فوائد من كتاب (شرف أصحاب الحديث) للخطيب البغدادي

[ذم المتكلمين وأصحاب الأهواء]

قال أبو ثور : سمعت الشافعي يقول: «حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل فينادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام»


قال هارون الرشيد : «طلبت أربعة فوجدتها في أربعة: طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث»


قال عبدالله بن داود الخريبي : ليس الدين بالكلام، إنما الدين بالآثار


قال الخطيب: من واضح شأنهم الدال على خذلانهم صدوفهم عن النظر في أحكام القرآن وتركهم الحجاج بآياته الواضحة البرهان واطراحهم السنن من ورائهم وتحكمهم في الدين بآرائهم ، إن عرض عليه بعض كتب الأحكام المتعلقة بآثار نبينا عليه أفضل السلام نبذها جانبا وولى ذاهبا عن النظر فيها يسخر من حاملها وراويها معاندة منه للدين وطعنا على أئمة المسلمين ثم هو يفتخر على العوام بذهاب عمره في درس الكلام ويرى جميعهم ضالين سواه ويعتقد أن ليس ينجو إلا إياه لخروجه زعم عن حد التقليد وانتسابه إلى القول بالعدل والتوحيد، وتوحيده إذا اعتبر كان شركا وإلحادا، وكم يرى البائس المسكين إذا ابتلي بحادثة في الدين يسعى إلى الفقيه يستفتيه ويعمل على ما يقوله ويرويه راجعا إلى التقليد بعد فراره منه 


قال الخطيب : كل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء


قال عبد الرحمن بن قريش العنبري البصري: «كل من ذهب إلى مقالة، ففزع منها إلى غير الحديث، فإلى الضلالة يصير»


قال الأوزاعي: «إذا ظهرت البدع، فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة»


[بغض المبدعة للحديث وأهله]

قال الأوزاعي: ليس من صاحب بدعة تحدثه عن رسول الله ﷺ بخلاف بدعته بحديث إلا أبغض الحديث


قال أحمد بن سنان القطان: «ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث فإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه»


قال أبو نصر بن سلام الفقيه: «ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد، ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناده»


قيل لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال: أصحاب الحديث قوم سوء. فقام أبو عبد الله، وهو ينفض ثوبه، فقال: «زنديق، زنديق، زنديق، ودخل بيته»


قال قتيبة بن سعيد: «إذا رأيت الرجل، يحب أهل الحديث، مثل يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد  بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وذكر قوما آخرين، فإنه على السنة ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع»


[ذم الرأي]

عن ابن أبجر قال: قال لي الشعبي:" ما حدثوك عن أصحاب محمد ﷺ فخذه، وما قالوا: برأيهم فبل عليه "

قال أحمد بن شبويه «من أراد علم القبر فعليه بالأثر، ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي»


قال سفيان الثوري: "إنما الدين بالآثار ليس بالرأي، إنما الدين بالآثار ليس بالرأي، إنما الدين بالآثار ليس بالرأي


يزيد بن زريع، يقول: «أصحاب الرأي أعداء السنة»


قال يونس بن سليمان السقطي : «نظرت في الأمر، فإذا هو الحديث والرأي. فوجدت في الحديث ذكر الرب تعالى وربوبيته وجلاله وعظمته، وذكر العرش، وصفة الجنة والنار، وذكر النبيين والمرسلين، والحلال والحرام، والحث على صلة الأرحام، وجماع الخير فيه. ونظرت في الرأي، فإذا فيه المكر والغدر والحيل، وقطيعة الأرحام، وجماع الشر فيه»


قال أحمد بن عبد الرحمن النسفي المقرئ بسمرقند يقول: «كان مشايخنا يسمون أبا بكر بن إسماعيل أبا ثمود، لأنه كان من أصحاب الحديث، فصار من أصحاب الرأي. يقول الله تعالى: ﴿«وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى»﴾ [فصلت ١٧]»


 قال ابن شبرمة: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد بن علي فقال له جعفر: «اتق الله، ولا تقس الدين برأيك، فإنا نقف غدا، نحن وأنت ومن خلفنا بين يدي الله تعالى، فنقول: قال الله، قال رسول الله ﷺ وتقول أنت وأصحابك: سمعنا ورأينا. فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء»


أنشد أبو مزاحم الخاقاني لنفسه:

