اصطياد الآورورا
المحاولة الثانية
في شهر فبرابر الماضي كانت المحاولة الأولى .. زارتني الحمى الشديدة في الليلة التي من المفترض ان نخرج انا وصديقي لمشاهدته في مدينة ليفي التي تقع في اقليم لابلاند في القطب الشمالي من جهة فلندا .. لكني خضت فيها التجربة الاولى في القطب الشمالي ونمت في الفندق الثلجي في القرية الثلجية المبنية بالكامل من الثلج الصناعي .. لكن الحسرة الكبيرة لفوات رؤية الشفق القطبي (الارورا) هي التي كانت وقودي للرحلة الثانية.
من جدة الى الاردن
وصلت الساعة ٢ ظهراً لعمان .. خرجت متجهاً لشباك تذاكر الباص المؤدي الى الدوار السابع في وسط عمان .. تفاجأت ببرودة الاجواء وهطول المطر والبرد بشكل متواصل .. انتظرت بعد ان قصيت التذكرة ب٣ دنانير وثلاثمئةفلس .. بعد طول انتظار وصل الباص ركبنا وكان الملفت للنظر كثرت العراقيين في الباص .. كانت الارض زلقة جداًلدرجة ان الباص زلق في احدى الدوارات .. وصلنا بعد اكثر من نصف ساعة بقليل .. الى المكان المنشود .. وكانتالخطة اني اتجهه الى مقهى جافا يو لاقابل صديقي اسامة .. بعد بحث طويل ووسط المطر الشديد توجهت الىصيدلية لاجد مشكلة للحبة الصغيرة الي مسببة لي رعب شديد .. اشتريت مطهر فم واتجهت لفندق جنيف لاجداتصال بالانترنت .. اخبرت اسامة عن المكان وماهي الا لحضات حتى وقفت اللكزس امام الفندق .. تعانقنا ودخلنامباشرة في السوالف دون اي مقدمات وكان اخر لقاء بيننا كان باالامس .. اتجهنا بعدها الى بيت اسامة .. قدمتلهم عجوة من المدينة كهدية .. وبعد صلاتي الظهر والعصر دخل ابو اسامة في المجلس الصغير الفخم المزين بكافة الشهادات والهدايا التذكارية لجميع اهل البيت .. الدكتور رسمي رئيس قسم الاورام ومن اشهر دكاترة الاردن .. وفي اثناء الحديث دخل الدكتور حسام .. شخص انيق ومهذب جداً تشرفت بمعرفته .. ووصل المنسف الكركي الشهير افضل انواع المنسف الاردني .. قدم لنا على طاولة من دون كراسي .. وقبل ان نبدأ بالاكل صب اسامة اللبن الخاص بالمنسف وهو اقرب للمضير السائل على الرز الملبد الاصفر واللحم المسلوق الطري ..كانت وجبة لذيذة جدا ستبقى من الوجبات المفضلة لدي .. اكلنا واقفين الى ان تبللت عرقاً من الجهد المبذول .. جلست لاستريح وسط الحاح من اسامة ان اكمل اكل .. غسلت وجلست في الصالون وقدموا الشاهي مع الكنافة اللذيذة وانهوها بقهوة تركية .. ذهبنا بعدها الى مقهى شيشة وتحدثنا عن كل شي الى ان احسسنا بدخولنا بمواضيع حساسة جداً .. طلبت منهم ان يوصلوني للهوستل لاسجل دخولي .. توجهنا للهوستل وتبين انهم لا يقبلون الا اجانب وهذا قانون بالدولة .. الجنسيات العربية ممنوعة من دخول الهوستلات .. وهذا شي غريب جداً .. اصر وحلف على الدكتور حسام ان ابات عنده ويوصلني للمطار لقربه من المطار وافقت على خجل .. لكن قبلها توجهنا للبوليفارد في عمان وهي المنطقة الجديدة .. جميلة والاجواء زادتها جمالاً .. اتجهنا بعدها وسط الضباب لنلعب البولينج .. خرجنا بعد لعبنا بالبولنج واتجهنا لبيت اسامة الذي قرر ان يبات معنا في بيت حسام .. اخذ اغراضه من البيت ووصلنا بيت حسام على الساعة ٣ صباحاً .. بيت كبير وقريب من كهف اصحاب الكهف في منطقة اسمها سحّاب ..