منصة رقمية عالمية تدعم المنشآت الصغيرة سوقيًا
لقد أصبح الوصول إلى المعلومات التجارية والسوقية، حاليًا يمثل تحديًا كبيرًا ، سيما مع عدم اليقين، وتعطل معظم سلاسل التوريد، إقليميًا، وعالميًا، في ظل تداعيات أزمة كورونا الحالية، حيث تحتاج الكثير من المنشآت، خاصة الناشئة، والصغيرة والمتوسطة لعملاء جدد وأسواق جديدة، وهو أمر بالغ الأهمية، وفي ذات الوقت بالغ الصعوبة، نتيجة للأوضاع غير الطبيعية التي يعيشها العالم، حاليًا.
في ظل ذلك، فرغت ثلاث منظمات دولية من تصميم «منصة رقمية»، تحت مسمى «مكتب المساعدة في مجال التجارة العالمية»، وذلك لمساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم(سوقيا)، في الوصول إلى البيانات التجارية والاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة في الأسواق العالمية المختلفة، والتكيف مع الحقائق التجارية الجديدة، التي خلفتها جائحة فيروس كورونا.
وبدأ العمل في تأسيس المنصة، بواسطة كل من منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، ومركز التجارة الدولية، منذ ثلاثة أعوام، تقريبًا، وذلك لتأسيسها على قاعدة بيانات شاملة، لكن تسارعت وتيرة العمل فيها، خلال الفترة الماضية،حتى تم تشغيلها،مؤخرًا، لتصبح متاحة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وستكون قريبًا متاحة باللغة العربية، بجانب لغات أخرى.
ويأتي إطلاق هذه المنصة الإلكترونية، في الوقت المناسب، نتيجة إلى أن هناك واحدة من كل أربع منشآت صغيرة ومتوسطة تواجه خطر الإغلاق بشكل دائم، في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وذلك وفقًا لمسح الأعمال التجارية الذي أجراه «مركز التجارة الدولية»، في عدة بيئات مختلفة لعدد من المنشآت والشركات، على المستويين الإقليمي والعالمي.
لكل ذلك، فإن هذه المنصة سوف تسهم بصورة كبيرة، في دفع عجلة نمو هذه المنشآت والشركات ومساعدتها في تقوية أعمالها وزيادة إنتاجتها، وذلك من خلال فتح أسواق جديدة لها، لتوسع قاعدتها، الأمر الذي يمثل آفاقا مستقبلية أوسع، للشركات والمنشآت المعنية.
وتأتي أهمية المنصة الإلكترونية العالمية، التي تتوفر على الموقع (www.globaltradehelpdesk.org )، من كونها تتيح حزمة واسعة من المعلومات القيمة، لتحليل بيانات الأسواق العالمية والإقليمية، بهدف التجارة مع مختلف الأسواق المرتقبة والواعدة، بجانب توفيرها لأحدث الإحصائيات التجارية، وإجراءات الاستيراد والتصدير، للشركات، وذلك وفقًا لمجالاتها المختلفة وبحسب مواقعها الجغرافية، حيث تعد هذه المنصة بمثابة دليل جديد للأعمال التجارية، وموارد للمساعدة، إضافة لتوفير حماية لحقوق الملكية الفكرية.
فضلًا عن قيام هذه المنصة بتوفير المتطلبات التنظيمية، وتحليل إمكانات التصدير ومنافذه المختلفة، كما تتضمن المنصة معلومات عن القيود التجارية المؤقتة، التي تم فرضها، استجابةً لأزمة كوفيد - 19. فهي منصة شاملة ومفيدة للشركات ومختلف المنشآت التي تتطلع لتوسيع نطاق عملها خارجيًا.
ونسبة إلى أن الكثير من منشآتنا، وبصورة خاصة الصغيرة والمتوسطة، لديها الطموح، والإمكانات التي تؤهلها إلى دخول منتجاتها إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، لذا فهي في حاجة ملحة للاستفادة من هذه المنصة الرقمية العالمية، التي ستساعدها في توسيع نطاق عملها وزيادة إنتاجها، بالإضافة إلى فتح مجالات واسعة لها لاكتساب عملاء جدد.