! لم يقل الصائمون ولا المجاهدون بل قال طالب العلم ! العلم مقدم على العبادة فالعلم في ديننا أفضل الجهاد العلم بالحجج و القرآن والمعرفة . منذ علمت هذه المعلومة وانا انوي في يومي الدراسي بهذه النية (اللهم سهل لي بعلمي هذا طريق للجنة ) ، بالرغم من كل الصعوبات و الضغوطات التي سوف تواجهني ، و التي بسببها أحياناً أنسى نيتي الاولى في طلب هذا العلم وأبدأ “بالحلطمة” لأني بشر في الاخير لكن أرجع وأضع هذه النية أمام عيناي وأكمل ، وكم تواسيني هذه النية !

2- العلم مهذّب للنفوس 

اقصد بالعلم هنا العلم الحقيقي الغير مقترن بشهادة من أرقى الجامعات أو بمعدل فوق الممتاز ، كم مرّة قابلت في حياتك شخص من “الطيبين” لم يكمل تعليمه أو حتى لم يستطع دخول المدرسة ولكنه ذو علم و أخلاق وتهذيب يُدّرس تخجل من نفسك وأنت تتحدث معه ! وعلى النقيض شخص تكاد شهاداته العلمية تغطي حائطين ولكن لا يملك أدنى آداب الحوار و التعامل ! فالعلم في هذه التدوينة كما أسلفت غير مقترن بماديات لا قيمة له إن لم تظهر في طريقة تفكيرك وتواصلك مع البشر .سُئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال : ألم تسمع قوله حين بدأ به " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19 ] فأمر بالعمل بعد العلم .
وقد بوَّب الإمام البخارى بابًا فقال: " باب العلم قبل القول والعمل" ،لقوله تعالى : " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " [ محمد:19 ]
فالعلم مقدم على القول والعمل ، فلا عمل دون علم .

3- العلم نور البصيرة 

إنه نور يبصر به المرء حقائق الأمور ، وليس البصر بصر العين ، ولكن بصر القلوب ، قال تعالى : (( فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) [الحج:46] ؛ وقوله: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) [الزمر:9] الفرق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون وفرق المنزلة بينهم دليل على فضل العلم .

4- العلم يورث الخشية من الله تعالى 
قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر : 28]

أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر ، ليس العلم الشرعي فقط بل جميع العلوم التي تجعلك تعريف عظيم خلق الله وتقربك اليه .
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [ الإسراء : 107-109 ]

 5- رفع درجات أهل العلم و رحمتهم 

قال تعالى : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) [ المجادلة :11 ]

وكل ما في الدنيا هالك وإلى زوال ، تتنزل عليه اللعنات ، والمرحوم من ذلك صنفان من النَّاس : أهل العلم وطلبته ، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا .
عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم )) أخرجه الترمذي.

6-الاستغفار لطالب العلم و أجر عمله بعد موته 
بخلاف غيره ممن يعيش ويموت ، وكأنَّه من سقط المتاع ، أمَّا أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر شريطة الإخلاص
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ))[ أخرجه مسلم].ويكفي صاحب العلم فضلاً أنَّ الله يسخر له كل شيء ليستغفر له ويدعو له ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر ))[ أخرجه أبو يعلى بسند صحيح ].

7- طلب الاستزادة من العلم 
وقد أمرنا الله تعالى بالاستزادة من العلم وكفى بها من منقبة عظيمة للعلم ، فقال الله تعالى : " وقل رب زدني علمًا " [ طه: 114] ، قال القرطبي : فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.

تطول القائمة والله لا استطيع منع دموعي وأنا أقرأها فالحمدالله الذي ولدنا مسلمين ومؤمنين بدين يقدّس العلم ويجعل مكانته فوق كل شيء. وبإمكانكم قراءة المزيد هنا ولكن كل هذه الفضائل شرطها الاخلاص في النية (إنما الاعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى) وكبشر نحتاج تجديد النوايا بين فترة وأخرى فسرعة الحياة و ضغوطاتها تجعلنا ننسى أحياناً وننهمك في خوض نفقد معناه مع الوقت .

رأيت حولي في فترات متفاوتة على الواقع و المواقع طلاب و طالبات دخلوا الجامعة لغرض (الذهاب للمقاهي و تصوير الملابس اليومية والتباهي بالمسمى الوظيفي بعد التخرج !) يستفزني تحجيم طلب العلم و تعليبه في مثل هذه القوالب حتى ولو على سبيل المزاح فهي فكرة و الفكرة ان تداولتها مع الوقت ترسخ في عقلك وتفعل بها و الفكرة لم تأتي من العدم .

احمدوا الله أنه لم يكن اختباركم في هذه الحياة عائلة ترفض ”تعليم الفتيات “ أو حرب تدك مدراسكم و احلامكم معها .

واشعروا بمسؤولية ما انتم عليه و ما تستيقظون كل يوم من أجله .

طلب العلم و الذهاب للجامعة أو المدرسة يستصعبه و يستثقله البعض وانا منهم أحياناً لعدة أسباب تتعلق بالبيئة الدراسية ولكن أحاول دائماً وضع أنشطة لي (كأخذ وجبة أو كتاب مثلاً معي ) أو استخدم قاعدة “fake it till you make it” أتظاهر بأني سعيدة و نشيطة وأنا ذاهبة في أيام و أيام اخرى أضع نفسي أمام الامر الواقع الذي لا مفر منه . الجدير بالذكر ان وجود الاصدقاء الجيدين نعمة تسهل الطريق و الاستمتاع به . (اصنعوا ذكريات لطيفة فهي التي تبقى)

أعتقد لو كبرت بالعمر و وصلت لمرحلة الشيخوخة سأكون سعيدة جداً إذا كانت المعلومات المتبقية في عقلي عن الجامعة و المدرسة (جلوسنا في الممر لمراجعة الاختبار مع القليل من النكات و الضحك ، أو محاولاتنا في شرح معلومة صعبة و فقدان الامل في فهمها ، أحاديثنا و لعبنا و جمعاتنا بعيداً عن الدراسة ).