الثورة الصناعية الرابعة بوابة المملكة للريادة التقنية
تنعم المملكة في ظل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحركة تقنية دؤوبة للتحول نحو اقتصاد قائم على الابتكار يُباري الأمم المتقدمة، مما جعل أنظار الجميع تتجه صوب المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة. وتنفيذًا لرؤية 2030, فقد نظمت المملكة منتدى الثورة الصناعية الرابعة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي لأخذ خطوات حثيثة نحو مزيد من الازدهار التقني الذي يهدف إلى إدخال التقنيات الحديثة في النقل، وبناء المدن الذكية، وتطور وسائل الطاقة حتى تصبح نظيفة ومفيدة للبيئة المحيطة، وذلك بحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الكبار في المملكة وخارجها.
فالكثير من المؤسسات اخذت بالاستعداد للمساهمة في حدث إطلاق الصناعة الرابعة الذي يعزز في تطبيق الذكاء الاصطناعي وبناء أنظمة الرعاية الصحية القادرة على مواجهة الازمات كما يخلق انشاء المنتدى العديد من الفرص الوظيفية تتطلب القدرات المهنية الفائقة. وبالاستفادة من مهارات الايدي العاملة والتقنيات، تطمح المملكة ان تكون وسوف تكون من أفضل الدول في مجال الذكاء الاصطناعي حيث سيتم بناء مجتمعًا ووطنًا يزدهر بالتقنيات الحديثة.
وفي الأعوام السابقة وفي بدايات الثورات الصناعية، انطلقت الثورة الصناعية الأولى في منتصف القرن الثامن عشر التي اعتمدت على البخار المتولد من طاقة المياه ومن ثم استخدامه في تشغيل القطارات وبعض مولدات الطاقة. ومن بعده تم انشاء الثورة الصناعية الثانية، ولكن بصورة أكثر تطورًا مما سبق في القرن التاسع عشر، وهنا تسارعت وتيرة التصنيع عبر الماكينات في كل الصناعات، وبدأ الاعتماد على الأيدي العاملة في تشغيلها والاستفادة من الكهرباء. وكانت الثورة الصناعية الثالثة كفيلة في قلب العالم التقني رأسًا على عقب، فقد تضاعفت وتيرة الاختراعات وتراكمت المعلومات في كل المجالات واختُرِعت الحواسيب وتعاظمت سعات تخزينها، وأصبحت الدول في تنافس محموم نحو سباقات علمية متنوعة.
وها نحن اليوم في المملكة ندشن عهدًا جديدًا لثورة صناعية رابعة، عهد تُحفَّز فيه شركاتنا الرائدة سواء الحكومية أو الخاصة، من أجل المضي قدما نحو المستقبل، متسلحين بالإبداع والابتكار. وسنعمل في الصناعة الرابعة على تحفيز البيانات وتبني الذكاء الاصطناعي من خلال التفكير المتقدم والنظام التعاوني.