جنة الله على الارض
(الجزيرة الجنوبية)
انتهت اختباراتي مع نهاية يوم ٥ نوفمبر وبدأت اجازتي التي تمتد الى حوالي أربع اشهر، كنت قد خططت لها مسبقاً ووجهتي الاولى هي بلد لطالما خططت لزيارته الا ان غلاء التذكرة وطول مدة السفر للوصول للبلد أخرت موضوع سفري له لكني الان في سيدني وقد تهيأت الظروف لزيارتها اخيراً ، كان يوم ١٢ نوفمبر بداية رحلتي من سيدني الى عاصمة الجزيرة الجنوبية النيوزيلاندية كرايسشيرش، انتظرت فيها رفيق سفري لنصف هذه الرحلة - فايز- لنبدأ رحلتنا الممتدة ١١ يوم لأكثر الاماكن التي تستحق الزيارة في الجزيرة الجنوبية بواسطة فان مجهز بمطبخ وسرير وكامل اغراض الطبخ والتنقل.
كريستتشيرش
كنت قد سمعت عن هذه المدينة لاول مرة في السنة الماضية يوم الاحداث الارهابية في مسجديها: مسجد النور ومسجد لنوود ، مركز المدينة كان صغيراً مقارنة بمركز مدينة سيدني لكنه اجمل بكثير لقلة المباني فيه وكثرة المساحات الخضراء ورسوم الجرافيتي الجميلة في اغلب الجدران ، ينقسم المركز الى جزأين جزء المدينة القديمة المتأثرة بشكل واضح من الزلازل وجزء المدينة الجديدة من حيث المباني والتصاميم لكن يبقى الترام القديم يجول شوارعها في الجزأين، ، توجد هناك حديقة هي ثاني اكبر حديقة في نيوزيلاندا جميلة جداً تستحق الحديقة مشق السفر لزيارتها، يشق المدينة نهر جميل يمر بمركز المدينة وصولاً للحديقة.
وصلت للهوستل بعد عناء فاق عناء السفر وهو الانتظار في الجوازات والجمارك النيزولاندية التي كانت أكثر تعقيدا من جمارك وجوازات استراليا ، كان الهوستل قديم المبنى لكنه مرتب ونظيف كما بدا لي ، خرجت من الهوستل للتجول في المدينة ، مررت على سوبرماركت لاشتري بعض الاغراض وكان صاحب السوبر ماركت مسلم هندي فرح بشكل كبير عندما علم اني من السعودية واخبرني عن قصة المسجد الذي تم بناءه بدعم من الملك فهد في السبعينات بعد ان توفى مسلم في المدينة وصادف وجود الرحالة العبودي الذي راسل الملك فهد واعطاه الاذن ببناء المسجد الذي توسع لاحقاً ومازال في توسع بدعم المسلمين في المدينة ، اعطاني هو وزوجته بعض عبوات الجاهزة للاكل مجاناً ، رجعت بعدها للهوستل لم استطع النوم لعدم نظافة الفراش.