«أهل الكلام وأهل الرأي قد عدموا … علم الحديث الذي ينجو به الرجل

لو أنهم عرفوا الآثار ما انحرفوا … عنها إلى غيرها، لكنهم جهلوا»


أنشد أبو زيد الفقيه لبعض علماء شاش:

«كل الكلام سوى القرآن زندقة … إلا الحديث وإلا الفقه في الدين

والعلم متبع ما كان حدثنا … وما سوى ذاك وسواس الشياطين»


قال الخطيب : لو أن صاحب الرأي المذموم شغل نفسه بما ينفعه من العلوم، وطلب سنن رسول رب العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين، لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه واكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين والإخبار عن صفات الجنة والنار، وما أعد الله تعالى فيهما للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسموات من صنوف العجائب وعظيم الآيات، وذكر الملائكة المقربين، ونعت الصافين والمسبحين. وفي الحديث قصص الأنبياء، وأخبار الزهاد والأولياء، ومواعظ البلغاء، وكلام الفقهاء، وسير ملوك العرب والعجم، وأقاصيص المتقدمين من الأمم، وشرح مغازي الرسول ﷺ، وسراياه وجمل أحكامه وقضاياه، وخطبه وعظاته، وأعلامه ومعجزاته، وعدة أزواجه وأولاده وأصهاره وأصحابه. وذكر فضائلهم ومآثرهم. وشرح أخبارهم ومناقبهم، ومبلغ أعمارهم، وبيان أنسابهم. وفيه تفسير القرآن العظيم، وما فيه من النبإ والذكر الحكيم. وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين.


 قال أبو عروبة الحراني : «الفقيه إذا لم يكن صاحب حديث، يكون أعرج.»


الفضل بن زياد، قال: سألت أحمد بن حنبل عن الكرابيسي، وما أظهر، فكلح وجهه، ثم قال: "إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، تركوا آثار رسول الله ﷺ وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب


قال وكيع : لقيني أبو حنيفة فقال لي لو تركت كتابة الحديث وتفقهت أليس كان خيرا قلت أفليس الحديث يجمع الفقه كله قال ما تقول في امرأة ادعت الحمل وأنكر الزوج فقلت له حدثني عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي ﷺ لاعن بالحمل فتركني ، فكان بعد ذلك إذا رآني في طريق أخذ في طريق آخر


قال وكيع : لو أنكم تفقهتم الحديث وتعلمتموه ما غلبكم أصحاب الرأي ، ما قال أبو حنيفة في شيء يحتاج إليه إلا ونحن نروي فيه بابا



[شرف أهل الحديث]

قال أبو بكر بن الأشعث سمعت أحمد بن سنان يقول: كان الوليد الكرابيسي خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا: لا، قال: فتتهموني؟ قالوا: لا، قال: فإني أوصيكم، أتقبلون؟ قالوا: نعم، قال: «عليكم بما عليه أصحاب الحديث فإني رأيت الحق معهم» قال: أبو بكر: كان أعرف الناس بالكلام بعد حفص الفرد الكرابيسي.


سفيان بن عيينة قال: ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة؛ لقول النبي ﷺ: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه»


قال ابن المبارك ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني والبخاري وأحمد بن سنان في حديث: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق»، كلهم يقول : إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم؟ . قال ابن المديني : هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول، ويذبون عن العلم. لولاهم، لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن


قال مهنا : سألت أحمد بن حنبل عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم العذري، قال: قال رسول الله ﷺ: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين» فقلت لأحمد: كأنه كلام موضوع قال: لا، هو صحيح. 


إسحاق بن موسى الخطمي يقول: «ما مكن لأحد من هذه الأمة ما مكن لأصحاب الحديث، لأن الله قال في كتابه: ﴿وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم﴾ [النور ٥٥]. فالذي ارتضاه الله قد مكن لأهله فيه. ولم يمكن لأصحاب الأهواء في أن يقبل منهم حديث واحد عن أصحاب النبي ﷺ. وأصحاب الحديث يقبل منهم حديث رسول الله ﷺ، وحديث أصحابه. ثم إن كان بينهم رجل أحدث بدعة سقط حديثه، وإن كان من أصدق الناس»


عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم صلاة علي»  قال أبو نعيم: وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها؛ لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله ﷺ أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخا وذكرا

قال محمد بن أبي سليمان، قال: رأيت أبي في النوم، فقلت له: يا أباه ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. فقلت: بماذا؟ فقال: بكتابي الصلاة على النبي ﷺ في كل حديث


