لا تثق بكلمة “المعدل”

١ أبريل ٢٠١٧


المعدل (Mean or Average) كلمة تعطينا انطباع عام عما يبدو عليه الواقع. “معدل رضى المستخدمين هو 70٪” أو “معدل رواتب القطاع الخاص هو 6 آلاف ريال”، ولكن.. لماذا يجب ألا نثق بهذا المفهوم؟ ببساطة، لأنه مخادع وغير كافي.

تخيل أنه جاءك عرض من إحدى الشركات، وفي المقابلة قالوا لك أن معدل الرواتب في شركتنا قرابة 30,000 ريال سعودي، قبل أن تقفز فرحًا وتقبل العرض، اسأل نفسك ماذا يعني المعدل؟ لو كان في الشركة خمسة موظفين رواتبهم 5,000 ريال، والمدير التنفيذي مرتبه 150,000 ألف ريال، فالمعدل بين الجميع هو 30 ألف. (المثال مبالغ فيه ولكن لتوضيح المفهوم)

فلنأخذ مثالاً آخر، لو كنت مسؤولاً عن تقييم أداء الطلاب، وجاؤوا لك بفصلين، الفصل الأول معدل النسبة 70%، والفصل الثاني معدل النسبة 60%، أيهما ستعطيه تقييمًا أفضل في الأداء؟ بطبيعة الحال ستختار الفصل الأول. ماذا لو قلت لك أن الفصل الأول والذي يحتوي على 20 طالبًا، 14 منهم حصلوا على نسبة كاملة في (كل) المواد، و 6 طلاب حصلوا على صفر في كل المواد! يوجد خلل كبير ومؤشر تلاعب بالنتائج، مع أن معدل الطلاب 70٪. (مرة أخرى مثال متطرف ولكن لتتضح الفكرة).

في كل مرة تسمع كلمة “معدل” تذكر أنها كلمة قد لا تعني الكثير إذا لم نشاهد توزيع البيانات Data Distribution. فعندما يركب بيل قيتس ليموزين خلف سائقه الخاص، فمعدل ثروة الشخصين في السيارة هو 40 مليار دولار لكل واحد منهما، لكنه رقم لا يعني شيئًا.


أحد أشهر مقاييس الازدهار الاقتصادي والمستوى المعيشي في الدول، هو الناتج المحلي الإجمالي للفرد GDP Per Capita، وهو بشكل عام عبارة عن “معدل”، ولكونه معدل، فهو لا يضع أي اعتبار لتوزيع الثروة والدخل بين طبقات المجتمع. فقد تجد دولة مثل الولايات الأمريكية معدل المستوى المعيشي للفرد مرتفع، ولكن أثرى 1٪ يحصلون على 40٪ من الدخل.


الخلاصة: عندما تقرأ كلمة “المعدل” تذكر أنها قد تكون غطاء معتدل لقيم متطرفة. لتشخيص الحالة أكثر، تحتاج للاطلاع على البيانات التي تشكل هذا المعدل.


بين الحين والآخر سأكتب تدوينات منوعة هنا. إذا أعجبتك التدوينات سيسعدني أن تنشرها للآخرين.

Join