الفشل المُربح


بقلمي : عبدالمجيد بن سعيد.

هل حاولت جلب الفشل إليك !؟ في ظني الجواب لا.
هل تذوقت الفشل في حياتك؟ في ظني الجواب نعم.

إذن كيف يأتي الفشل دون دعوة ؟!

في داخل كل إنسان دائرتين "دائرة الاهتمام و دائرة الاِهمال" وهي التي يضع فيها تفاصيل حياته.
فحياتنا عبارة عن تفاصيل كبيرة وصغيرة متعددة متداخلة يصعب حصرها ولكن يمكن إدراكها.

فالفشل يأتي من تراكم الأخطاء وذلك بوضع بعض التفاصيل بقدر أهميتها في دائرة الاِهمال وتجاهلها بإدراك أو دون إدراك ، فكلما وضعت تفاصيل مهمة في دائرة الاِهمال زاد احتمالية فشلك والعكس صحيح. فدائرة الاِهمال لابد أن تحتوي على تفاصيل ضعيفة الأهمية بالنسبة لك حتى تنجح.

وهذا يذهب بنا إلى ما هو مقياس الفشل والنجاح؟ الجواب باختصار هو أنت "أي أنت من تحدد أهدافك" بغض النظر عن قيمة الهدف بالنسبة للأخرين، وبالتالي وصولك للهدف نجاح، وعدم الوصول فشل.

أقول لك عندما تفشل راجع دائرة الاِهمال ستجد جواباً لسؤال "كيف حدث الفشل". ولا تنزعج فالفشل المتراكم كنز عظيم لا يقدر بثمن فهو الفشل المُربح ،استفد منه فهو بصيرتك في الطريق ونبراس هدى ،ولا تخجل من قول نعم لقد فشلت ،فالحياة لا تقف عند هذا المطاف.

يقول الشاعر:
العلمُ يُذكي عقولاً حين يصحبها
‏وقد يزيدها طولُ التجاريبِ
فطول التجارب بلا ريب أنها ممزوجة بالفشل والنجاح فهي تزيد العقول وتهذب بواطن الأنفس ،ولذا يستحيل أن تجد إنساناً لم يفشل قط.

والحقيقة ؛ أن الفشل مُعلم أمين يوقظ عقلك ويقول لك الحقيقة دون مراعاة للمشاعر ،ولذلك فالتجارب الفاشلة تجدها أعمق أثر في نفوس البشر فهي المُرشدة والمُصلحة والمُصححة ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم "(لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)".


*قفلة: النجاح ربما يأتيك صدفة ..الفشل لا يأتيك صدفة.🌿

 

Join