قال سفيان الثوري : «لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله ﷺ، فإنه يصلي عليه ما دام في الكتاب»

قال وكيع بن الجراح : «لو أن الرجل، لم يصب في الحديث شيئا إلا أنه يمنعه من الهوى كان قد أصاب فيه» 

قيل لأحمد بن حنبل : إن قوما يكتبون الحديث ولا يرى أثره عليهم، وليس لهم وقار؟ فقال : «يؤولون في الحديث إلى خير»


قال حماد بن زيد : «كان يبلغ أيوب موت الفتى من أصحاب الحديث، فيرى ذلك فيه. ويبلغه موت الرجل قد يذكر بعبادة، فلا يرى ذلك فيه»


باب بشارة النبي ﷺ أصحابه بكون طلبة الحديث بعده واتصال الإسناد بينهم وبينه .. عن ثابت بن قيس، قال: قال رسول الله ﷺ : «تسمعون ويسمع منكم، ويسمع من الذين يسمعون منكم، ثم يأتي من بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن، يشهدون قبل أن يسألوا» قال إسحاق بن راهويه: كل مسألة تروى عن ثلاثة، فهي أثر لقول النبي ﷺ: «تسمعون ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم»


الثوري، قال: «الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض»


قال يزيد بن زريع : «لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد»


قال الزهري : إن هذا الحديث يعجب ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم»


أنشد بعضهم :

رحلت أطلب أصل العلم مجتهدا … وزينة المرء في الدنيا الأحاديث

لا يطلب العلم إلا بازل ذكر … وليس يبغضه إلا المخانيث


عن سليمان بن مهران،: بينما ابن مسعود يوما، معه نفر من أصحابه، إذ مر أعرابي، فقال: على ما اجتمع هؤلاء؟ قال: ابن مسعود: «على ميراث محمد، ﷺ يقتسمونه»


سئل إبراهيم بن موسى: من الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر؟ قال: نحن هم، نقول: قال: رسول الله ﷺ " افعلوا كذا، وقال رسول الله ﷺ: «لا تفعلوا كذا»


قال الشافعي: «إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث، فكأني رأيت النبي ﷺ حيا»


أحمد بن حنبل قال: ليس قوم عندي خيرا من أهل الحديث، ليس يعرفون إلا الحديث. 


وقال : أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم


ورأى أصحاب الحديث، وقد خرجوا من عند محدث، والمحابر بأيديهم، فقال أحمد: «إن لم يكونوا هؤلاء الناس، فلا أدري من الناس»


وقال : إذا لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فلا أدري من الأبدال،


وقال الخليل بن أحمد : «إن لم يكن أهل القرآن والحديث أولياء الله، فليس لله في الأرض ولي»


قيل لأبي حفص عمرو بن أبي سلمة: تحب أن تحدث،؟ قال: «ومن يحب أن يسقط اسمه من ديوان الصالحين؟»


عن الوليد بن مسلم، قال: شيعنا الأوزاعي، وقت انصرافنا من عنده، فأبعد في تشييعنا حتى مشى معنا فرسخين أو ثلاثة، فقلنا له: أيها الشيخ يصعب عليك المشي على كبر السن قال: امشوا واسكتوا. لو علمت أن لله طبقة، أو قوما يباهي الله بهم، أو أفضل منكم، لمشيت معهم وشيعتهم، ولكنكم أفضل الناس


قال عثمان بن أبي شيبة وكان رأى بعض أصحاب الحديث يضطربون، فقال: «أما إن فاسقهم خير من عابد غيرهم»


قال إبراهيم الحربي : خرج أبو يوسف يعني القاضي يوما، وأصحاب الحديث على الباب، فقال: «ما على الأرض خير منكم، أليس قد جئتم أو بكرتم تسمعون حديث رسول الله ﷺ تسليما»


قال إبراهيم الحربي : «ليس العدل الذي يعدل على الفروج والدماء والأموال، العدل الذي إذا شهد على النبي ﷺ قبلت شهادته»


عن عبد الحميد بن حميد قال: سمعت أبا داود، يقول: «لولا هذه العصابة لاندرس الإسلام يعني أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار»


قال شاذ بن يحيى: «ما أعلم طريقا إلى الجنة أقصد ممن يسلك طريق الحديث»


قال ابن المبارك: «أثبت الناس على الصراط أصحاب الحديث»


