أضاق صدرك؟..


احم احم، سلسلة جديدة من التدوينات!
حياكم الله جميعا في مدونتكم، واليوم نبدأ سلسلة “استطراد” على بركة الله!
تعريف سريع بالسلسلة، سلسلة تربت على كتفك، وتثري معرفتك، وتتناول موضوعات متنوعة ومختلفة، هدفها الخروج عن جو سلسلة طالب العلم الحديث وغيرها من السلاسل القادمة إن شاء الله، باسم الله مع “استطراد 1”!


هم وكرب..

في كثير من الأحيان تضيق بنا الدنيا، وتحيط بنا الظروف من كل حدب وصوب، وكأن قطيع من الذئاب يلتف حول فريسته ليفتك بها، وتبدأ صدورنا تضيق، وتنعدم ألوان الحياة، ويصبح كل شيء بلا طعم!

في كثير من الأحيان نشعر بأن كل شيء يقف ضدنا، ونشعر أن كل الأبواب مغلقة، وكل الناس لا يعيرونا أدنى اهتمام!

في كثير من الأحيان نحلق في عوالمنا الخاصة، نتخيل لو أن كل شيء يتوقف، وكل شيء نريده يتحقق، وأننا كسرنا هذه الضغوط وفرجنا هذه الضِيقَة، ولكن نعود لواقعنا ونتألم!


في كثير من الأحيان نشعر بأننا سقطنا في بحر مترامي الأطراف، في بحر لا قاع له وليس معنا لا قارب ولا مجداف، أو في صحراء خاوية، تضربها أشعة الشمس الحارقة، وتحترق أقدامنا ونحن نمشي على رمالها الحامية!
نسقط ولا نعلم هل سنصمد؟
هل سنخرج؟
هل سنعيش؟
هل وهل وهل!؟

اعتقد أنك تذكرت تلك اللحظات التي ضاق صدرك بها، وتكالبت عليك الظروف، وتذكرت كلام الناس عنك وحدّة السنتهم، تذكرت كل تلك اللحظات المزعجة التي ربما حرمتك من النوم من شدتها، وعزفت نفسك عن تناول ما تحب من الأطمعة، ولا استبعد أن بعضها كان سببا في نزول بعض الدمعات!

ومن يدري، فقد يمر أي واحد منا بمثل تلك اللحظات، الآن، لاحقا، لا أحد يعلم!

اطمئن..

نحن دائما ننسى أمرا في هذه اللحظات، ننسى أمرا في غاية الأهمية!
أمر عندما نتذكره، تنشرح صدورنا، وتتلاشى همومنا، وتسعد قلوبنا، وتعود للحياة ألوانها، وللأشياء مذاقها!

هل عرفت ماهو الأمر الذي نغفل عنه وننساه؟!

نعم، ننسى أنه جل وعز قال {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ }!

الله بذاته العلية معك! 
يراك ويسمعك ويعرف مافي نفسك، هو أقرب من حبل الوريد إليك!
الله الذي خلقنا، اعطانا ورزقنا، يسر لنا كل عسير، كتب لنا كل خير، وهدانا إلى الدين الصحيح، والمنهج السليم!
نغفل دوما أن الذي خلقنا وخلق كل شيء، معنا في كل وقت وحين!

ألم تشعر بالراحة وأنت تقرأ ما سبق؟
إذا اطمئن لأنك مع الله!

بماذا أمرنا الله؟!

وهبنا الله سبحانه منهجا عظيما، نعود له في كل وقت وحين، نجد فيه شفاءنا ودواءنا، ونجد فيه طريقنا وغايتنا
القرآن والسنة، فيهما ما يعيننا على أمر ديننا ودنيانا، وينير لنا قلوبنا، ويعلمنا كيف نصل إلى خالقنا وبارئنا!

أمرنا الله فيهما( القرآن والسنة ) بعدة أمور تعيننا على التغلب على كل عسير، والتخلص من كل غم وهم، ومواجهة الضغوط والمصاعب بقلب متيقن متوكل مستعين متفائل!

أذكر منها أحد الأمور التي علمني أياها أبي -حفظه الله-، يقول تعالى:


وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ{97}فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ السَّاجِدِينَ{98} - سورة الحجر 


فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ {130} - سورة طه


فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ{55} -سورة غافر


هل انتبهت؟
كل الآيات أجمعت على شيء، ألا وهو التسبيح!


يضيق صدرك؟ سبح بحمد ربك!
يقولون عنك الأقاويل؟ سبح باسم ربك العظيم!
تشتد بك الأوجاع ويفتك بك التعب؟ سبح باسم ربك الأعلى!

التسبيح سلاح في متناول الجميع، لكن قل من يعرف قوة هذا السلاح!

أنت الآن علمت وعرفت قيمة السلاح الذي بين يديك، أما آن لك أن تستعمله؟


وفي الختام..

متى ما شعرت بالحزن، متى ما ضاقت عليك، متى ما شعرت بالإحباط، تذكر أن الله معك، وأنه مد لك حبالا توصلك إليه، منها ما ذكرنا وهو حبل التسبيح!

تذكر أنه جل وعز قال: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [آية 124 سورة طه]

لننتبه من الغفلة، ونحذر من الإعراض، ولنسبح الله بكرة وأصيلا، ونذكره ذكرا كثيرا..


وغدا أجمل إن شاء الله!


كُتِب بقلم مَحمُود بن عِمَاد خُوجَه

شرفني على مواقع التواصل أسفل هذا النص
وإن أعجبتك التدوينة لا تنس أن تضغط زر الإعجاب 

وأن تشاركها مع من تحب..
دمتم بخير !