استيقظت من النوم و ذهب للاستقبال لاغير غرفتي وعرضوا علي غسيل ملابسي مجاناً ، ذهبت الى الغرفة الثانية ووضعت اغراضي وخرجت لاكمل جولتي في المدينة ، توقفت لتناول التوفو المطبوخ لثمان ساعات حيث ان الطبخ البطئ هي من طرقهم المحلية ، توجهت بعدها للحديقة بمحاذاة النهر مرورا بجسر التذّكر المشهور في المدينة والمنحوت عليه اسماء بعض الدول التي كانت تحت الاحتلال البريطاني ومنها فلسطين ، الحديقة كانت من اجمل الحدائق التي زرتها ، كان أجملها حديقة الروز الصغيرة التي توجد في منتصفها والتي تحتوي على أنواع كثيرة من ورد الروز محدد على كل وردة نوعها واسمها ودرجة عطريتها ، رجعت بعدها الى غرفتي الجديدة في الهوستل وقابلت فيها البولندية باولا والتي قضت ثلاث اشهر من الترحال في نيزولاندا بطريقة الهاتشينج وهي ببساطة الوقوف على خطوط السفر والاشارة بالابهام نحو الاتجاه المقصود وهي طريقة مجانية في التنقل ، اخبرتني باولا ان هذه المرة الاولى التي تسافر لوحدها ، وقد اختارت نيزولاندا معتقدة انها آمن دولة في على الارض الا ان موقفاً حدث لها في الايام الاولى لها في اوكلاند جعلها تكره المدينة ، كانت باولا في مقهى قهوة مقسم لغرف وكانت تجلس في غرفة مشاركةً اشخاص اخرين تخطط لرحلتها ، دخل الغرفة شخص يبدو انه مدمن وقال للجميع اخلوا الغرفة ، فخرج الناس الا باولا ، فاقترب منها وقال لها بالحرف اخرجي والا سوف اقتلك ، تسمرت باولا الا ان الرجل اقترب من وجهها وقال انظري لعيني ، وكرر كلامه بنبرة بطيئة اخرجي و الا قتلتك ، خرجت باولا من المقهى وهي ترتجف ، كان الموقف غريباً ومخيفاً جداً . تحدثنا طويلاً عن اشياء كثيرة منها الاماكن التي تستحق الزيارة في نيوزلاندا وبعض النصائح العامة للسفر وتحدثنا أيضا عن اختلاف الثقافات وتعريف الشغف الوظيفي وغيرها من الامور ، ذهبت بعدها لتجهيز عشائي في مطبخ الهوستل والذي كان مجهزا بكل الاحتياجات ، كنت قد نسيت شراء زيت الزيتون للطبخ فاستأذنت فتاة فلندية باستعارة زيت الزيتون ، تحدثنا قليلاً فأخبرتني انها تسافر منذ ٨ سنوات بحثاً عن مكان تنتمي له وحيث انها لا تشعر بالانتماء لفلندا وتتوقف لبعض الاشهر للعمل اذا احتاجت لذلك ، كان وضعها غريب بالنسبة لي فسألتها هل يعقل انك لم تجدي مكان تنتمين له في هذا العالم؟ ، قالت ان اقرب بلد شعرت بانه منزل لها هو النرويج وسوف ترجع الى النرويج مرة اخرى ، انتهى حوارنا على انتهاء طبختي اللذيذة المكونة من الرز والخضار والحمص مع الدقوس وكنت قد اتخذت قرار تجربة ان أكون نباتي صرف قبلها بشهر ونصف ، كان من المفترض ان تستمر التجربة الى اسبوعين كحد اقصى الا اني احببتها فاستمريت عليها لشعوري بالرضى عن النفسي ولإحساسي بالنشاط والخفة هذا ما استطيع الجزم به من نتائج التجربة لحد الان ،
استيقظت من نومه هانئة لا يكدرها شيء ، افطرت وشربت قهوتي وخرجت مع باولا في يومي الثالث والاخير في المدينة ، ذهبنا اولاً الى الكاتدرائية ذات التصميم الحديث حيث ان الكاتدرائية القديمة قد هدمت جزئياً بسبب زلزال ٢٠١١ والذي ذهب ضحاياه ١٨٢ شخص منهم اطفالاً، وبمكان قريب من الكاتدرائية الحديثة، وضع ١٨٣ كرسي وصبغوا بالأبيض تذكاراً للضحايا ، توجهنا بعدها الى متحف يقص حكاية زلزال ٢٠١١ كاملة كان المتحف جميلاً ومختصرا، خرجنا من المتحف متوجهين لقاعة من قاعات الطعام المنتشرة في المدينة وهي تشبه قاعات الطعام التي توجد في الاسواق اكلنا ثم اكملنا طريقنا الى الحديقة الكبيرة والتي تحتاج اكثر من يومين لتغطيتها ، توجهنا بعدها لشارع الفن و الرسوم على الجدران "الجرافيتي"، انتهى اليوم وعدنا للهوستل.
صحيت مبكراً وتوجهت لاستلام الفان واستقبال فايز من المطار ومن ثم البدء بالرحلة.