عن حمزة المروزي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش، وضرب، بيده على كتف يحيى بن آدم، فقال: «ويلك يا يحيى في الدنيا قوم أفضل من أصحاب الحديث؟»


قال يزيد بن هارون: قلت لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ فقال: «بلى، ألم تسمع إلى قوله: ﴿ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم﴾ [التوبة ١٢٢] فهذا في كل من رحل في طلب العلم والفقه، ويرجع به إلى من وراءه، يعلمهم إياه» وكذلك قال عبدالرزاق


قال: إبراهيم بن أدهم «إن الله تعالى يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث»


قال أبو حاتم الرازي : «لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة» 


قال أبو بكر محمد بن أحمد: «بلغني أن الله، خص هذه الأمة بثلاثة أشياء، لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب»


يوسف بن موسى القطان، قال: ازدحمنا يوما على أبي بكر بن عياش، فقال: ما لي أرى رءوسا، كأنها رءوس الشياطين؟ فتنحينا عنه، فقال: «ما أعلم في الدنيا قوما خيرا منهم هم قد عرفوا حديثي لو أخذوه وذهبوا، من كان يقول لهم شيئا»


[أهمية الإسناد]

قال: ابن المبارك: «مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم»


سأل رجل علي بن المديني عن إسناد، حديث سقط عليه، فقال: تدري ما قال: أبو سعيد الحداد؟ قال: «الإسناد مثل الدرج ومثل المراقي. فإذا زلت رجلك عن المرقاة سقطت، والرأي مثل المرج»


قال سفيان الثوري : «الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح، فبأي شيء يقاتل»


[فضل الحديث]

عن شفي الأصبحي، قال: «تفتح على هذه الأمة خزائن كل شيء حتى تفتح عليهم خزائن الحديث»


قال الثوري : لا أعلم شيئا أفضل منه يعني الحديث لمن أراد الله به. وقال: إن الناس يحتاجون إليه في طعامهم وشرابهم 


وقال : «أكثروا من الأحاديث، فإنها سلاح»


قال وكيع بن الجراح: «ما عبد الله بشيء أفضل من الحديث» وبنحوه قال بشر بن الحارث


قال وكيع : «لولا أن الحديث أفضل عندي من التسبيح والصلاة ما حدثت» وبنحوه قال ابن المبارك والقعنبي


عن سليمان التيمي، قال: كنا عند أبي مجلز، وهو يحدثنا، قال فقال رجل: لو قرأتم سورة؟ فقال أبو مجلز: «ما الذي نحن فيه بأنقص إلي من قراءة سورة»


قال المعافى بن عمران : «كتاب حديث واحد أحب إلي من صلاة ليلة» 


قال الشافعي : «طلب العلم أفضل من صلاة النافلة» 


سئل أحمد بن حنبل أيهما أحب إليك: الرجل يكتب الحديث أو يصوم ويصلي؟ قال: يكتب الحديث. قلت: فمن أين فضلت كتاب الحديث على الصوم والصلاة؟ قال: لئلا يقول قائل: إني رأيت قوما على شيء فاتبعتهم.


يحيى بن يمان قال : ما كان طلب الحديث خيرا منه اليوم. فقيل له يا أبا عبد الله إنهم يطلبونه، وليس لهم نية؟ قال: طلبهم إياه نية "


قال الخطيب البغدادي : طلب الحديث في هذا الزمان أفضل من سائر أنواع التطوع لأجل دروس السنن وخمولها، وظهور البدع واستعلاء أهلها


سفيان الثوري، قال: «سماع الحديث عز لمن أراد به الدنيا، ورشاد لمن أراد به الآخرة»


قيل لابن المبارك: إلى كم تكتب الحديث؟ قال: «لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أسمعها بعد»


قيل لأحمد بن حنبل: "إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: «حتى يموت»


عن عباد قال : كان سفيان الثوري إذا رأى الشيخ لم يكتب الحديث، قال: لا جزاك الله عن الإسلام خيرا»


قال الأعمش: «إذا رأيت الشيخ، لم يقرأ القرآن، ولم يكتب الحديث، فاصفعه، فإنه من شيوخ القمر».[شيوخ القمر : شيوخ دهريون، يجتمعون في ليالي القمر، يتذاكرون أيام الناس، ولا يحسن أحدهم أن يتوضأ للصلاة]


قال الأعمش: «من لم يطلب الحديث أشتهي أن أصفعه بنعلي»


