السلاح الفتّاك!
-استطراد 4-
عاد أحمد لمنزله بعد يوم عصيب، رأسه مثقل بالهموم والأفكار، جسده منهك من العمل والأشغال، بطنه تعزف بعض الألحان معلنة أنها الآن خاوية تحتاج لبعض الطعام؛ وفجأة، خرج أخوه محمد من غرفته، شاهرا سلاحه الفتّاك تجاه أحمد!
تصلب أحمد مكانه، وأصبح ينظر لأخيه وهو خائف يرتعد!
وفي أجزاء من الثانية، أطلق محمد عدة طلقات، اتجهت الطلقات مباشرة إلى قلب أحمد..
يبدو لي أنك حزين على أحمد، وبدأت تترحم عليه..
ولكن!
ولكن بعد أن وصلت الطلقات إلى قلب أحمد
انتعش أحمد، وابتسم ابتسامة جميلة مشرقة
متناسيا كل ما مر به من صعاب وتعب وألم!
ذلك لأن محمد لم يطلق الرصاص الذي نعرفه
بل أطلق وردا طيبا ذا رائحة جميلة!
وصل هذا الورد لقلب أحمد، معلنا أن كل الجروح أغلقت، وأن الابتسامة أشرقت، وأن الهم زال وتبدد!
السلاح الفتّاك الذي كان يحمله محمد هو لسانه..
والألسنة لديها نوعان من الذخائر، إما رصاص يقتل، وإما ورد يُنعِش!
كل واحد منّا..
كل واحد منّا يمتلك ذلك السلاح
وكل واحد منّا لديه ذات الذخائر
وكل واحد منّا يمر بنفس الصعاب التي مر بها أحمد بل وربما أكثر
وكل واحد منّا لا يعلم ما يمر به الطرف الآخر من صعاب ومن هموم!
لذلك ينبغي على كل واحد منّا أن يطلق من لسانه ورودا تطيّب خواطر الآخرين، وتنعش قلوبهم، وترسم الابتسامة على وجوههم، حتى لو لم نكن نعلم ما يمر به الطرف الآخر!
ظروف!
إننا نمر في حياتنا بكثير من الظروف، سواء كنّا صغارا أم كبارا!
وكم نشعر بالتحسن عندما يطلق علينا أحدهم بعضا من الورد، بعضا من الكلمات الطيبة التي تجعلنا سعداء!
نأتي أحيانا وقلوبنا تؤلمنا، ثم نلتقي بشخص، قد نعرفه أو لا نعرفه
ثم يطلق علينا هذا الشخص بعضا من الورد
فنجد أن ألم القلب زال وانقشع!
لنحرص على..
لنحرص على أن نكون ذلك الشخص
الذي أينما ذهب وارتحل، لا يطلق على الناس إلى الورد
ولنحرص على أن يكون هذا العمل خالصا لوجه الله جل وعز
فهو القائل سبحانه {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: الآية83].
وأيضا قال تعالى{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: الآية53].
ولنحرص أشد الحرص على أن لا ننتظر من الآخرين ورودهم
سنتعب كثيرا لو بقينا ننتظر ونتحرى من سيطلق علينا الورد!
في كثير لمن يساعدوا يقول لك: “تصدق ما قال لي شكرا؟”
أنت تستناه يقلك شكرا؟
يا أخي ساعد الأخرين ولا تنتظر نظرة الرضا في أعينهم!
ساعد وارحل!
د.أنمار المطاوع
جرب!
جرب مرة أن ترسل رسالة مليئة بالمشاعر الجميلة لمن تحب، أنت ستشعر بالسعادة والرضا، والطرف الآخر ربما قلبه يطير من الفرح!
من فضل الله سبحانه أن رزقني بعدة أصدقاء مقربين إلى قلبي
لا تمر عدة أيام إلا وأجد منهم رسالة طيبة ترسم الابتسامة على وجهي وتجعلني من أسعد السعداء
جرب أن تترك مثل هذه الرسائل لمن تحب بين الحين والآخر!