قارب الصياد العجيب
على شاطئ صغير في مدينة ينبع وبينما قررت عائلة أن تقضي إجازة الأسبوع هناك، اقترحت الأم فعالية على أبناءها الثلاث، من يجمع أكبر قدر من الصدف سوف يحصل على هدية مميزة.. انطلق الإخوة الثلاث في تحديهم الجديد.. سعد وهو أكبر إخوانه كان سريعا فكان يسبق إخواته على المناطق التي يرى بها الصدف.. بينما أخوهم معاذ وهو أوسطهم كانت لديه خطة بسيطة انظر أين يتجه سعد واسبقه لمكان آخر حتى لا تصبح المنافسة بين من هو الأقوى وبطبيعة الحال كان سعد سيفوز بلا شك خصوصا انه يمتلك بطاقة الأخ الأكبر.. وأخيرا حسام وهو آخر العنقود لم يكن يعلم ماذا يفعل مهما حاول مجاراتهم كانوا يسبقونه.
وبعد فترة لم يستطع حسام أن يجمع شيء بينما تقدموا عليه إخوته بمراحل.. وبدأ بالتساؤل: ربما علي التوقف عن جمع الصدف.. يبدوا أن هنالك فجوة بيني وبين إخوتي.. فجوة بين أولئك الذين يستطيعون والذين لا يستطيعون.. من يمتلكون القدرة والموهبة وبين من هم أشخاص عاديون.. ربما من الأسهل علي الانسحاب بدلا من أن أحاول ولا أحصل على شيء في النهاية.. ربما علي التوقف عن المحاولة.. وأثناء تلك الأفكار التي بدأت بمهاجمة حسام استشعرت الأم بهذا ورأت نظرات اليأس على ابنها فقررت التدخل قبل أن يغرق في حبل أفكاره..
فسألته
كيف تجري الأمور معك ؟
ليست جيدة.. لم أستطع أن ألتقط ولا حبة صدف واحدة.
حسام، أنت لا تجيد هذا، أليس كذلك؟
أجل، أنا حقا لا أجيده..
هذا لأنك تنظر للأعلى دائما!
عليك أن تنتظر بصبر ثم تلتقط الذي تجده على الأرض بقربك.. لن تجد أي فرصة إذا بقيت تنظر عاليا من مكانك في الأسفل..
الأسفل..
لم يتبق الكثير من الوقت. ابذل جهدك!
لكن يا أمي! ماذا لو عندها لم أستطع الحصول على شيء؟ ماذا لو التقطها إخوتي جميعها وسبقتني ألن يصبحوا أفضل مني؟ ولن يبقى لي أي شيء إطلاقا؟
حسنا، حينها دع من حصل عليها قبلك أن يغتنم فرصته ويمضي قدما.. دعه يأخذها وابحث عن فرصة أكبر في مكان آخر.. إذا بقيت تفوت الفرص وتلتقط فقط ما تستطيع التقاطه منها، عندها.. ستحصل على الكثير.. هناك العديد من الفرص لكن لا يعني أن جميعها كتبت لنا وليست كل الفرص مناسبة لنا من الأساس.. لكن الأكيد أن لكل شخص فرصته ونصيبه من هذه الدنيا..
لم يفهم حسام كلام امه، انتهى وقت المسابقة ولم يستطع حسام أن يلتقط ولا حبة صدفة واحدة.. جلس وحيدا على الشاطئ متحسرا على النتيجة بينما ذهبا أخواه ليريا أمهما بما جمعا.. وبعد مدة بسيطة شاهد قارب صيد عائد من البحر يقوده عجوز طاعن في السن وكان يلوح له.. اقترب حسام من القارب واكتشف ان العجوز اصطاد كمية من السمك وكان يريد من يساعده على إنزالها من القارب.. لم يتردد حسام بالمساعدة وبعدما انتهيا أحب أن يكرمه الصياد وأعطاه محارة قد علقت في شباكه.. قبلها صديقنا وعاد ليخبر والدته بما جرى وبعدها حدثته عن إمكانية وجود لؤلؤة داخل المحار.. تحمس حسام للفكرة وأحضرت الأم سكينة وبعد عدة محاولات لكسر المحارة استطاعت أن تفتحها واذا بحبة لؤلؤة كبيرة كانت هي مكسب حسام من ذلك اليوم..
كل لديه فرصته ومكسبه في هذه الحياة البعض يحظى بمكاسب عديدة ولكن قيمتها ليست مثل مكسب فرصة واحدة لدى شخص آخر.. لا تقاس المكاسب بالعدد ولا الحجم بل بالرحلة والتحدي.. كيف تصدينا للعقبات وكيف كانت التجربة.. كيف عاودنا الوقوف وتحلينا بالشجاعة لإكمال الرحلة وعدم توقفنا عن المسير..
المكاسب كقصة حسام وحبة الولو التي كسبها.