تعرف إذا له عيادة خاصة أو لا؟!
د. عدنان أيوب
بحكم العمل تصلني يومياً استفسارات عن أفضل طبيب ومستشفى يمكن التوجه له للعلاج من مرض ما، ونصيحتي الدائمة تكون بالتوجه لأبنائنا من الكفاءات السعودية في المستشفيات الحكومية.
ولكن المفاجأة تكمن في السؤال التالي هل تعرف إن كان له عيادة خاصة أم لا! هذا السؤال يتكرر كثيراً ويشير إلى مشكلة عميقة في النظام الصحي، فمع وجود الكفاءات الطبية السعودية المدربة من أفضل الجامعات العالمية، وخدماتهم مجانية في المستشفيات الحكومية، لماذا يتوجه البعض للخاص رغم قلة الكفاءات والتكلفة المادية العالية؟
السر في ذلك يعود إلى الضيافة والخدمات الفندقية المميزة التي تُقَدِّمهَا بعض المستشفيات الخاصة بداية من حفاوة الاستقبال وسؤال المريض عن احتياجاته، والعمل على توفيرها له بأسرع وقت، والعناية بتفاصيل الضيافة ونظافة الغرف، وانتهاء بالخدمة الطبية المقدمة التي يميزها رعاية الفريق الطبي، وعرض الخيارات العلاجية وإعطاؤه الوقت والمساحة للسؤال والاستفسار، حيث يتم التعامل مع المريض كعميل يستحق أفضل الخدمات.
في التجمع الصحي بمكة المكرمة نعمل على تغيير بعض المفاهيم في نظامنا الصحي، ومنها التعامل مع المريض بمفهوم الضيافة لا الخدمة، وتحسينها في كل مرحلة من مراحلها، لينعكس ذلك على شعوره بالراحة والارتقاء بالمستشفيات الحكومية لتصبح جاذبة للمستفيدين لا طاردة لهم.
كما تشير آخر الإحصائيات بناءً على المؤشر العالمي للسياحة الطبية الصادر من جمعية السياحة العلاجية MTA أن السعودية في المرتبة السابعة ضمن وجهات السياحة العلاجية، وبالأرقام بلغ حجم إيرادات السياحة العلاجية الصادرة من دول الخليج أكثر من ٢٠ مليار دولار.
وبناء على ذلك فإن العمل على بناء استراتيجية سياحة علاجية يبدأ أولاً بتغيير المفاهيم والفكر المقدم للخدمات "مفهوم الضيف يعني العناية بكل الاحتياجات المعنوية والمادية والطبية بما في ذلك خدمات الضيافة والفندقة، وخدمات ما بعد تقديم الخدمة، وتقديم ميزات تنافسية تضمن التواصل الفعال، والخدمات النوعية كالاستشارات الطبية وغيرها، وبناء مؤشر دقيق لتقييم الأداء لدى المستشفيات وتحسينه.
لدي رؤية حالمة ستتحقق بإذن الله أن تكون مكة المكرمة "قلب العالم" و "مهوى الأفئدة" مرجعاً علاجياً، وكما نلنا الريادة في تخصصات دقيقة كفصل التوائم وجراحات القلب وغيرهـا يمكن بإذن الله تحقيق معادلة التميز والتنافسية في المستشفيات الحكومية لتتصدر وجهات السياحة العلاجية في العالم أجمع.