شباب المملكة .. وقمة العشرين

الشباب مورد بشري مهم، وتأتي هذه الأهمية، كونهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل، فالشباب منوط بهم قيادة دفة المستقبل، في مختلف المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، والتي تحقق للمجتمع النمو المستدام.

 

لذلك نجد أن كل دول العالم تركز جهودها، على تدريب وتأهيل قطاع الشباب، وتنمية مهاراتهم ورفع  قدراتهم، التي تؤدي إلى توفير قوى عاملة ماهرة، كما أن ذلك من شأنه أن يمنح الشباب الثقة في أنفسهم، للمضي قدمًا بخطوات ثابتة، نحو تحقيق طموحات وتطلعات مجتمعاتهم، لتطويرها وتحسينها، بصورة مستدامة.

 

وتتمثل ذروة الاهتمام بقطاع الشباب، في حرص قمم مجموعة العشرين، منذ انطلاقتها، قبل أكثر من  عشرين عامًا، على إشراك الشباب، من خلال مجموعات التواصل، حيث يتمثل قطاع الشاب في مجموعة الشباب (Y20)، والتي تتكون من تجمع القيادات الشابة، التي تعد واحدة من أهم وأبرز مجموعات التواصل الثماني التي تقودها منظمات المدني، في البلد المضيف.

 

وتأتي أهمية مجموعات التواصل الثماني، من كون أن لدى دول مجموعة العشرين تقليدًا راسخًا، يتمثل في العمل والتواصل، مع مجموعة واسعة النطاق، من منظمات المجتمع المدني، بهدف وضع وجهات النظر المختلفة، فيما يتلعق بالتحديات المالية والاجتماعية والاقتصادية، على طاولة مباحثات المجموعة، ورفع توصياتها الختامية، لقمة قادة العشرين، التي ترأسها وتستضيفها هذا العام المملكة، خلال شهر نوفمبر القادم، وذلك برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-رعاه الله-.

 

وعبر سلسلة من الاجتماعات المكثفة، التي تقودها كل مؤسسة محمد بن سلمان (مسك الخيرية) ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بمدينة الرياض، ناقش" بشكل افتراضي" شباب مجموعة العشرين عددًا من المواضيع والقضايا التي تهم شباب دول مجموعة العشرين، وبقية دول العالم، كون أن مجموعة العشرين تمثل مركز الثقل عالميًا، نسبة لضمها لثلثـي سـكان العالـم، ونحو 80 في المائة، من الناتج الاقتصادي العالمي.

 

وأبرز ما جاء في هذه النقاشات، ما دار حول كيفية تسخير التقنيات الحديثة، لإبراز صوت الشباب وإيصاله للعالم، وذلك من خلال تطوير منصة إلكترونية عالمية للأصوات الشابة، تضمن التنوع والتميز، كما يضمن لهم حصولهم على المهارات اللازمة للمشاركة بشكل فعال وإيجابي في مختلف المجالات، مع عدم إغفال التحديات الصحية والاقتصادية الحالية التي يواجهها العالم، وذلك نتيجة لانتشار جائحة كورونا، وما سببته من أزمات، اقتصاديًا وصحيًا واجتماعيًا.

 

 

 

وتنتظر أعمال مجموعة شباب العشرين ،  تحديًا كبيرًا، يتمثل في انعقاد قمتهم، خلال الفترة من 10-18 أكتوبر الجاري، بالرياض، والتي سيقودها شباب المملكة، بمشاركة ممثلين لشباب الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وضيوف المجموعة، وذلك لمناقشة محاور التركيز لقمة شباب العشرين وهي المواطنة العالمية، وتمكين الشباب، والجاهزية للمستقبل، توطئةً لرفع التوصيات إلى قمة قادة مجموعة العشرين التي ستحتضنها الرياض، في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر المقبل.


وهذه فرصة كبيرة ونادرة، يُتاح عبرها لشبابنا، التواصل فكريًا، وثقافيًا واجتماعيًا، مع مختلف شباب دول العالم الذين يحملون ثقافات وأيدلوجيات متنوعة، عبر هذا المحفل العالمي، وذلك سيتيح لشبابنا بأن يعيشوا تجربة ثرية ومعمقة، تصقل الكثير من مهاراتهم وقدراتهم، وتنمِّي من مبادئ التواصل لديهم، مع الأطراف الأخرى، كما ستكسبهم معارف، وعلاقات متنوعة، سيكون لها ما بعدها.

العالم بأكمله، مقبل على تحديات عديدة، خاصة في القطاعين الاقتصادي والصحي،  وذلك على إثر تداعيات جائحة كورونا، التي ربما يطول أمدها، لذا لابد لشبابنا وشباب العالم، أن تكون لهم رؤية واضحة، حول هذا الأمر، لأنهم يمثلون مستقبل مجتمعاتهم، التي تضع عليهم آمالًا عريضة، لتحقيق تطلعات وطموحات المستقبل.. الكل على ثقة، بأن شباب المملكة-بحول الله- سيكونون على قدر المسؤولية، وهم يقودون شباب العالم، في أكبر محفل دولي.


Join