تحديد الأهداف وفن إدارة الوقت

الوقت أحد أكثر الأشياء قيمةً، بل من أغلى ما يمتلكه الإنسان، وإذا مضى فلن يعود، وقديما قالت العرب: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، أي إذا، مضى، فلن نتمكن من الحصول عليه مرة أخرى.

 لذلك فإن إدارة الوقت يعتبر علما، أو فنا قائما بذاته، لأنه يساعدنا كثيرا، على تنظيم أعمالنا ، بل وحياتنا بطريقة عملية، وعند استغلاله بشكل أمثل، يقلل من الجهد ويحسِّن من جودة العمل وإتقانه. 

وعند تحديد الأهداف في أي عمل، بشكل جيد وفعَّال، يتطلب ذلك إدارة وتنظيم الوقت وفقا لهذه الأهداف، ليتم إنجازها في الوقت المحدد، دون زيادة، أو نقصان، في الوقت والأهداف.

وترتيب الأولويات في إدارة الأعمال، يأتي على رأس سلم الترتيب المنطقي، مع عدم اللجواء إطلاقا إلى تأجيل أي عمل (إلا في حال الظروف القاهرة الخارجة عن الإرادة) ، وذلك لأن التأجيل، يراكم الأعمال، وغالبا، ما يؤدّي إلى الفشل في إنجاز المهام المؤجلة، ويحدث ربكة في العمل، وربما يؤدّي أيضا إلى شئ من الإحباط، لدى فريق العمل، الذي يأتي مهيئًا نفسه للانطلاق في العمل وتحقيق الإنجاز.

إدارة الوقت بطريقة مهنية وعملية، من شأنها أن تؤدي إلى رفع معنويات فريق العمل، أو العاملين، وترفع سقف طموحاته،  بجانب أنها تساعد، وبشكل كبير جدا، في التقليل من ضغط العمل، لدى العاملين، لأنها تحدد لهم مسبقًا المهام والواجبات التي تتطلب الإنجاز.

إلى جانب ذلك،  فإن إدارة الوقت، بطريقة صحيحة، تعد أيضا أحد المحفزات لدى فريق العمل، لأنه عند الفراغ عن إنجاز ما أوكل إليها من مهام، فإن الفريق، بلا شك، سيشعر بالفخر والاعتزاز، وهذا في حد ذاته يمثل أكبر حافز  له ، ويمهّد  الطريق لتحقيق المزيد من الإنجازات، في المستقبل.

فضلا عن كل ذلك، فإن إدارة الوقت بطريقة عملية وعلمية، وفقا للأهداف المعدة مسبقًا، وإنجازها في الوقت المحدد، له الكثير من الإيجابيات، أبرزها الشعور  بالرغبة  أكثر، في إنجاز المزيد من المهام والأعمال، إضفاء التوازن في ترتيب الأعمال، استغلال بقية الوقت، للراحة الإيجابية التي تمنحنا التفكير وإلتقاط الأنفس، ومن ثمة، الشروع في التخطيط، لأجل إنجاز أهداف ومهام أخرى، تعزز ما سبقها من أعمال وإنجازات.

ولعل شبابنا في قطاع ريادة الأعمال أحوج ما يكونون إلى تنظيم أعمالهم، عبر آلية تنظيم وإدارة الوقت بطريقة مُثلى، وهذا أمر في غاية الأهمية، ربما يغفله، أو لا يتنبه إليه بعض رواد الأعمال.

وآلية تنظيم وإدارة الوقت، بجانب فوائها إلتي أشرنا إليها، في بداية هذا المقال، تعد إحدى المهارات  الحيوية، التي تساعد، رائد، أو رائدة الأعمال، على  تنظيم جميع مهامهم وأعمالهم  اليومية، وبمرونة كبيرة، وتقود فريق العمل إلى تحقيق الأهداف، المعدة مسبقًا، وهذا بدوره يقلِّص الوقت المهدر في الاجتماعات الدورية، التي تأخد جهدًا ووقتًا طويلًا.

وختاما، رائد الأعمال الناجح، هو الذي يديره دفة العمل، وفق آلية إدارة الوقت، لأنها تساعده على توظيف أعماله، بطريقة تساعده على تحقيق أهدافه.

Join