المريض شريك في التحول 

  د. أمل نمنقاني


حضرت للمستشفى وفي ذهنها ألف سؤال،  ومشاعر مختلطة عن ذكريات سابقة في منشآت صحية جعلت نظرتها سوداوية نوعاً ما، ومشبعة بالسخط، استمعت لها وبدا حل المشكلة بسيطاً إلغاء الموعد السابق وحجز موعد جديد، وذكرتُ لها بعد أن تفهمت غضبها أنها شريك فاعل في تحسين الخدمات الصحية، فنحن نتحدث دائماً عن أهمية تطوير وتحسين الخدمات في القطاع الصحي للوصول إلى مثلث التميز في الخدمة والذي يمثل الأساس في التحول في القطاع الصحي، وهو جودة الخدمة الصحية المقدمة مع تقليل التكاليف وتطوير وتحسين تجربة المريض خلال تلقيه للخدمة، ووضعنا نصب أعيننا في أقسام تجربة المريض في المستشفيات والمراكز الصحية أن تكون الرعاية المتمحورة حول المريض هي الأساس.

وقد أثبتت الأبحاث في مجال التحول الصحي في الأنظمة الصحية أن العلاقة بين المريض ومقدمي الرعاية الصحية علاقة طردية.  بمعنى كلما زاد إشراك المريض في الرعاية الصحية زاد رضاه، ومن خطط التجمع الصحي بمكة المكرمة لتحسين تجربة المريض، استضافة المرضى وذويهم في لقاءات دورية لعرض الخطط التحسينية والاستماع لآرائهم وتقديمها بأفضل طريقة، ولأن صوت المريض مهم في دفع عجلة التغيير الدائمة في القطاع الصحي؛ وضعت قنوات مختلفة لإيصال صوته مثل صفحات الإنترنت الخاصة بالمستشفيات، وشبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع مقدمي الرعاية الصحية من خلال خدمات الخط الساخن والهاتف، والملاحظ أن معظم الاستخدام الدائم لهذه القنوات المباشرة من قبل المريض وأهله يركز على خلل الخدمات المقدمة.


  وربما قد غفلنا في القطاع الصحي بتذكير المريض أن هذه القنوات هي أيضاً لإيصال اقتراحاته وشكره في حال رضاه عن الخدمة،  بالإضافة لتذكير المريض بأن شراكته في صناعة التحول تعنى أنه كما له حقوق فعليه واجبات، وذلك من خلال احترام الممارسين الصحيين واحترام القوانين الصحية التي لم توضع إلا لضمان سلامته، وضمان الاستخدام العادل للموارد لخدمة جميع المرضى. وفي حال اكتمال هذه المعادلة سنستطيع الوصول بإذن الله لرعاية صحية متكاملة ترقى بتطلعاتنا وتساهم في جودة حياتنا.



Join