تنميط الأهداف


نشوء الأحلام والأمنيات في النفوس وتحركاتها الشجية الناعمة ومغازلتها للمشاعر وإفرازاتها العطرية تجعل النهوض والبحث عنها لتحقيقها على أرض الحقيقة قصة مفادها طريق جميل بلا نهاية.

قرأت مقولة جميلة نسيت قائلها يقول أجمل الأماكن في العالم هي التي لم تزرها بعد ، وهذا يقودنا إلى أن الغائب المنتظر يتفوق على الحاضر المستقر فلو قلنا إن أجمل الأحلام هي التي لم تتحقق بعد لصحت العبارة والسبب يعود إلى أن الحلم يقتل عند تحقيقه.

ما دعاني إلى كتابة ذلك هو موضوع تنميط الأهداف في الحياة ،فهناك نوعين من الأهداف (الأهداف النمطية والغير نمطية).
الهدف النمطي هو الذي يصنع من فطرة المجتمع لا جديد فيه مثل هدف الزواج ، الوظيفة، الأولاد،، إلخ… 
الهدف الغير نمطي هو الهدف الذي يحظى باهتمام قليل من الناس وتأثيره كبير عليك مثل هدف سأصبح خبيرًا في مجالٍ ما ، أو أكتشف حَلًّا أو اختراع ، أو ممارسة هواية ما بانتظام إلخ...

لذا فأهدافك وأحلامك الجميلة إما أن تكون أحادية أو مزيج متفاوت النسبة والمقدار من الصنفين.
والإنسان بطبيعته الملولة يبحث عن التجديد ومن هنا يقع أصحاب الأهداف النمطية الأحادية بعد تحقيقها بالفراغ الذي يمتلئ بالتفاهات وربما بالانحراف السلوكي والأخلاقي المتأخر.
وفي المقابل فإن أصحاب الأهداف الممزوجة يندر شعورهم بالفراغ بعد تحقيق الأهداف النمطية والسبب يعود إلى وجود الأهداف الغيرالنمطية المستمرة.
ومن هنا يكمن أهمية تعزيز الأهداف الغير نمطية في قاموس أحلامك ومراجعتها وتحديثها فهي ليست كتاب منزّل ،وأجزم أنك تستطيع الآن تخمين العمر الذي عنده تتوقف الأهداف النمطية .

نسيت نوعا ثالثًا من الأهداف وهو هدف استثنائي يجُب ما قبله وما ذكرته وهو دخول الجنة {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى اَلدَّار } (43) (الرعد).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي:عبدالمجيد بن سعيد
1442هـ 🌿🌿

Join