عن يحيى بن أكثم، قال: قال لي الرشيد: ما أنبل المراتب؟ قلت: ما أنت فيه يا أمير المؤمنين. قال: فتعرف أجل مني؟ قلت: لا، قال: لكني أعرفه: رجل في حلقة يقول: حدثنا فلان عن فلان قال: قال رسول الله ﷺ. قال: قلت: يا أمير المؤمنين هذا خير منك، وأنت ابن عم رسول الله ﷺ، وولي عهد المسلمين؟ قال: نعم. " ويلك، هذا خير مني، لأن اسمه مقترن باسم رسول الله ﷺ، لا يموت أبدا. نحن نموت ونفنى، والعلماء باقون ما بقي الدهر


ابن أبي الخناجر، يقول: كنا في مجلس يزيد بن هارون ببغداد، والناس قد اجتمعوا فيه، فمر المأمون مع جيشه، فنظر إلى مجلس يزيد بن هارون، فلما نظر إليه قال: «هذا الملك»


عن  موسى بن داود قال : دخل محمد بن سليمان بن علي المسجد الحرام فرأى أصحاب الحديث يمشون خلف رجل من المحدثين، ملازمين له، فالتفت إلى من معه، فقال: «لأن يطأ هؤلاء عقبي كان أحب إلي من الخلافة»

قال يحيى بن أكثم القاضي: «وليت القضاء، وقضاء القضاة، والوزارة، وكذا وكذا، ما سررت بشيء كسروري بقول المستملي: من ذكرت رضي الله عنك؟»

[العناية بالصبيان وتعليمهم]

قال مسكين بن بكير : مر رجل بالأعمش، وهو يحدث، فقال له: تحدث هؤلاء الصبيان؟ فقال الأعمش: «هؤلاء الصبيان يحفظون عليك دينك»

قال المسيب بن واضح: كان ابن المبارك، إذا رأى صبيان أصحاب الحديث، وفي أيديهم المحابر، يقربهم، ويقول: هؤلاء غرس الدين، أخبرنا أن رسول الله ﷺ قال: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يشد الدين بهم. هم اليوم أصاغركم، ويوشك أن يكونوا كبارا من بعدكم»

عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: وقف عمرو بن العاص على حلقة من قريش، فقال: «ما لكم قد طرحتم هذه الأغيلمة؟ لا تفعلوا، وأوسعوا لهم في المجلس، وأسمعوهم الحديث، وأفهموهم إياه. فإنهم صغار قوم، أوشك أن يكونوا كبار قوم وقد كنتم صغار قوم، فأنتم اليوم كبار قوم»


قال الثوري: «ينبغي للرجل أن يكره، ولده على طلب الحديث. يقول: فإنه مسئول عنه»

قال إبراهيم بن أدهم: قال لي أبي: «يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعت حديثا، وحفظته، فلك درهم فطلبت الحديث على هذا»


[أقوال مشكلة وتوجيهها]

أبو خليفة، قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت شعبة يقول: «إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون» .. قال أبو خليفة: يريد شعبة أن أهله يضيعون العمل بما يسمعون منه ويتشاغلون بالمكاثرة به، أو نحو ذلك. والحديث لا يصد عن ذكر الله، بل يهدي إلى أمر الله، وذكر كلاما . وقال أحمد بن حنبل لما سئل عن ذلك : «لعل شعبة كان يصوم، فإذا طلب الحديث وسعى فيه يضعف، فلا يصوم، أو يريد شيئا من أعمال البر، فلا يقدر أن يفعله للطلب. فهذا معناه» . قال الخطيب: وليس يجوز لأحد أن يقول: كان شعبة يثبط عن طلب الحديث، وكيف يكون كذلك وقد بلغ من قدره أن سمي أمير المؤمنين في الحديث؟ كل ذلك لأجل طلبه له واشتغاله به. ولم يزل طول عمره يطلبه حتى مات على غاية الحرص في جمعه. لا يشتغل بشيء سواه، ويكتب عمن دونه في السن والإسناد، وكان من أشد أصحاب الحديث عناية بما سمع، وأحسنهم إتقانا لما حفظ

