سرطان الثدي:

أن نصنع هوية بصرية وردية ذات رسالة.

إعداد وكتابة نايف العيسى 

نُشر في 19 أكتوبر 2021

عوامل الخطورة السلوكية التي تتعلق بالنمط المعيشي للفرد والتي قد تؤدي لنشوء ورم سرطاني في الثدي لدى النساء (سواءً كانت اختيارية أم لا) تشكّل أعلى نسبة (ما يقارب 90٪) مقارنةً مع عوامل الخطورة الجينية/الوراثية التي لا تشكّل إلّا عشرة بالمئة (10٪)! 


أرقــــــــــام وحقائــــــــــق:

1. ثمانون بالمئة (80٪) من أورام الثدي حميدة وغير سرطانية.

2. تصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي (بمشيئة الله) إلى أكثر من خمسة وتسعون بالمئة (95٪) نتيجة الفحص المبكر.

3. الكشف المبكر يخفف من نسب الوفيات بين المصابون بأورام الثدي السرطانية.

4. في السعودية، يُعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء بعمر أربعون (40) عامًا وما فوق.

5. في السعودية، أكثر من خمسة وخمسون بالمئة (55٪) يتم كشف سرطان الثدي لديهم في مراحل متأخرة مما يقلل فرص الشفاء لديهم.

كيف يمكن (للإناث) تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي:

1. الكشف المبكر في حال وجود تاريخ عائلي بهذا المرض (عامل خطر جيني/وراثي).

2. ممارسة النشاط البدني ما لا يقل عن 30 دقيقة يومية (عامل خطر سلوكي).

3. الإنجاب المبكر قبل عمر 30 سنة (عامل خطر سلوكي).

4. ممارسة الإرضاع الطبيعي (عامل خطر سلوكي).

5. تجنب التعرض للإشعاع في عمر مبكر قبل عمر الثلاثين (30) سنة (عامل خطر بيئي).

6. الابتعاد عن تناول حبوب منع الحمل لمدة طويلة (عامل خطر سلوكي).

7. تجنب السمنة وزيادة الوزن (عامل خطر سلوكي).

8. تجنب تناول الكحوليات (عامل خطر سلوكي).

9. الكشف بالماموغرام كل سنة إلى سنتين بعمر ال 40 سنة فما فوق (عامل خطر سلوكي).

10. تناول الغذاء الصحي الغني بالخضار والفواكة (عامل خطر سلوكي).

11. تجنب استخدام المعالجة الهرمونية بعد انقطاع الطمث (عامل خطر سلوكي).

من الواقع، حينما يُسأل العامة عن سرطان الثدي إما يتبادر إلى الذهن اللون الوردي مستحوذًا على الصورة النمطية المتعلقة بالجهود التوعوية (الحملات المتعلقة بسرطان الثدي) أو أن يتجنّب متلقون السؤال الخوض في الحديث خوفًا من الوصمة الاجتماعية (الحديث عن الأثداء) أو غياب المعرفة العلمية التي تعطّل سير الحوار الاجتماعي أو النقاش المعرفي. بناءً على ذلك، يجب البدء في هذه المقالة بترسيخ هذه الحقيقة المؤلمة حول أن سرطان الثدي هو الورم السرطاني الأكثر شيوعًا بين النساء في السعودية والعالم، إلّا أن عدد لا يُستهان به من الناس يجهل الكثير عنه. ويستحوذ سرطان الثدي على خمسة وعشرون بالمئة (25٪) من حالات السرطان بين النساء عالميًا (يجدر بالذكر أن سرطان الثدي يصيب الرجال أيضًا ولكن بنسب جدًا ضئيلة)، ونسب الإصابة به في تزايد مستمر حتى بين صغار السن من النساء.

