حين أذكر كلمة "مجاعة" ما هو أول شيء يخطر في بالك ؟
أمراض ؟ جوع وفقر ؟ صور ناس يحتضرون ؟ أفريقيا ؟ حرب أهلية ؟
بالنسبة لي كبُرت وجملة "مجاعات أفريقيا" كالتوأم السيامي لذلك مباشرة حين أسمع كلمة "مجاعة" تكون أفريقيا المقصودة .
في رمضان لطالما شاهدت إعلانات الحملات الخيرية المليئة بالشفقة لمؤسسات كبيرة مثل "اليونيسيف"و "الهلال الاحمر" لإغاثة أفريقيا والتبرع بالكثير من الطعام كالرز والدقيق والمواد الغذائية الرئيسية في رمضان فقط وكأن المجاعات تحدث في رمضان او كأن الله يكتب الحسنات في رمضان فقط .
حين تخرجت من الثانوية كانت هدية تخرجنا من إداريات المدرسة بناء بئر بأسمائنا أنا و زميلاتي في إحدى دول أفريقيا النامية , تداول فتيات مدرستي فيديو الانتهاء من بناء البئر رأيت في ذلك المقطع كمية السعادة واللهفة في نفوس ووجوه اولئك الناس الملتفين حول البئر حتى وصلت السعادة للبكاء. أغلقت المقطع وأنا أقول بداخلي من حق كل إنسان في الحياة أن يعيش كما نعيش نحن لسنا ملوك ولكن على الاقل لدينا منازل وثلاجات مليئة بالطعام حتى وإن كانت فارغة آخر الشهر ولكن لدينا ثلاجات ! أخذت أفكر في مقولة "لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد " وأنا أتذكر كمية الارقام المهولة التي قرأتها في شريط التبرعات والتي ذهبت أغلبها في طعام جاهز تم التبرع به !
 متسائلة لماذا لم تكن تلك التبرعات لإنشاء مزارع كحل مستدام يعملون ويأكلون منها بل وحتى تصبح تجارة لهم ويصدرون الاغذية لبقية الدول ؟ فبدلاً من الاف التبرعات السنوية تبرع واحد لإنشاء مزرعة هو الحل . وبعدها تبدأ المزارع في التوسع ويتوسع نطاق التجارة ويبدأ السكان بإنشاء المدارس والمباني ومن ثم العمران الحديث و النهضة الصناعية وتتحول من دولة نامية الى دولة متقدمة وتنتهي المجاعات في العالم وتصبح الكرة الارضية سعيدة .
كنت أفكر وأنا متعجبة الم تخطر هذه الفكرة على بال شخص واحد فقط في العالم أجمع ؟ الم يفكر بها أحد ؟ أهي صعبة لهذه الدرجة أم أنها بديهية ؟ هل أنا المفكرة العظيمة أم سبقني الكثير
ولكن تم قتلهم ؟

هذه المرة سؤال واحد راودني وبالخط العريض لماذا أفريقيا فقيرة ؟ لماذا يصوّر لنا العالم أن المجاعة هي مرادف أفريقيا ؟
حين تسأل هذا السؤال لشخص تافه لا يفقه شيء ستجد الجواب :
"المشكلة في عقولهم وكسلهم اليابان أمامنا مثال للحضارة والقوة بعد الحرب "
 المشكلة ليست في سطحية الاجابة ولكن في أنها تأتي بكل ثقة من شخص جاهل يشعر بأنه عالم بقواعد اللعبة  .

ولكن حين تسأل السؤال لشخص أفريقي من سيراليون او الكونغو او غانا ستجد أجوبة تصفع إنسانيتك بأكبر حائط .
سيراليون منطقة "الالماس الدموي "  عام 1991 م تم إكتشاف أحد أكبر مناجم الالماس في العالم مما جعل دول مثل بريطانيا وأميركا تثور لتحصل على تلك الالماسات , شُنت حرب أهلية بلا رحمة في المنطقة إنقسم الشعب لقسمين عصابات تمولها دول اوروبا بالقليل من المال والكثير من الاسلحة لتستعبد الفئة الضعيفة الثانية وتجعلهم يعملون ليلا ونهارا بحثاً عن قطع الالماس بلا أي مقابل ! و لم يكتفوا بذلك وحسب بل أيضاً قاموا بتجنيد الاطفال في تلك العصابات وجعلوهم يقتلوا عوائلهم وأعادوا هيكلة أجسادهم على رؤية الدم والاستمتاع به !أن ترى إبنك يقتل أخته أو أباه شيء تعدى مراحل القسوة واللارحمة نساء يتم إغتصابهن وضربهم حتى الموت في كل مرة يرفضن العمل بلا مقابل ! رجال يتم تعذيبهم وتبتر أعضائهم في كل مرة يعارضون هذا الظلم ! عائلتك تتشتت وتتمزق أمام عيناك والمطلوب منك السكوت والخضوع لأن العالم بُرمج أن شعبك لا يستحق سوى هذه الحرب الأهلية المأساوية التي زعزعت المنطقة كلها و نشرت الرعب والفقر والمجاعات بسبب حجرة وجشع  !