قال الثوري : «لوددت أني لم أكن دخلت في شيء منه، يعني الحديث، ولوددت أني أفلت منه، لا علي ولا لي» وبنحوه قال الشعبي وشعبة ... قال الخطيب : إنما قال سفيان هذا خوفا على نفسه أن لا يكون قام بحق الحديث، والعمل به، فخشي أن يكون ذلك حجة عليه مثل ما جاء عن محمد الهيصم، قال: رأيت بشر بن الحارث، وقد جاء أصحاب الحديث، وقبل فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد أظهرتموه؟ قالوا: يا أبا نصر، نطلب العلم، لعل الله ينفع به يوما. قال: «علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة كما يجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة دراهم. فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث، فليعمل منها بخمسة أحاديث، وإلا فانظروا أيش يكون هذا عليكم غدا»

عن المعافى بن عمران، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: «وددت أن كل، حديث في صدري، وكل حديث حفظه الرجال عني، نسخ من صدري وصدورهم. فقلت: يا أبا عبد الله ذا العلم الصحيح، وذا السنة الواضحة التي قد بينتها، تمنى أن تنسخ من صدرك وصدور الرجال؟ قال: اسكت، وما يدريك ألست أريد أن أقف يوم القيامة حتى أسأل عن كل مجلس جلسته، وعن كل حديث حدثته، أيش أردت به» قال الخطيب : فقد بين سفيان في هذا الحديث المعنى الذي لأجله خاف على نفسه. وقد قيل: إنما خاف سفيان على نفسه من الحديث، وتمنى أنه لم يكن دخل فيه، لأن حب الإسناد وشهوة الرواية غلبا على قلبه، حتى كان يحدث عن الضعفاء، ومن لا يحتج بروايته. فمن اشتهر منهم باسمه ذكر كنيته تدليسا للرواية عنه، فخاف على نفسه من هذا الفعل. وقد كره التدليس والرواية عن الضعفاء جماعة من أئمة العلماء .  قال يحيى بن سعيد: «ما أخاف على سفيان شيئا إلا حبه للحديث» ، قال أبو إسماعيل الترمذي: قلت لمحمد بن عبد الله بن نمير: قول سفيان الثوري: ما أخاف على نفسي غير الحديث، من أي جهة هذا؟ قال:» لأنه كان يحدث عن الضعفاء ، عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: «كنا نكون عند سفيان، كأنه قد وافق الحساب، فلا نجترئ أن نكلمه، فنعرض بذكر الحديث قال: فيذهب ذلك الخشوع، فإنما هو: حدثنا، وحدثنا» وقال سفيان الثوري : «فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة» ، عن ضمرة، قال: كان سفيان الثوري، ربما حدث بعسقلان، وصور، يبتدئهم، ثم يقول: «انفجرت العيون، انفجرت العيون، يعجب من نفسه. وربما حدث الرجل فيقول له: هذا خير لك من ولايتك عسقلان وصور»


قال سفيان الثوري : «لو كان هذا من الخير لنقص كما ينقص الخير يعني الحديث» قال الخطيب : إن الثوري عنى بقوله الذي تقدم ذكرنا له، غرائب الأحاديث ومناكيرها، دون معروفها ومشهورها. لأن الأخبار الشاذة والأحاديث المنكرة أكثر من أن تحصى. فرأى الثوري أن لا خير فيها، إذ رواية الثقات بخلافها، وعمل الفقهاء على ضدها. وليس يجوز الظن بالثوري أنه قصد بقوله الذي ذكرناه، صحاح الأحاديث، ومعروف السنن. وكيف يجوز ذلك وهو القائل «أكثروا من الأحاديث، فإنها سلاح»


قال أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، قال: ما في الدنيا قوم شر من أصحاب الحديث قال أبو بكر: فأنكرتها عليه حتى رأيت منهم ما أعلم .

محمد بن هشام العيشي، يقول: كنا إذا أتينا أبا بكر بن عياش، وهو طيب النفس، فإذا رآنا يقول: «خير قوم على وجه الأرض، يحيون سنة النبي ﷺ. وإذا أتيناه، وهو على غير ذلك، يقول: شر قوم على وجه الأرض، عقوا الآباء والأمهات، وتركوا الصلوات في الجماعات» .. قال أبو بكر بن عياش، يقول: «لم يزل الأعمش يطلب الحديث حتى مات»

