"اعتقد ان الوقت قد حان كي امسك القلم و اكتب عن كل الخبرات والتفاصيل الغريبة التي مرت بي في حياتي الطويلة ، في البداية أعرفكم بنفسي : دكتور رفعت اسماعيل استاذ امراض الدم سابقاً بجامعة(..) و عدد لا بأس به من جامعات اوروبا و امريكا ، السن ينهاز السبعين ، عزب ، و كيف لمن عاش حياتي ان يتزوج ؟
لقد عشت حياة حافلة .. وهبت نفسي تماماً للبحث عن اسرار ماوراء الطبيعة .. عرفت كل شيء .. فتحت تابوت الكونت دراكولا 🧛🧛 و قابلت المذؤوبين في غابات رومانيا ، وبحثت عن وحش (لوخ نس) في اسكتلندا و رجل الثلج المرعب في التبت ، ولبيت نداء النداهة في غيطان الذرة المظلمة ، وعرفت الزومبي في جامايكا ... "
هكذا بدأت سلسلة قصص ماوراء الطبيعة لدكتور احمد خالد توفيق رحمه الله ، كما حذّر ضعاف القلوب من اكمال القراءة ، تدور السلسلة حول الشخصية الخيالية د .رفعت اسماعيل ومغامراته و رحلاته في الكشف عن الخوارق و اسرار الاساطير المرعبة و المشوقة ، والكثير من الحب لـ ( ماجي )التي تمشي على العشب دون ان تثني عوداً ، إن وجود مثل هذه السلسلة استثنائي في عالمنا العربي في وقت نشرها و اعتقد الى الان سلسلة الرعب و الخيال المرتبط في النهاية بالعلم و الاسباب المنطقية ، فأن تقرأ عن دراكولا بأسلوب شرقي عربي مبدع شيء لا يحدث في العمر اكثر من مرة بعيداً عن هوليود و ماحكته لنا ، لقد كانت هذه السلسلة جزء كبير من طفولة اجيال كثيرة ، لسعرها المناسب و لحجمها الصغير الممتع فلا تتجاوز الحكاية الواحد ١٣٠ صفحة وبالطبع لأسلوب د.احمد الذي دائماً كان يخاطب الشباب ويلبي احتياجهم من المتعة و التشويق ، والى الان لا زلت حين اقرأها اتشوّق لمعرفة الحقيقة اسلوب الكتابة الممتع و المتنوع دفع الكثير من الرتابة عن النص كما هي العادة في ما قرأته الى الان لـ الكاتب الرائع أحمد خالد توفيق فلطالما جعلني اشعر من خلال احرفه انه يتحدث معي ويحكي لي انا فقط لطالما ايقظ عقلي وجعلني لا افكر بشيء سوى احرفه و مايرويه من قصص ولقد كان المميز في مجاله سواء في القصص الخيالية او الروايات الواقعية فمثلاً من مفضلاتي له رواية يوتوبيا و حظك اليوم ولكم تعني هذه الرواية لأصحاب برج الحوت .
تم نشر سلسلة ما وراء الطبيعة منذ عام ١٩٩٣-٢٠١٤ و ها نحن الان في عام ٢٠٢٠ لانزال نتحدث عنها ، يضيق صدري كلما خطرت على بالي فكرة انه ماذا لو كان د.احمد قد عاش في امريكا او بريطانيا أكان سيجد تقدير و حب و يحصد نجاحات اكثر من وجود مثله في عالمنا العربي ؟ واعيد التفكير في ( فان جوخ ) ولكن لقد كان ذلك منذ قديم الازل ليس في عام ٢٠٠٠ ومابعده .
لكم اكره ان يذهب مثل هؤلاء الاشخاص عن الدنيا قبل تقديرهم و تكريمهم بما يستحقوا ، ان يذهبوا وفي قلوبهم شيء من الحزن و الحسرة على انهم لم يعطوا حقهم من النجاح و الاحتضان .
اكره تلك الجوائز و الاحتفالات التي تأتي بعد الموت .
كان د احمد بمثابة الاب الروحي للمخرج (عمر سلامة ) وقد ارسل له قبل رحيله عن عالمنا رسالة فحواها " انه كان يتساءل بإحباط لماذا لم يخرج ما وراء الطبيعة للنور بعد كل هذه السنوات ؟ ومخاوفه من مرضه وان يذهب دون ان يراه على الشاشات."
ولقد ذهب حقاً . رحمه الله
كان عزاء المخرج عمر الوحيد ان من يرحلون من ينتقلون من الارض ليعيشون في قلوبنا للابد ، وقد كرّس وقته جاهداً منذ ذلك الوقت ان يخرج ماوراء الطبيعة للنور وللعالم اجمع ولقد نجح في ذلك فعلاً.
فبعد ثلاث ايام تقريباً سنرى جميعاً مسلسل ماوراء الطبيعة على منصة (نتفليكس) ورغم علاقتي المعقدة مع هذه المنصة الاّ اني لا استطيع ان افرح و افتخر بوجود هذا العمل الذي متأكدة بإنه سيكون خارق للطبيعة .
قارئي اتمنى ان يخطر على ذهنك الان سؤال مثل .. أقرا ماوراء الطبيعة او اشاهده ؟
قبل سنوات كنت اجاوب على هذا السؤال بـ التأكيد سأشاهد لان هناك مواقف لا تكمل روعتها الا من خلال فيلم او مسلسل ترى فيه بوضوح ملامح الاوجه و نظرات العيون ، كبرت قليلاً وادركت انها هناك قصص خُلقت لتكتب وتُقرأ ولا احد يستطيع ان يُمثّلها ، اما رأي الان وهو الثالث على التوالي ان هناك قصص خُلقت لتكون افلام ومسلسلات ولا يمكن قرائتها والعكس صحيح خُلقت لتقرأ و هناك ايضاً ذلك النوع الجميل في القراءة و الرائع عند المشاهدة وهو بالضبط ما اعنيه حين اتحدث عن ماوراء الطبيعة فمن كان باستطاعته ان يثير حماسنا ونحن نقرأ كيف له ان لا يجعلنا متشوقين عند المشاهدة .
شعور سحري قادم من عالم مليء بالدفئ و الحب ان تشاهد شخصياتك الخيالية المفضلة قد تحولت الى حقيقة وبشر امامك على الشاشة من لحم ودم تراهم وتشعر بهم وتتذكر ماكتبوه وتبدأ بمطابقة خيالك اثناء القراءة و ما ستراه حقيقي شعور يجعل عيناي تغرورق بالدموع الان .
سيعرض ماوراء الطبيعة على منصة نيتفليكس في الخامس من نوفمبر وستتكون سلسلة الموسم الاول من ست حلقات تحمل نفس الاسم من القصة ؛
اسطورة البيت
اسطورة حارس الكهف
اسطورة لعنة فرعون
اسطورة النداهة
اسطورة الجاثوم
اسطورة العودة للبيت
بإمكانكم من الان الى وقت العرض ان تعودوا للقصص و تقرؤوها كما فعلت انا 🌻🌻🌻🌻♥♥
لروح والدنا الروحي د.احمد خالد توفيق
كل السلام و الحُب .