ثم  يتم تهريب جميع الالماس الذي تم تجميعه من قبل النساء والاطفال الى دول اوروبية ويعرض في الاسواق ويشتريه الناس بالملايين وهم سعيدون ويتباهون من يشتري الاغلى دون أن يشعروا ببقعة الدم الموجودة في كل قطعة من العقد .
أُعلن نهاية الصراع في الثامن عشر من يناير كانون الثاني سنة 2002م، مخلفا ما بين 50 ألف الى 300 ألف قتيل وتهجير نحو 2.5 مليون مدني وبتر أطراف نحو 20 ألف.
ولكن
الى الان هذا يحدث الى الان يقوم الاطفال بتصفية المياه الضحلة للعثور على الالماس ولكن بإستراتيجية أكثر هدوء وسرية وإعلام يظهر أن أفريقيا فقيرة ومحتاجة وأن أوروبا تجمع التبرعات لها بينما هي ف الواقع تعطيهم خبز ودقيق مقابل طن ألماس وذهب !
و قبل عام فقط تم إيجاد أكبر قطعة ألماس في العالم في سيراليون من قبل عمال في إحدى المناجم وعلى لسان رئيس القرية "كومبا نيانديمو" قال كنّا فرحين بها جدا لأننا نعلم أنها ستغير حياة جميع سكان القرية تم إعلان الخبر في التلفزيون و قاموا بإعطاء الحكومة تلك الالماسة حتى يساعدوا في بيعها وتحسين حياتهم ولكن المفاجأة أن الالماسة تم بيعها في المزاد العلني في أميركا بقيمة 6 مليون ونصف دولار ولم يرى سكان سيراليون أي دولار من ذلك المبلغ الى الان يعيشون بلا ماء ولا كهرباء ولا تعليم !
 "إذا كانت أميركا و أوروبا من تسرق فلا مجال للشكوى والنهب والقتل مباح "!

اطفال تم بتر اعضائهم بسبب اعمال المناجم

عملية البحث عن الالماس

ابادات جماعية

وفي هذا الإطار لابد أن أذكر دولة زيمبابوي المستعمرة من بريطانيا سابقاً كنز الالماس هي الاخرى ، قالت امرأة لمراسل صحفي أُجبرت على التنقيب عن الماس إن "الجنود كانوا مسلحين وكانوا يتولون حراستنا كل يوم أثناء عملنا في الحقول حيث كنا نعمل 11 ساعة كل يوم من دون استراحة". أما الذين يقاومون، فمصيرهم التعذيب أو الضرب أو حتى الموت. كما قال لي شاب من "موتاري": "في حقول الماس أرغمنا الجنود على دخول قفص وظلوا يضربوننا طيلة الليل"، مضيفا "كما أرغمونا على ملء الحفر التي يُحدثها المنقبون عن الماس باستعمال أيدينا فقط، ولم يكونوا يعطوننا الطعام أو الماء".

" أنت إبني و أنا أعلم بإنهم جعلوك تقوم بأفعال سيئة ولكن أنت لست سيء أنا أعلم لأنك إبني "
جملة قالها الممثل "دجيمون هونسو " في فيلم " blood diamond " حين وجه إبنه السلاح عليه

الفيلم الذي جعلني أعلم عن سيراليون قبل بحثي العميق هذا , فيلم يحكي عن العذاب الذي لازالت تعيشه سيراليون وكل الدول الافريقية التي تعاني من لعنة الالماس الدموية , أجزم بإن كل من شاهد الفيلم قادر على أن يشعر بمدى حزني وقت كتابتي لهذه المقالة لأننا شعرنا بالعذاب وبكره البشرية اجمع بعد إنتهائه .