إن قال قائل: ما وجه إنكار عمر على الصحابة روايتهم عن رسول الله ﷺ وتشديده عليهم في ذلك؟ قيل له: إنما فعل ذلك عمر احتياطا للدين، وحسن نظر للمسلمين. لأنه خاف أن ينكلوا عن الأعمال ويتكلوا على ظاهر الأخبار، وليس حكم جميع الأحاديث على ظاهرها، ولا كل من سمعها عرف فقهها. فقد يرد الحديث مجملا، ويستنبط معناه وتفسيره من غيره. فخشي عمر أن يحمل حديث على غير وجهه، أو يؤخذ بظاهر لفظه والحكم بخلاف ما أخذ به ، وأيضا في تشديد عمر على الصحابة في روايتهم حفظٌ لحديث رسول الله ﷺ، وترهيب لمن لم يكن من الصحابة أن يدخل في السنن ما ليس منها، لأنه إذا رأى الصحابي المقبول القول، المشهور بصحبة النبي ﷺ، قد تشدد عليه في روايته، كان هو أجدر أن يكون للرواية أهيب، ولما يلقي الشيطان في النفس من تحسين الكذب أرهب .. فعن عبد الله بن عامر اليحصبي، قال: سمعت معاوية، على المنبر، بدمشق، يقول: «أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله ﷺ إلا حديثا كان يذكر على عهد عمر فإن عمر كان يخيف الناس في الله» وإلى المعنى الذي ذكرناه ذهب عمر  في طلبه من أبي موسى الأشعري أن يحضر معه رجلا يشهد أنه سمع من رسول الله ﷺ حديث السلام ، ولم يطلب عمر من أبي موسى رجلا يشهد معه بهذا الحديث، لأنه كان لا يرى قبول خبر الواحد العدل. وكيف يقول ذلك، وهو يقبل رواية عبد الرحمن بن عوف عن النبي ﷺ في أخذ الجزية من المجوس، ويعمل به، ولم يروه غير عبد الرحمن؟ وكذلك حديث الضحاك بن سفيان الكلابي في توريث امرأة أشيم الضبابي، من دية زوجها. ولا فعل عمر أيضا ذلك لأنه كان يتهم أبا موسى في روايته، لكن فعله على الوجه الذي بيناه من الاحتياط لحفظ السنن، والترهيب في الرواية والله أعلم


[مذاكرة الحديث]

عن عبد الله بن مسعود قال: «تذاكروا الحديث، فإن حياته المذاكرة» وبنحوه قال علي بن أبي طالب 


عن ابن عباس، قال: «تذاكروا هذا الحديث، لا يتفلت منكم. فإنه ليس بمنزلة القرآن، القرآن مجموع محفوظ، وإنكم إن لم تذاكروا هذا الحديث يفلت منكم. ولا يقولن أحدكم: حدثت أمس، لا أحدث اليوم. بل حدثت أمس وحدث اليوم وحدث غدا»


عن أبي سعيد الخدري، قال: «تذاكروا الحديث فإن الحديث يذكر بعضه بعضا» وقال طلق بن بحبيب "يهيج بعضه بعضا"


عن سليم بن عامر، قال: كنا نجلس إلى أبي أمامة الباهلي، فيحدثنا حديثا كثيرا عن رسول الله ﷺ، فإذا سكت قال: «اعقلوا، بلغوا عنا كما بلغتم» ويقول : «إن هذا المجلس من بلاغ الله إياكم، وإن رسول الله ﷺ قد بلغ ما أرسل به، وأنتم فبلغوا عنا أحسن ما تسمعون»

عن النضر وموسى ابنا أنس عن أبيهما، أنس بن مالك، أنه أمرهما بكتابة الحديث والآثار عن رسول الله ﷺ وتعلمها، وقال أنس «كنا لا نعد علم من لم يكتب علمه علما»

قال مطرف: «لأنتم أحب إلي مجالسة من أهلي»

قال معمر : «ما من بضاعة أشد على صاحبها إذا بارت من هذا الحديث»


[ذم كثرة الحديث]

قال سفيان الثوري : «لو كان هذا من الخير لنقص كما ينقص الخير يعني الحديث»


عن إبراهيم، قال: «كانوا يكرهون غريب الكلام وغريب الحديث»

قال أبو يوسف : لا تكثروا من الحديث الغريب الذي لا يجيء به الفقهاء، وآخر أمر صاحبه أن يقال له: كذاب 

قال أحمد بن حنبل: «تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب. ما أقل الفقه فيهم» 

عن أبي زرعة يعني الرازي قال : كتب إلي أبو ثور: لم يزل هذا الأمر في أصحابك حتى شغلهم عنه إحصاء عدد رواة: «من كذب علي متعمدا…» فغلبهم هؤلاء القوم عليه "


قال: قال عبد الله بن إدريس: كنا نقول: الإكثار من الحديث جنون . قال الطنافسي: صدق. 