البيت كبير جداً وبجانبه مزرعة دخلنا على ثلاث مجالس كبيرة جداً .. ويبدوا والد حسام في صور كثيرة مع ملوك الاردن حسين وعبدالله .. لمكانته السابقة قبل التقاعد اللواء احمد ابو السعود مدير الامن العام في عمان .. ادخلنا حسام في غرفته وحلف واعطاني سريره ونام هو واسامة على الارض كرماً منهم .. نمت نومة هانئة جميلة داخل بطانية جديدة وثقيلة جداً .. صحيت على موعدنا الساعة السادسة استعداداً للذهاب للمطار لكن حسام طلب مني ان نذهب الساعة السابعة والنصف .. فصليت وغطيت بنومة قصيرة الى ان اتت الساعة السابعة والنصف .. خرجنا فوجدنا سفرة فطور فيها مالذ وطاب مع شاهي الزعتر الجميل اكلت حتى شبعت .. شكرتهم على ضيافتهم وكرمهم واتجهنا للمطار ودعتهم بحرارة ووعدوني بجية سواءً لحسام الذي ينتظر موافقة تطبيقة في استراليا او اسامة الذي ينتظر اجازة في شهر ٧ .. دخلت المطار واتجهت صالة الكراون لرجال الاعمال التي تتيح لي بطاقة الفيزا دخولي لها مجاناً وكتبت هذه اليومية .. باقي عن رحلتي ٣٠ دقيقة المتتجهة الى كاركسوف في بولندا ..
من عمان الى كاراكوف
وصلت لكاركوف بعد ان غابت الشمس الساعة ال٣ مساءً .. كان الجو بارداً ورطباً لكن بدون ثلج .. قابلت تشيكياً في الطائرة من مدينة قريبة من كاركوفا في التشيك .. اخبرني ان اوروبا اصبحت اكثر دفئاً في الشتاء بسبب الاحتباس الحراري .. حيث ان درجة الحرارة في نفس الوقت قبل ٥ سنوات تصل الى -٦ لكن الان هي ٥ فقط .. تبادلنا الارقام .. واتجهت الى كاونتر الباص المؤدي الى المحطة الرئيسية والتي تبعد نصف ساعة او تزيد عن المطار قيمة التذكرة هي ٩ زالوتي وتساوي ٩ ريال بالضبط .. وصلت للمحطة التي توجد في سوق كبير حاولت فيه شراء شريحة انترنت تعمل في كل اوروبا لكن لم اجد كل الشرائح تعمل في بولندا فقط .. خرجت متجهاً الى الهوستل الذي عرفت موقعه بواسط انترنت السوق المجاني .. بعد ثلث ساعة تقريباً وصلت للهوستل المقابل لاسوار المدينة القديمة .. سجلت دخولي وخرجت للمدينة القديمة الجميلة التي تحتوي على ساحة من اكبر ساحات اوروبا واجملها يتوسط الساحة سوق الشتاء الذي يحتوي على المطاعم ومحلات الحلى والحرفيات ومنحوتات والمنتجات البولندية .. دخلت الى متحف المدينة القديمة المدفونة تحت الارض بفعل الزمن .. كان متحفاً عادياً الا اني لاحضت ان السكان الاوربيين القدامى كانوا اقصر بكثير حيث كان متوسط الطول لدى النساء ١٥٠ والرجال ١٦٢ اخذت جولة في المدينة.. وقابلت بعض المحليين في احدى المقاهي المنتشرة في الساحة وتحدثنا عن اختلاف الثقافات بين بولندا والسعودية.. اتجهت بعدها الى الهوستل ونمت نومة عميق..
