قيمة الطريق الواضح


“أزالَ اعوجاجهُ وأصلح أمره”

لطالما كُنتُ مفتوناً بآلية التواصل بين الناس، وكيف لهم أن يحفّزوا بعضهم البعض من خلال تصرفات بسيطة.. ومما زاد اهتمامي عُمقاً هي الأحداث الصعبة التي مررنا بها جميعاً في الأشهر الأخيرة 

 

إن حقيقة أن البشر يعيشون مع بعضهم البعض في أحد المجتمعات من شأنها أن تخلق نظاماً معقداً للغاية! كما أصبح جلياً أمام أعيننا أنّ الفرد لا يُمكنه أن يتحكم في تصرفات من حوله بمنظور واحد ما لم يكون جميع من حوله يتشارك نفس المبادئ والقيم! 

 

ولكن.. دعونا نعود خطوة للخلف! 

ماهي القيمة؟ بالعودة إلى أصل الكلمة في اللغة

والقيمة إصلاحٌ لدواخلنا ونوايانا، ومانرغب أن نكون عليه.. 

القيمة تخلق ثقافة دون نشعر أحياناً، سواء كانت تنظيمية أو شخصية و على المستوى المجتمعي، القيمة.. عنصر أساسي في أي هيكل ويمكنها التحكم في سلوكيات أي مجتمع وتغييرها وتشكيلها.


لذلك، إن قررنا بناء ثقافة حول قيم مجتمع ما.. فسيكون التغيير تحولياً بالفعل 

لكن.. ما هي الثقافة بالتحديد؟ 

 

يقول الأستاذ إدجار شاين من معهد ماساتشوستس للتكنلوجيا أن الثقافة نمطٌ من الافتراضات والمعتقدات والتوقعات المشتركة التي توجه الأعضاء والتفسيرات كأفعال لسلوك مناسب للمنظومة 



ببساطة، الثقافة هي السبب والكيفية التي نتصرّف وفقاً لها، ودور القيمة هنا أنها البوصله التي تُحدد مسارات تلك الثقافة وما يجب فعله وتجنّبه.. وما يجب على المرء أن يفكر فيه ويقوله ويفعله، والعكس صحيح. فالقيمة يمكن أن توقف الشخص عن التفكير أو قول أو فعل أي شيء لا يتوافق معها! 


في أي مجتمع/ منظمة..  

تخلقُ المجموعة المعايير والمعتقدات التي تُنتج قيم ذلك المجتمع 

 

تتغيّر هذه القيم، ويُعاد تشكيلها مراراً بمرور الزمن، 

 ومن واجبنا كقادة أن نكون على إطلاع كامل بكافة تلك التفاصيل الصغيرة التي تخلق التحوّلات الكبيرة في أي منظم. لأن سرد قيم منظمتك عند تدشينها ثم ربطها باستراتيجية طويلة المدى لا يمكن أن يعمل إلا إذا ظلّ العالم ثابتا.. وذلك مستحيل.


إنّ القيمة نتيجة لأفكار ومشاعر معينة تخلق اعتقاداً لدى المرء، ويصبح هذا الاعتقاد بمرور الوقت قيمة.. إنها طريقة رسم دائرية للمسار تتمحور حولها حياتنا، وتمكننا من رسم مسار أكثر وعياً للطريق. 


يتطلب تحديد القيمة أن يكون لدينا إحساس عميق بالثقافة من حولنا، وشعورٌ بأصوات الناس المختلفة من حولنا.. والأهم من ذلك، مالا يقولونه. 

 

يجب على القادة أولاً أو يساعدوا أفراد منظماتهم في أن يجعلوا الغير مرئي مرئياً وأن يبدؤوا من هناك. إذا تمكّنا من تحديد قيمنا ورسم نوايانا وفقاً لها فسيؤدي ذلك إلى التحكم بشكل كامل في مشاعرنا وأفكارنا.. وستتغير بناءً عليها سلوكياتنا الظاهرة 

 

 

يأتي الحوّل الفارق من الإحساس بالواقع من حولنا، والتفتح والقبول للتغير.. ذلك هو أفضل وقود لسلامتنا الداخلية وخيالنا اللامحدود! 

Join