قال مالك : ما أكثر أحد من الحديث فأنجح.


قال أبو العباس بن عقدة يوما : أقلوا من هذه الأحاديث فإنها لا تصلح إلا لمن علم تأويلها فقد روى يحيى بن سليمان عن ابن وهب قال سمعت مالكا يقول كثير من هذه الأحاديث ضلالة لقد خرجت مني أحاديث لوددت أني ضربت بكل حديث منها سوطين وأني لم أحدث به


عن مصعب الزبيري قال سمعت مالك بن أنس قال لابني أخته أبي بكر وإسماعيل ابني أبي أويس أراكما تحبان هذا الشأن وتطلبانه قالا نعم قال إن أحببتما أن تنتفعا به وينفع الله بكما فأقلا منه وتفقها


قال عبدالرزاق: «كنا نظن أن كثرة الحديث خير، فإذا هو شر كله» 

قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد : سئل بعضهم متى يكون الأدب ضارا قال إذا نقصت القريحة وكثرت الرواية


قال الخطيب : وهذا الكلام كله قريب من كلام الثوري في ذم شواذ الحديث، والمعنى فيهما سواء، إنما كره مالك وابن إدريس وغيرهما الإكثار من طلب الأسانيد الغريبة والطرق المستنكرة ..  وهذه العلة، هي التي اقتطعت أكثر من في عصرنا من طلبة الحديث عن التفقه به، واستنباط ما فيه من الأحكام، وقد فعل متفقهة زماننا كفعلهم، وسلكوا في ذلك سبيلهم، ورغبوا عن سماع السنن من المحدثين، وشغلوا أنفسهم بتصانيف المتكلمين. فكلا الطائفتين ضيع ما يعنيه، وأقبل على ما لا فائدة له فيه


[عامة]


عن مطر، في قوله تعالى: ﴿أو أثارة من علم﴾ [الأحقاف ٤] قال: «إسناد الحديث»


كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص: «مر لأهل الصلاح من بيت المال بما يغنيهم لئلا يشغلهم شيء عن تلاوة القرآن وما حملوا من الأحاديث»


قال أبو علي الطوماري كنا عند ثعلب، فقال له رجل: أيش معنى قول النبي ﷺ لعلي، وقد أقبل أبو بكر وعمر فقال: «هذان سيدا كهول أهل الجنة، لا تخبرهما يا علي» ؟ قال: أشفق عليهما من التقصير في العمل.


قال سفيان الثوري : «فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة»

قال سفيان الثوري: «أحذركم ونفسي الشهوة الخفية، وإنها لفي قولي لكم: لا تأتوني، ولو لم تأتوني لأتيتكم، ولو لم أحدثكم لحدثت الجدران»


قال الليث بن سعد وقد أشرف على أصحاب الحديث، فرأى منهم شيئا: ما هذا؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم»

الحسن بن علي، قال: قال لي شعبة: «يا حسن ربما ذاكرني قيس بن الربيع حديث أبي حصين، فأتمنى أن السقف وقع علي، فقتلني وقتله»

عن علي بن عاصم : جاء شعبة إلى خالد الحذاء، فقال: يا أبا منازل عندك حديث حدثني به؟ وكان خالد عليلا، فقال له: «أنا وجع. فقال: إنما هو واحد؟ فحدثه به، فلما فرغ قال: مت إذا شئت»


قال الشافعي : تفقه قبل أن ترأس فإذا ترأست فلا سبيل إلى التفقه


عن الأعمش قال لما سمعت الحديث قلت لو جلست إلى سارية أفتي الناس قال فجلست إلى سارية فكان أول ما سألوني عنه لم أدر ما هو

عبيد الله بن عمرو قال :كنا عند الأعمش وهو يسأل أبا حنيفة عن مسائل ويجيبه أبو حنيفة فيقول له الأعمش من أين لك هذا فيقول أنت حدثتنا عن إبراهيم بكذا وحدثتنا عن الشعبي بكذا قال فكان الأعمش عند ذلك يقول : يا معشر الفقهاء أنتم الأطباء ونحن الصيادلة واللفظ لحديث الصيمري


قيل لأبي حنيفة في المسجد حلقة ينظرون في الفقه فقال لهم رأس قالوا لا قال لا يفقه هؤلاء أبدا





Join