من الأزمة إلى القفزة
د. ديلشاد علي عباس
لنأخذ فرصة للنظر خلف ظهورنا بينما نتقدم للأمام نحو هدفنا الأسمى ووجهتنا المنشودة وهي التحول المؤسسي نحو رعاية صحية متكاملة، سهلة الوصول وذات جودة عالية للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية. وتلك النظرة خلف ظهورنا نلقيها ليس فقط لندرك المدى الذي قطعناه في رحلتنا نحو التحول، ولكن أيضا لندرك تلك القفزة الهائلة التي قفزناها فوق الأزمة لنصل إلى ما نحن علية اليوم في رحلتنا نحو منظمة رعاية صحية مسؤولة Accountable Healthcare Organization
لطالما كانت الأزمات رغم صعوبتها وقسوتها هي المحرك الأساسي والدافعية الأقوى نحو التغيير والتطوير. لذا وجدنا أنفسنا نتعامل مع أزمة كورونا كمُسرع للتطوير، وفرصة مواتية لتنشيط الخطط ورؤى وزارة الصحة لموظفيها ومواطنيها. نعم لقد نشطنا خططنا العملية والميدانية ونحن في معترك الأزمة، وذلك من خلال استثمار الموارد والجهود والخطط لبناء أنظمة ومبادرات مستدامة، وتحقيق أثر طويل المدى ومتوائم مع الأهداف الاستراتيجية التي تصل بنا لغايتنا المنشودة وهي تخطي الأزمة، وتوفير نظام صحي متكامل ذو جودة عالية مستقبلياً.
نعم لقد استفدنا من الأزمة، كيف لا! وقد جعلتنا بداية ندرك حجم الإمكانات الفكرية والبشرية والعملية التي نمتلكها ونمتلك الدافعية لاستثمارها. كيف لا! وقد علمتنا الأزمة التعاون والتوحد والترفع على كل التوجهات الفردية في سبيل المصلحة العليا وحماية للإنسان والأوطان. كيف لا! وقد ساعدتنا على اكتشاف مستويات من التحمل وقدرات كامنة داخل أنفسنا ومن حولنا لم نكن أبداً لندركها أو نعرفها حتى. نعم ندين للأزمة بالكثير من الدروس، وندين لأنفسنا ومجتمعاتنا ووطننا بالمزيد من العطاء والمزيد من القفزات بإذن الله.