للتغيير ألف باب
بقلمي: عبدالمجيد بن سعيد.
"الساعة الحادية والنصف قلت له: ما هو شغفك وما هي اهتماماتك؟
قال بصوت متجزئ وخافت تآكلت جميعها حتى أصبحت تافه! صفقت له تصفيقاً حاراً ".
إدراك الإنسان لواقعه من أضعف إيمانيات التغيير، التي تستوجب منه تحرك فعّال للانتقال للمربع التالي والتالي ليستمر الصعود.
لا أخفي عليكم لستُ مثالياً في تحسين واقعي لدي بعض المحاولات المضنية التي تعانق الفشل بشوق، ما يهم في الأمر هو أن نتحرك نحو الأعلى وللتغيير ألف باب.
مشكلتنا الحقيقية عند البدء بالتغيير هو ربط الفصل الأول مع الفصل الأخير مباشرة واغفال الفصول التي بينها ومراحلها وهذا يتنافى مع سنن الحياة وأبجديات التغيير فلن تجد مثلا بذرة تنتقل إلى شجرة زاهية قبل أن تمر بمراحل النمو والتكوين، فمن الظلم والإجحاف في نفسك الكريمة أن تلومها وتحرقها في أول فصول التغيير وتقارنها بالفصل الأخير، لذا فالصبر أن لم يكن هو شقيق التغيير ومنجزه وكمياء حركته فهو من متطلباته التي لا يمكن الاستغناء عنها عند رحلة التغيير.
وبكل صدق أقول لك عندما تجد نفسك تعيش حالة الاعتياد مع الأشياء وأصبحت حياتك رتيبة وأيامك مكررة ومصاب بضمور الهمة وتفاهة المطلب.
تستطيع كسر هذا الجمود الهالك والخروج من سلطوية المادة إلى كنف المعنى؛
مارس التأمل والدهشة لإعمار عقلك، وتصالح مع ذاتك واجعل لكل شيء له معنى، اصنع اهتماماتك ومارس هواياتك، مارس العزلة وأسأل نفسك ماذا أريد، لا تتوقف أقرأ ما تحب "استنتج حلل"، مارس طقوسك الخاصة، ضع لك بصمة في الحياة فلا يهم أن تكون بصماتك كبرى كتحرير العقول من زيف النقول لا تعقد الأمور "فالتبسم الدائم بصمة لحياتك"، والمهم من هذا كله عند النوم لا تجعل صدرك مستودع للأحقاد والظنون السيئة.
قفلة: عندما تبدأ بالتغيير تذكر في السباق لن تجد أرجل مستعارة تركض عنك. 🌿