ومن المهم التنويه مرةً أخرى على أن عوامل الخطورة السلوكية التي تتعلق بالنمط المعيشي للفرد والتي قد تؤدي لنشوء ورم سرطاني في الثدي لدى النساء (سواءً كانت اختيارية أم لا) تشكّل أعلى نسبة (ما يقارب 90٪) مقارنةً مع عوامل الخطورة الجينية/الوراثية التي لا تشكّل إلّا عشرة بالمئة (10٪)! ومع الحديث عن السلوكيات التي تساهم في تكوّن سرطان الثدي، يجب أن نتناول المشكلة من منظور الصحة العامة وتعزيز الصحة حيث يستوجب منّا دفع بديهية العامة والمتخصصون إلى التفكير في حلول ترتبط بتغيير سلوكيات خاطئة يتم معالجتها بجهود ميدانية استباقية وقائية (مستدامة وغير مكلفة). لماذا؟ ببساطة يعرف الكثير من المتخصصون في الصحة العامة وتعزيز الصحة أن تدخلات الصحة العامة الوقائية تنقسم إلى ثلاث مستويات. وحتى يُثرى النقاش يجب التعريج عليها جميعًا: تدخلات المستوى الأول (الاستباقية التي تتسم بالكفاءة مقابل التكلفة) وتستهدف الناس الاصحاء وفي فترة قبل حدوث المرض (المشكلة الصحية) ومثال على ذلك برامج الصحة التي تزيد الوعي بضرورة ممارسة النشاط البدني وتناول الأكل الصحي. وتدخلات المستوى الثاني تُعنى بالتركيز على عمل الفحوصات والكشوفات المبكرة ومثال ذلك هو فحوصات الكشف عن سرطان الثدي أو سرطان الرئة. أما تدخلات المستوى الثالث (المكلفة ماديًا) فهي تكون لتخفيف سطوة المرض وخفض احتمالية الوفاة ورفع جودة الحياة (تلطيفية نوعًا ما) ويمكن تمثيلها ببرامج التأهيل لمصابي الأمراض المزمنة والأورام السرطانية (التي لا يمكن علاجها).

وخلال تناول قضية شائكة كسرطان الثدي والتي تتفاقم بمرور الوقت، يستوجب أن نفهم أن عوامل الخطورة السلوكية هي التي تتطلب معظم التركيز حتى ننجح في مساعينا. مما يعني بشكل بديهي العمل على تدخلات المستوى الأول مع الإبقاء أيضًا على تدخلات المستوى الثاني والمستوى الثالث. ومن المهم جدًا أن نتيح المجال للمتخصصين في مجال الصحة العامة وتعزيز الصحة (وجميع التخصصات المتداخلة في هذا الشأن والمهتمون أيضًا والمتعافين من سرطان الثدي) لصنع استراتيجيات وبرامج وطنية تعتمد على تجارب مدعومة بالأدلة العلمية على مستوى السعودية والمناطق المختلفة (حسب السياق الصحي والاجتماعي والثقافي واللغوي) بأيدي كوادر وطنية تستطيع أن تتواصل وتتفاعل وتخلق تدخلات استباقية ووقائية (ومستدامة وغير مكلفة) وتكون ملائمة وفعّالة. 

ويتعين علينا البدء في ربط الوقاية من سرطان الثدي لدى النساء (والرجال) بأهمية تجنب عوامل الخطر السلوكية أولًا ومن ثَم نحفّز الفئات التي يستوجب عليها الفحص المبكر (النساء ممن يبلغن عمر الأربعين و مافوق) بالقيام بذلك. ولعلنا يجب أن نعيد التفكير في صياغة التدخلات الصحية الوطنية في السعودية ونجعل السنة كلها أكتوبر حتى نصل لأكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة. فلا يكفي أن نلبس الوردي ونسوّقه ولكن يجب أن ننطلق بهوية بصرية وردية ذات رسالة سهلة التنفيذ والتكرار والوصول والفهم.


حلول ترتبط بتغيير سلوكيات خاطئة يتم معالجتها بجهود ميدانية استباقية وقائية (مستدامة وغير مكلفة).


تواصل معي

Join