بحيرة تيكابو Tekapo
بدأت رحلتنا بتجهيز الفان بالأكل من سوبرماركت وصفه لي احد الشباب في الهوستل ، توجهنا بعدها الى بحيرة تيكابو التي تبعد حوالي الثلاث ساعات من كرايستشيرش لكننا لم نشعر بعناء السفر لجمال الطريق المليء بالتلال الخضراء وانواع واشكال الاشجار والزهور كانت المناظر اخاذه . وصلنا اخيراً الى البحيرة كانت شديدة الزرقة وعلى اطرافها انتشرت زهور بنفسجية اللون كان منظرا خلابا خصوصاً مع ظهور الشمس من خلف الغيوم وانعكاسها على الازهار والبحيرة وعلى الجبال البعيدة المكسوة بالبياض كأنها اجمل عمل فني قد تراه في حياتك ، كأن بحيرة تيكابو من بحيرات الجنة ، بعد اخذ الكثير من الصور توجهنا للبحث عن مكان نستطيع التخييم فيه ، ووجدنا مكان للتخييم مجانياً ، فجهزنا اغرضانا ورتبنا السرير وهممنا بالطبخ الا انه تبين اننا نسينا الملح ، فاضطررنا الى طلب الملح من جارنا في المكان ، فأعطانا الملح ورددنا له الملح مع علبة فراولة كمجاملة له ، شكرنا على الفراولة ، ورجعت لإكمال الطبخ الا انه عاد ومعه علبة الملح وأصر ان نأخذها كاملة شكرته وتحدثنا اثناء الطبخ ، كان الألماني ايريك وصديقته من شرق المانيا وقد بدأو رحلتهم منذ ثلاث اشهر بشراء فان مستعمل ب٤٠٠٠ دولار تقريباً وجهزوه بكامل التجهيزات من مطبخ وسرير وكل شيء قد يحتاجونه في السفر ب٨٠٠ دولار تقريباً على ان يبيعوه في ذروة موسم السياحة في نيوزيلاندا في ديسمبر قبل ان يعودوا الى المانيا ، دعوتهم الى العشاء فقبلوا الدعوة وتحدثنا طوال الليل ، ووصفوا لنا افضل اماكن التخييم المجانية وافضل برنامج لتحديد المخيمات وتقيمها ، ودعناهم ونمنا على ضوء النجوم المرصعة في سماءً صافية بعيداً عن الاضواء كان المنظر ساحراً وكنت كأنني ارى النجوم لأول مره.
بحيرة بوكاكي Pukaki lake وجبل كووك Mt cook
استقيطنا مبكراً على صوت العصافير وافطرنا صامتين مستمتعين بالطبيعة بعيداً عن اي ازعاج وفي سلام تام ، كانت المنطقة مليئة بالأرانب البرية الفضولية والخجولة في نفس الوقت، كان صديقنا في سيدني الفرنسي يوجو والذي سبق ان زار نيوزيلاندا نصحني بعدة اماكن يجيب ان ازورها ومنها جبل كووك بجانب بحيرة بوكاكي والتي كانت جميلة لكنها عادية مقارنتاً ببحيرة تيكابو ، يوجد في جبل كووك اربع مسارات “للهايكنج” ، نصحنا يوجو بالمسار الأطول الذي يبلغ الثلاث ساعات مشياً مروراً بثلاث جسور معلقة والتي تتأرجح بسبب الهواء وفي اخر المسار يوجد نهر جليدي عملاق ، وصلنا الى مكتب المعلومات لأخذ فكرة عن المسار والاستفسار عن حالة الطقس ، كان الجو ممطراً بشكل خفيف واخبرنا الموظف ان المطر سيستمر وستصل البرودة الى ٩ درجات على عكس توقعات برامج الطقس وهنا يجب ان اقول انها برامج غير موثقة ابداً في نيوزيلاندا لان الطقس قد يتغير باي لحظة وبسرعة كبيرة ، تجهزنا بملابس ثقيلة وجاكيت المطر وبدأنا "الهايكنج" على امل ان يتحسن الطقس، كنا مستمتعين جداً بعد ان توقف