الحمدلله انني لست غنية بما يكفي لأشتري ذلك الالماس دموي الماضي الحمدلله أني لم أشارك في عذاب تلك الشعوب .
ولكن أتينا للفقرة الابشع الان وأنا أستخدم الحاسوب المحمول في هذه اللحظة هناك أثر لدم جثة غير مرئية أتت مع صندوق الجهاز .
وأنت تقرأ الان من هاتفك المحمول ألا تشم رائحة غريبة ؟ تشبه الدم المليء بالحديد ؟الا تسمع صوت طفل يئن ألماً ؟ أم تبكي ؟ أب ملقي على الارض فارق الحياة منذ فترة ؟ أصنعت أجهزة التواصل الخاصة بنا من أشلاء بشر تم إستعبادهم ؟ بكل الاسف نعم !
 معدن الكولتان الخاص بتصنيع الهواتف المحمولة والحواسيب يتم إستخراجه بكميات كبيرة من مناجم التعدين  غير الشرعي في الكونغو وحين أقول غير شرعي يعني بلا مقابل وبالتالي جثة تسقط مع كل جهاز "آيفون" يعني ساعات لا تعد من الالم والجوع , يعني أن يكون موجود أغنى رجل في العالم "ستيف جوبز " مؤسس شركة "آبل " وملايين الشعوب والافراد في مجاعات ليس لأنهم كسالى او لأنهم لا يعملوا بل لأنه إستعبدهم من أجل جشعه تريليونات و مليارات من الدولار السنوية لشركة "آبل" وغيرها و مليارات الجثث لبلد مصدر تلك الثروة .
لماذا عبودية وإستعباد ؟ لماذا أغنى دول العالم فقيرة ؟
بإختصار الاستعباد والعمل الجبري سياسية الدول فقيرة الموارد مثل أميركا و بريطانيا وفرنسا وكما يسمون أنفسهم دول العالم الاول , الذين نجحوا في فرض قوتهم وهيمنتهم وسلطتهم اللامتناهية على باقي الكرة الارضية ليتسلطوا ويستعبدوا شعوب كثيرة ليس في افريقيا وحسب بل حتى  في الصين فبعد جمع الكولتان الملطخ بدماء الافارقة يتم تهريبه الى الصين في مصانع لا مجال للرحمة بداخلها يعمل فيها 50 الف من الفتيات والشباب على مدار 24 ساعة براتب لا يتجاوز ال 10 دولارات شهرياً , يتم إقفال الباب عليهم و ضربهم اذا طلبوا إستراحة أو زيادة في الراتب وبالطبع يجبروا المحتاجين لمثل هذه المهمات تحت شعار "محتاج أكثر يعني أرخص أكثر يعني مال أكثر للمؤسس " أدّى هذا الشعار اللانساني لإنتحار أكثر من 1000 عامل , حين تسمع عن الانتحارات في الصين بسبب ضغوط العمل إلقي نظرة على "الايفون" الخاص بك من الخلف وإقرأ الكلمات المكتوبة بخط صغير "تم تجميعه في الصين"  فحين إشتريته بمبلغ وقدره ذهب كل المبلغ الى خزينة "ستيف جوبز" وعمال كاليفورنيا الذين قاموا فقط ببرمجة التطبيقات عليه بعد هلاك الصينيون في تجميع قطعه بلا مقابل !

المصدر في هذا الفيديو (للترجمة من الاعدادات )

أو يمكنكم قراءة المقالة من هنا

أطفال الكونغو في وثائقي حديث قبل أقل من عام وهم يستعبدون بحثاً عن الكالتون

أتذكرون الثلاجة التي ذكرتها في بداية المقالة ؟ هي أيضاً ملطخة بالدم تلك المليئة بالطعام بينما الناس الذي إستخرجوا معادنها ماتوا جوعاً .
 إنظر حولك الان كل قطعة معدن حاسوب , هاتف , ثلاجة , تلفاز , خلاط وصلت إليك وتعبت لتشتريها وإرتحت من بعدها في الحقيقة هي جثث متنقلة .
نحن شئنا أم أبينا مذنبون وشركاء في الجريمة لأننا نشتري دون أن نسأل هل أخذ العمال جميعهم رواتبهم المستحقة ؟ من أين مصدرها ؟ لم نكلف أنفسنا حتى عناء البحث الصغير جداً فبمجرد كتابة كلمة "عبودية " في محرك البحث تظهر لك الكثير من الجرائم البشعة في حق الانسانية .
حول العالم هناك 40 مليون شخص مستعبد , و فرد واحد بين كل أربعة هو طفل مستعبد بحجة ان الاطفال أكثر دقة وتركيز من كبار السن !
المصدر من هنا 
العبودية الحديثة المصدر من هنا 
لا زلت أتعجب من أولئك الذين يدافعون عن حقوق الحيوانات قبل حقوق الانسان .
في محادثة بين شخص من أصحاب حقوق الحيوان الذين يعتبرون نفسهم الانسانيين درجة أولى مع شركة صناعة "أغطية هواتف"  سأدرج صورة المحادثة تاركة لكم الصدمة والتعليق , من يعرفني يعرف بإني سأكتب مقالة قريبا عن الحيوانات ولكن إنسانيتي لم تسمح لي أن أتحدث عن الحيوانات قبل البشر المستعبدين .

