المملكة.. بيئة محفِّزة للتقنية المالية
تساهم البيئة المحفِّزة لقطاع التقنية المالية، بصورة فاعلة في تمكين الشركات والمشاريع الناشئة من النمو والتطور والابتكار في هذا القطاع، كما تعمل أيضًا على جذب كيانات عالمية ذات قيمة نوعية، للاستثمار الذكي في هذا المجال.
وشهدت المملكة جهودًا مكثفة لبناء بيئة محفزة في قطاع التقنية المالية، بهدف تحويلها لوجهـة مالية تمتاز بالذكاء التقني، ونتيجة لذلك ازدادت الخطوات المتسارعة خلال العامين الماضيين، حيث شهدنا خلالهما إطلاق مؤسسة النقد العربي السـعودي (ساما)، للبيئة التجريبية التشـريعية(Sandbox)، بجانب إطلاقها "فنتك السعودية"، كإحدى مبادرات تحفيز مجال التقنية المالية في المملكة وتطوير ثقافة الابتكار، في مجال الخدمات المالية.
وقد تَبِعَ ذلك ظهور عديد من المبادرات المالية الذكية والمهمة، كإطلاق خدمة Apple Pay وإنشاء شركة المدفوعات السعودية المملوكة بالكامل لـ (ساما)، التي نجحت خلال العام الحالي، في تطبيق مجموعة من المبادرات والبرامج، رفعت من خلالها كفاءة العمليات المالية، لجميع قطاعات الأعمال التي تميزت بمزيد من المرونة.
وقد تمكَّنت "المدفوعات السعودية" عبر استراتيجيتها العملية والعلمية، من تعزيز البنى التحتية لشبكة المدفوعات الإلكترونية في المملكة، ليرتفع عدد عمليات خدمة مدى للدفع عبر الإنترنت إلى 20.8 مليون عملية، خلال الربع الأول من العام الجاري.
وقد اجتازت عدد من شركات التقنية المالية مرحلة اختبار تقنياتها بنجاح، حيث شهد السوق المالي بالمملكة، إطلاق عدة محافـظ إلكترونية والتحويلات نظير إلى نظير (P2P)، بجانب الإقراض والتحويلات الدولية المباشرة، ما يؤكد أن البيئة الفعليـة للتقنية المالية في المملكة، أصبحت الآن محفِّزة لاستيعات مزيد من الحلول المالية، في هذا القطاع الحيوي الهام.
وفي الوقـت الحالي، وبحسب (ساما)، يوجد نحو 26 حلًا من بين مجموعة من الحلول المالية الذكية، تخضع لاختبار البيئة التجريبية التشـريعية، حيث يقود هذه الحلول رواد أعمال شباب يمتلكون المهارات والقدرات اللازمة، لتنفيذ مشاريعهم وحلولهم المالية الابتكارية، فهم يطمحون في منافسة مؤسسات التقنية المالية.
ولا شك أن المهارات التقنية والبنى التحتية، بجانب اتباع خطوات ومبادئ الحوكمة، تشكل أبرز العناصر الأساسية لتحسين قطاع التقنية المالية، وقد بدأت الشركات العاملة في هذا المجال بالمملكة بقوة، في لفت انتباه المستثمرين من الخارج وجذبهم للدخول في شراكات ذكية ليقدموا من خلالها منتجاتهم وخدماتهم التي تساهم بدورها في توسُّع الاستثمار ات في هذا القطاع المالي الذكي، البالغ الأهمية .
ويمثل وصول قيمة معاملات التقنية المالية في المملكة لنحو 75 مليار ريال (20 مليار دولار) خلال العام الماضي، وفقا لأحدث إحصائيات "ساما"، تأكيدًا على أن النمو في بيئة قطاع التقنية المالية، في تسارع مطرد، ما يدعم مؤشري سهولة القيام بالأعمال، والتنافسية في بلادنا.
هذه البيئة المشجعة فتحت المجال واسعًا وأتاحت الفرصة لقطاع كبير من شركات التقنية المالية المحلية والدولية، لتقوم بتطبيق خدماتها ومنتجاتها، وذلك في خطوات جادة لاختبار حلولها الرقمية الجديدة، في بيئة المملكة المتعلقة بالتقنية المالية الذكية، حيث يُعد ذلك حافزًا مشجعًا، لدخول مزيد من شركات الحلول المالية المحلية والأجنبية، الأمر الذي يساهم بقوة في تحوّل المملكة لمحور جاذب للاستثمارات الذكية، في المنطقة.