المطر للحظات قبل ان يعود بشكل اقوى ونحن في الربع الاول من المسار ، وللأسف لم نكن مجهزين بجزم مخصصة "للهايكينج" ومقاومة للماء ، كانت الارض طينية مما تسبب بدخول الماء لأقدامنا والمطر يشتد، كنا في صراعاً مع الطبيعة متفائلين ان يتحسن الوضع، مررنا على الجسور الثلاثة المرتفعة والتي تمر من فوق انهار تتدفق فيها المياة بطريقة شرسة ، وما ان اقتربنا من الربع الاخير من المسار حتى هطل علينا بَرَد مع رياح قوية جداً كنا نمشي على مهل مقاومين قوة الرياح التي تدفعنا للوراء وايدينا على وجوهنا نحمي انفسنا من لسعات البَرَد الذي كان يضرب بشدة، وصلنا اخيراً الى نهاية المسار وكنا وحدنا تماماً ولم نشاهد النهر الجليدي بسبب سوء احوال الطقس ، رجعنا خائبين مبللين تماماً لم ينفعنا جاكيت المطر ولا طبقات الملابس ، وما ان وصلنا السيارة حتى بدلت ملابسي المبللة وشرعنا في تجهيز الغداء في مطبخ قريب من مواقف السيارات، اكلنا ونحن نرتجف من شدة البرد والتعب، تبين لاحقاً ان ذلك اليوم ولسوء حظنا كان هناك اعصار قريب من جبل كوك، على اي حال كنت قد خططت عودةً لهذا الجبل في رحلة اخرى، كان طريق من جبل كووك الى بحيرة بوكاكي مليء بالشلالات والمناظر الملفتة.
لمسدن Lumsden وبحيرة تي انوا Te anua
وصلنا متأخرا الى قرية لمسدن الصغيرة من جبل كوك بعد ان استغرق الخط قرابة ٤ ساعات مررنا ببحيرات ومناظر خلابة لا احصيها، وتبين لي ان جنوب الجزيرة الجنوبية لا يحتاج الى تخطيط، فقط تنٌقل بالسيارة في اي طريق سريع واستمتع، كان الألماني ايرك نبهنا عن مشكلة امتلاء المواقف في منطقة التخييم هذه لكن لحسن حظنا اننا وجدنا موقفاً رغم تأخر الوقت ، كان الجو بارداً جداً في لميسدن، حيث درجة الحرارة تلامس ال٤ درجات، كانت منطقة التخييم في مركز القرية -بجانب محطة القطار التاريخية والمقفلة حالياً- ومجهزة بدورات مياه نظيفة ومنطقة للاستحمام (وهو المشكلة الاكبر التي واجهتنا في التخييم) ومعظم التجهيزات مجانية مع وجود صندوق للتبرع.
في صباح اليوم التالي لم نستطيع ان نتحمم لبرودة طقس لمسدن وفضلنا ان نذهب الى تي انوا والتي كانت قريبة، وهي قرية وبحيرة لم تكن ملفتة مقارنتاً بما سبق ان شاهدنا، اخذنا حماماً ساخنناً في جو مشمس جميل ب٥ دولار، توجهنا على غير تخطيط الى بحيرة قريبة اسمها مونواي وكان الطريق لها جميلاً الا انه غير معبد، لا يوجد ما يميز البحيرة الا وجود اندر انواع الذباب في العالم لكنه يوجد بكثرة هنا ويسمى البات فلاي او الذباب الخفاش وسبب التسمية: انها تتغذى على الدم وتترك جرح بعدها ورجلي تشهد على ذلك، اكملنا طريقنا الى اقصى الجنوب باتجاه قرية ساحلية اسمها باهايا حيث امكننا ان نشاهد جزيرة ستيوارت من بعيد والتي تعتبر اقرب نقطة للقطب الجنوبي في نيوزيلاندا، كان الساحل ذو الشاطئ الأسود عجيباً، يزينه بعض الاشجار تسمى المجنونة لأنها مائلة باتجاه واحد بفعل الرياح مما يعطيها منظر غريب ومضحك.
