كيف تكون الحياة حينما تصمم العادات
!الانتقال من الجهد الى الراحة قبل العمل
هل تسائلت من قبل عن سبب ميلنا إلى ضيافة ضيوفنا بالقهوة العربيّة المزوّدة بأجود أنواع الزعفران والهيل، المحمّصة والمطحونة بدرجاتٍ تتفاوت من عائلة لأخرى.. أو عن لغة إشارة القهوة في المجالس، من هزّ للفنجان للتعبير عن أنّ الضيف يرغب بالمزيد أو تغطية فوهته باليد تعبيراً عن الاكتفاء من شرب القهوة!
كلّ هذه تسمّى عادات مكتسبة،
إما من المجتمع.. أو الصفات والطبائع المتوارثة جيلاً بعد جيل كالكرم والنخوة والشجاعة عند العرب.. وغيرها، تتكون لدينا هذه العادات ونمارسها يوماً بعد يوم دون أن نكلّف على أنفسنا عناء البحث عن أسبابها ونتائجها، واختلاف ظروفنا عن الأجيال التي تسبقنا.. أو تلينا!
حسناً،
لن يكون موضوعنا اليوم عن تقييم هذه العادات، ولكنني سأحاول أن آخذكم معي في رحلة تكوّن العادة لدى الإنسان، وكيف نكتسب أو نتخلص من عادة.. وكيف نستمر أو نتوقف عن ممارستها، والكثير!
لا يُمكنك التخلّص من العادة برميها من النافذة، يجب أن تجعلها تنزل من الدرج خطوة بخطوة!
يصفُ مارك توين أن العادات لا يتم التخلص منها بسهولة كما نعتقد، وإنما تحتاج للصبر والاستمرارية حتى نتخلص منها دون أن نعود لها مجدداً.. يتطلّب الأمر الصبر والتأني لضمان الوصول!
كيف تتكوّن العادة؟
تتكوّن العادة من ثلاثة أساسات، وهي المعرفة والرغبة والمهارة! ويتبع هذه الأسس الفعل، والاستمرار عليه.. حتى تتكوّن تلك العادة،
“انتصار الإرادة على العادة حياة مستعادة” -أمين نخلة
إذن،
هل العادة وراثية أو مكتسبة؟
بطبيعة الحال، نحن نرثُ من بيئتنا أبرز السمات الأساسية إلا أن لكلٍّ منا أسلوبه الخاص الذي يميّزه عن غيره، لذلك.. فغالبية عاداتنا في سنواتنا الأولى تكون وراثية، ومع الوقت تبدأ قناعاتنا الشخصية بالتأثير على شخصياتنا شيئاً فشيئاً حتى تتكون معها عاداتنا الخاصة،
21 يوماً خرافة أم حقيقة!
هل يتم اكتساب العادات أو التخلص منها خلال 21 يوماً بالفعل؟
في عام 1960 نشر جراح التجميل د. ماكسويل مالتز - في كتابه السيبرنطيقا النفسية علم التحكم النفسي- أنّ الاشخاص المبتور أحد اطرافهم احتاجوا - في المتوسط- 21 يوماً للتكيف مع فقدان هذا الطرف. وذكر ان البشر عموما تحتاجون إلى 21 يوما للتأقلم مع المتغييرات الرئيسية في حياتهم. ومن هُنا حظيت مدة 21 يوما بسطوة هائلة في كتب التنمية منذ ذلك الحين. وانتشرت خُرافة أن العادة تستغرق 21 يوماً ليكتسبها الإنسان أو يتركها، والحقيقة هو أنّ سرعة التعوّد تختلف باختلاف العادة وتجذّرها في شخصية الإنسان، وتختلف باختلاف الطبائع والشخصيات من شخص لآخر.. لهذا فإن قاعدة الـ 21 يوم لا تنطبق على كل العادات، ولا جلّها..
حسناً.. بعد أن عرفنا ان العادة ليست مرتبطة بمدة محددة.
كيف نُساعد أنفسنا في تصميم عاداتنا بعناية؟
يتمركز تصميم العادة حول 6 خطوات أساسية/
ابدأ بخطوة بسيطة
استمرّ بالقيام بتلك الخطوة الصغيرة يومياً
نمّي تلك الخطوة الصغيرة شيئاً فشيئاً
ركّز على عادة واحدة لتغييرها أو اكتسابها
استمتع أثناء قيامك بذلك
لا تستعجل النتائج قبل وقتها
3/3/3
3 ثوانٍ
3 دقائق
3 ساعات
3 أيّام
3 أسابيع
3 أشهر
3 سنوات.. ثم العمر بأكمله!
لا يكمن السرّ في العدد، وإنما في تقسيم الالتزام تدريجياً، حتى تنزل مع العادة درجة درجة في السلّم.. وبهذا، تصل إلى ما ترغب إليه.
لا تنسَ أثناء قيامك بذلك أن الصبر على اكتساب عادة حميدة، هو قمة الحركة دون انتظار نتيجة!
ممتنّ لقرائتكم،
مروان