صحيت بعدها على ضرب السرير من الاسفل .. كان شخصاً حانقاً بسبب منبهي .. كان مضبوط على الساعة ٦لان رحلتي كانت الساعة ١٠ صباحاً .. افطرت في الهوستل وطلبت اوبر ب٢٨ زالتي والذي يعتبر رخيصاً مقارنةً بالسعودية اكتب منتظراً رحلتي الى مالمو في نفق السعادة المؤدي الى الطائرة
كاكروف الى مالمو
وصلت الساعة ١٢ الى مطار مالمو الذي يبعد عن المدينة حوالي النصف ساعة عن المدينة بالباص .. الذي يبلغ سعر تذكرته ٦٥ ريال .. وصلت الى محطة القطار بعد عدة توقفات .. اشتريت تذكرة مفتوحة الى كوبنهاجن بالقطار .. اكلت في مطعم تركي بوفية مفتوح بقيمة ٤٠ ريال تقريباً .. كان الاكل لذيذ جداً .. ضيفني بعدها بكاس شاهي وبقلاوة بعد الاكل .. توجهت اخيراً الى كوبنهاجن بالقطار .. جلس بجانبي شخص باكستاني يعمل في السويد .. وله اخوين يعملون في البلدية في السعودية .. لم نتحدث كثيرا لضعف انجليزيته وعدمية سويديتي .. جاءتنا بنته الصغيرة سلمت علي قلت لها بالاوردية كيف حالك فردت بشكل لطيف بالاوردية .. رغم ان البنت من مواليد السويد الا ان اهلها قامو بتعليها الاوردية وعدم نسيان الجذور .. وصلت بعد ان اخبرني البكستاني بالمحطة المناسبة لي .. خرجت الى كوبنهاجن وكان الجو كما كان في مالمو وكاراكوف بارد وممطر ورطب .. كان اول منظر شدني حديقة الالعاب الجميلة والمشهورة بالدنيمارك تيفولي جميلة جداً ومنظر يستحق اخذ الكثير من الصور حيث ان البوابة مزينة بالانوار واربع شعلات نار فوقها .. كان منظرها مهيباً وجميلاً .. وصلت للهوستل بعد ٩ دقائق من المشي تقريباً .. كان الهوستل غريباً جداً .. حيث انه كبير جداً وفي داخله كثير من العوائل وهذا بالنسبة لي لم يكن معتاداً .. حيث العادة ان الهوستل تكون مليئة بالشباب فقط ويمنع العوائل والاطفال .. لكن يبقى من افضل الهوستلات التي سكنتها من حيث الديكورات والخدمات وغيرها من الاشياء المميزة التي قد لا تجدها في اي مكان اخر .. منها ان تسجيل الدخول وعمل المفتاح يتم من خلالك دون تدخل الموظفين .. يوجد نادي ومسبح ومطبخ شبيه بمطبخ -ذا بيج شيف- داخل الهوستل لكن كلها تاتي منفصلة وتحتاج ان تدفع مبلغ اضافي لاستخدامها .. معي في الغرفة شاب صيني يدرس في المانيا ..
خرجت لاحقاً ومشيت وسط المطر متجها نحو وسط المدينة الى ان لمحت ماكدونلاز الدول الاسكندنافية (ماكس برجر) ارخص مطعم من الممكن ان تجده في الدول الاسكندنافية واكثر مطعم منرفز للاعصاب .. حيث انه يبيع الكاتشب والماينونيز بشكل منفصل وبـ٣ ريال للعلبة تقريباً .. انتهيت من عشائي ورجعت للهوستل لاتفرج مباراة الليفر والارسنال .. وبعدها توجهت للنوم ..
صحيت بعدها بنشاط كبير وخرجت قبل الشروق لابحث عن مكان للافطار .. كانت المدينة خالية حرفياً الا من الرياضيين الذين لم يمنعهم الصقيع البارد عن ممارسة الرياضة .. لفت نظري امرأة تجري من بعيد .. فلما اقتربت وجدت انها امرأة تبلغ ال٧٥ على الاقل .. لكنها تملك جسم وركضة اكثر شباباً مني .. اخذت اكلي من سوبر ماركت.. وتوجهت ابحث عن مكان الكل فيه ..
اكتب هذي من مقهى صغير وجميل قريب من النهر حيث علمت محضر القهوة كيف يصنع الميكاتو ..