في حديث ل"باندي مبوبي " على منصة تيد بخطاب عنوانه "تجارة هواتف محمولة عادلة " تحدث عن قصة حياته والدمار الذي رآه في بلده "الكونغو الديموقراطية " والذي أجبره على الهروب وطلبه اللجوء السياسي  , وعن أنه يعلم أن الهواتف من دم أهله وفي نفس الوقت ذلك الهاتف هو وسيلة التواصل الوحيدة التي تزيل الشوق وتحطم المسافات بينه وبين والدته, دعى "باندي" بتجارة هواتف عادلة يعطى كل ذي حق حقه فيها لا نريد أكثر من ذلك .
 لمشاهدة الخطاب كامل من هنا


وأنا أكتب الان تخيلت بإني من الكونغو وعائلتي تشتت ويدي بُترت أثناء جمعي للكولتان , وفي عمق ألمي أرى صور الناس حول العالم ينامون ويتجمعون أمام متاجر "الهواتف " للحصول على الاصدار الجديد الذي تم عمله بجهدي أنا ولم أرى له مقابل , شعور بإن كل العالم راضٍ بظلمك ويستمتع به وصوتك لا يصل مهما حاولت الناس لا يسمعون وإن سمعوا لا يفهمون قاسٍ جداً .

تجمّع أمام متجر ابل يحدث سنوياً

على مدار القرون الماضية وحتى الى الان لا يزال موجود بين دول اوروبا ما يسمى
"التصارع على أفريقيا " إستعمرت بريطانيا قديما المنطقة من مصر الى نيجيريا  , و فرنسا إستولت على مدغشقر ودول المغرب العربي ,  وبلجيكا إستعمرت رواندا والكونغو , ثم عادت بريطانيا لتستعمر السودان , ونصيب إيطاليا كان من ليبيا الى ارتيريا , أما ألمانيا فحصتها كانت الكاميرون وتنزانيا .
وعلى مدار تلك الاستعمارات قتل 5 مليون و ظهرت أول إبادة جماعية في العالم لقبائل "الهيريرو" وأبشع صراع شهواني شهده الضمير الانساني . لماذا كانت ولا تزال تتقاتل دول اوروبا على افريقيا الفقيرة ؟ أم أنها في الواقع ليست فقيرة ؟


في الحقيقة تعد أفريقيا من أغنى قارات العالم كل ما يتمناه إقتصاد أي دولة في العالم ستجده في افريقيا حديد , كولتان لصنع الهواتف المحمولة والحواسيب , ألماس , ذهب , تيتانيوم , نفط , روتيل لصنع الطائرات , نحاس , المنيوم , بوتاسيوم , رصاص , بالاضافة لكل تلك المعادن التي تعتبر ثروة أخشاب وشجر ومزراع مذهلة !
وكأن أفريقيا فتاة ذات عقل وجمال وقوة ودول أوروبا الرجال الشهوانيين الجياع عديمون الرحمة الذين يريدون تلك الفتاة لهم وحدهم فأخذوا يمزقوها لقطع حتى يرضى الجميع بحصته بلا أدنى حق في لمسها حتى !
الهدف من كل تلك الاستعمارات هو حاجة وجوع الدول الاوروبية لثروات أفريقيا وهنا تكمن سياستهم الاقتصادية التي تمارس العبودية والنهب المباح الى الان شعب أفريقيا فقير لأن دول العالم الجشعة تريدهم فقراء هذا هو العالم الذي خلقه البشر وبكل وقاحة يروجون لحملات الاغاثة !! ومن تحت الطاولة هم من جعلوا الشعب يصل لهذه الحالة مستمتعين بها جداً لأنهم يعلموا طالما الشعب محتاج لهذه الدرجة سنتمكن من إستغلالهم كما نريد .

