فوائد من رسالة (فضائل الأئمة الأربعة) لابن تيمية
[بعد أتباع أهل الرأي عن مذهب أهل الرأي]
أما أهل الرأي فهم وإن كان لهم جمل من الكلام في ذلك فليس لهم قواعد محررة لا في أصول دين ولا في أصول فقه ولهذا كان المتتبعون لهم فيه من جميع أهل الأهواء من المعتزلة والمرجئة والجهمية والمجسمة والخارجين و المطيعين بخلاف أصحاب الشافعي فإن البدع فيهم اقل بكثير جدا والغالب عليهم بعدهم عن هذه البدع الكبار وانتسب إلى الشافعي افراد من المعتزلة والجهمية والرافضة في ذلك قليلا موجود ايضا واما اصحاب مالك فأكثر بعد من أهل الأهواء وفي وهي فيهم اقل لان كلامه في أصول الدين على وجه التفصيل اكثر من كلام الشافعي في ذلك قالوا في اصحابه وهم في اصحاب احمد اقل من الجميع وما فيه من البدع فهو اخفف من بدع غيرهم
[الشافعي أتبع من مالك في التفاصيل ، ومالك أتبع من الشافعي في الأصول]
الشافعي أتبع للنصوص المفصلة لا يخالف حديثا صحيحا عمدا قط بخلاف مالك في هذا الباب لكن مالك ضبط من فرائد الشريعة ومقاصدها ما لم يضبطه الشافعي من السياسات والمعاملات ورعاية المقاصد والنيات وهذا أشبه بأصول الدين كما أن الأحاديث المفصلة أشبه بأصول الفقه
[الموازنة بين الأئمة في الأصول والفروع]
الشافعي في أصول الفقه اجود لها إجمالا وتفصيلا من مالك و تميز بين الدليل وغير الدليل وتقديم الراجح على المرجوح وإن كان لمالك في ذلك من الكلمات الجامعة المجملة ما هي حسنة عظيمة القدر ولكن الشافعي يفصل وصوله وأما أصول الدين والسنه والاعتقاد فل الشافعي فيها كلمات جامعه مجمله ومالك اكثر تفصيلا لها وبيان وردا على اهل الاهواء وتفصيلا للكلام من الشافعي كما تشهد بذلك نصوصه والامام احمد هو مفصل الكلام في اصول الدين والفقه تفصيلا جيدا موافقا له في عامه اصول الفقه و كان يقول عن الشافعي حديث صحيح وراي صحيح وعن مالك حديث صحيح وراي صحيح مع ما في اصول الفقه من نوع اضطراب
[بعد الكوفيين عن الحق]
الكوفيون اكثر مخالفة للنصوص ولا يوجد في مذهب من المذاهب أكثر مخالفة لها منهم
[حقيقة العلم النافع]
العلم الاصلي هو العلم الذي بعث به الرسل وأنزل به الكتب وهو علم الايمان وعلم أحوال القلوب وما تزكوا به من الخشية والإنابة والتوكل والرضا الصبر واليقين والمحبة والزهد في الدنيا وطلب الآخرة والحب في الله والبغض في الله والإخلاص والصدق والشكر الله وعلم شروط الاعمال وما يصححها وما يفسدها من ما يتعلق بالقلوب من الرياء والعجب والغفلة ومن ذلك معرفة النفس وشرورها ودسائسها من الشرف والحسد والغضب والكبر والبخل وحب الدنيا وحب الرئاسة ومعرفة الشيطان وكيده ومداخله ومعرفه موازين الاعمال ومن الذي ينبغي أن يبدأ به وأيها الذي يرجح على صاحبه عند الله ومعرفه حقوق الخلق مثل الوالدين وذوي الارحام وغيره ذلك