في كل انحاء نيوزيلاندا تشاهد الحيوانات من خراف ولاما وغزلان وابقار، كان بالإمكان الاحساس بانها سعيدة لجمال وطبيعة مرعاها، قررت كسر حميتي لرغبتي بتذوق لحم هذه الحيوانات، توقفنا عند مطعم في الطريق كان تقيمه مرتفع الا ان اسعاره كانت مبالغة فيها حيث ان قطعة اللحم كانت ب ٣٧$، ثم أكملنا طريقنا الى شاطئ جزيرة القردة لكننا لم نشاهد فيها اي قرد، كان الشاطئ جميل وهادئ استمتعنا بالاسترخاء فيه، ثم عدنا الى مخيمنا في لمسدن بعد ان اقترب وقت غروب الشمس الذي يعتبر متأخرا حيث ان الشمس تغرب الساعة ١٠ مساءً.
ميلفورد ساوند Milford sound
قبل يومين حجزنا رحلة استكشافية لفيورد ميلفورد ساوند بالباخرة عن طريق برنامج ممتاز لحجز الفعاليات بأسعار ممتازة، حيث كلفتنا ٥٩$ والقيمة الاصلية للتذكرة ٩٥$ ، كان موعد انطلاق الباخرة الساعة ١١ صباحاً وكانت المسافة بين لمسدن وميلفورد ساوند ساعتان وثلث تقريباً، ركبنا السيارة متجهين الى وجهتنا الساعة السابعة صباحاً تقريباً لرغبتنا باكتشاف المنطقة قبل الرحلة، وصلنا الى طريق جبلي مزدحم جداً عندها علمنا ان الطريق مغلق بسبب هطول الثلج بغزارة في تلك المنطقة، انتظرنا في السيارة قرابة الساعتين نمنا خلالها الى ان بدأت السيارات بالتحرك، مررنا بمنطقة بيضاء بسبب الثلج الذي لا يتوقف حتى في فصل الصيف، توقفنا هناك لمشاهدة نوع نادر من الطيور يسمى kea وهو طير له لون ومنقار الببغاء واجنحة وهيئة الصقر، كانه هجين بين الطيرين، اكملنا طريقنا الى ميل فورد ساوند ووصلنا الساعة ١٢:٢٠ تقريباً ، اخبرنا المكتب انه استطاع تدبير رحلة اخرى لنا الساعة ال٢:٣٠ مساء وتنتهي في الساعة ٥ عصراً ولكن أبلغنا ان الطريق سيغلق الساعة ٥:٣٠ عصراً لوجود عاصفة ثلجية ستسبب بأغلاق الطريق لأيام وقد نحبس في القرية التي لا توجد فيها الكثير من الخدمات ، ركبنا الباخرة اخيراً وكانت المناظر ساحرة لا توصف بالكلام او الصور، المنطقة هي من الفيورد (المضائق المائية الخلاليه) التي لا توجد الا في النرويج ونيوزيلاندا، كانت جنة بكل معنى الكلمة، عدد الشلالات لا يعد ولا يحصى، تسمرنا في افضل مكان في مقدمة الباخرة طوال الساعتين والنصف، التقطنا عدد لا يحصى من الصور الى ان استسلمنا اكملنا استمتاعنا بالمناظر، كان القارب يقترب من الشلال الكبير حتى نتبلل تماماً،
انتهت الرحلة وخرج الناس ونحن معهم مسرعين الى سياراتهم رغبة منهم باللحاق بالطريق قبل الاغلاق، خرجنا من قرية وتجاوزنا البوابة، شعرنا بالارتياح بنجاح مهمة الهروب من قرية ميلفورد ساوند، توقفنا عند اماكن كثيرة في طريق عودتنا اهمها كان بحيرة المرايا وهي بحيرة تعكس الجبال التي حولها كأنها مرآه، عدنا الى مخيمنا في لمسدن لليلة الثالثة، وخلدنا في نوم عميق.