فرنسا الى الان تأخذ ضرائب من 14 دولة أفريقية بمقدار 500 مليار دولار توضع في خزنة فرنسا من حكام الدول الافريقية , هل لأنهم جبناء أو فاسدين أو يرضخون بسرعة للسلطة ؟

حاول العديد من الرؤوساء الإفريقيين الانفصال عن فرنسا وسياساتها الاستعمارية وهيمنتها.. ولكنهم تمّ اغتيالهم أو الانقلاب عليهم، ومن بينهم:

سيكوو توري رئيس غينيا عام 1958، قرر التحرر من الاستعمار الفرنسي، واختار استقلال دولته، غضبت النخبة الاستعمارية الفرنسية في باريس، وللتعبير عن غضبهم الشديد قامت الإدارة الفرنسية بتدمير كل شيء في غينيا له علاقة بالاستعمار الفرنسي قد يمثل امتيازات الاستعمار الفرنسي على حد قولهم، بهذه الصفاقة!

غادر ثلاثة آلاف فرنسي غينيا، حاملين كل ما يمكنهم حمله من أملاكهم ومدمرين لكل ما لا يستطيعون حمله، كالمدارس، وحضانات الأطفال، والمباني الإدارية كلها تم تفتيها؛ كذلك السيارات، والكتب، والأدوية، ومعدات مراكز الأبحاث، والجرارات الزراعية تم سحقها وتخريبها؛ أما الخيول، والأبقار في المزارع تم قتلها، والطعام في المخازن تم حرقه أو تسميمه.

كانت فرنسا من هذه الأفعال تريد إرسال رسالة إلى المستعمرات الأخرى: إمّا الاستعمار وإمّا الموت !

خاف جميع الزعماء الإفريقيين مما حصل، ولم يمتلك واحد منهم بعد أحداث غينيا الجرأة لإعادة ما فعله سيكوو توري

نحن نفضل الحرية في فقر عن الترف في ظل العبودية


 – سيلفانوس أوليمبيو، أول رئيس منتخب لجمهورية توجو، دولة صغيرة في غرب أفريقيا، وجد حلًّا وسطًا مع فرنسا، لم يكن يريد لدولته أن تستمر تحت السيادة الفرنسية، وبناء على ذلك رفض التوقيع على اتفاقية استمرارية الاستعمار التي تقدم بها شارل دي جول الرئيس الفرنسي حينذاك، لكنه وافق على دفع دين سنوي لفرنسا ما يعرف بالاستفادات من المستعمر، وصلت لـ40% من الناتج القومي عام 1936م، ولكنّه أوقف التعامل بعملة الفرنك الأفريقي، وقام بصكّ عملة جديدة، وفي 13 يناير 1963، ثلاثة أيام بعد البدء في طباعة العملة الجديدة، قام مجموعة من الجنود المدعومين من فرنسا بقتل أول رئيس منتخب. أوليمبيو قُتِل على يد شخص يُدعى “إتيان إياديما” (نياسينبي إياديما فيما بعد) وهو عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي برتبة رقيب، وحصل على مكافأة قدرها 612 دولارًا أمريكيًّا من السفارة الفرنسية في توجو عن مهمته كقاتل مأجور، كان يحلم أوليمبيو ببناء دولة مستقلة ومكتفية ذاتيًّا، لكن الفرنسيين لم تعجبهم الفكرة.


تطول قائمة الاغتيالات والانقلابات في أفريقيا مبرهنة لكل العالم أن أفريقيا ليست فقيرة ولا شعبها من الكسالى ولكن هناك قوة عظمى تزلزل أرضها . فحري بالذي يتحدث عن تلك الشعوب بكل سخافة أن يحتج من أجلهم ويكون صوتهم في وقت قمع أصواتهم وقتلهم .

“بدون أفريقيا، فرنسا سوق تنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث“ – الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك

سلفه السابق فرانسوا ميتيران بالفعل تنبأ عام 1957 أنه:

“بدون أفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين“.

قالت هذه المقولات بكل ثقة "ميلانس" الافريقية الالمانية طالبة الاقتصاد من سيراليون  على منصة "تيد" في برلين وبكل جرأة وعينان مليئتان بالدموع  أخبرت العالم عن جرائم فرنسا في بلدها الى الان , كما اخبرتنا عن آرائها تحدثت عن مشروعها في سيراليون مع 21 شاب من متشردين الحرب التي قتلت عوائلهم وكيف أنارت لهم طريق العلم والعمل ليلتحقوا بالجامعات ويصلوا لأكبر متاحف أوروبا بفنهم دون الحاجة لصدقة الاغاثات ! نحن بحاجة لإحترام متبادل وعدل وأن يعطى كل شخص ما يستحق فقط لسنا بحاجة شفقة وسرقة ثروات بلداننا وفوق هذا نعامل بعنصرية إذا إلتجئنا لأحدى الدول التي خيرها من دمنا نحن  .
أتمنى أن تشاهدوا الخطاب :*إختاروا لغة الترجمة من الاعدادت*

Join