مدن المملكة تحفِّز بيئات الشركات الناشئة
شهدت المملكة، خلال السنوات القليلة الماضية تكثيّفا للجهود التى تستهدف دعم وتحفيز مجتمع الشركات الناشئة، وريادة الأعمال، ساعد في ذلك سن الجهات المختصة لمجموعة متنوعة من التشريعات والمبادرات، والتي عملت على تحفيز روح ريادة الأعمال والابتكار، الأمر الذي يساعد على تحول السوق السعودية كمحور لريادة الأعمال في المنطقة.
ومن أبرز هذه المبادرات التي تدعمها الحكومة تأسيس شركات وكيانات جديدة تدعم بيئة ريادة الأعمال السعودية والابتكار، بجانب تسهيل التراخيص اللازمة لقيام شركات رأس المال الجريء للاستثمار في المشاريع الناشئة، وكذلك الاستثمار في صناديق رؤوس الأموال الجريئة المحلية، بالإضافة إلى تشجيع تأسيس حاضنات ومسرّعات أعمال تعمل على دعم مشاريع الشركات الناشئة، وتأهيل روَّاد الأعمال ورفع قدراتهم ومهاراتهم.
ونتيجةً لهذه البيئة المحفِّزة، تقدمت المملكة في التصنيفات، إقليميا وعالميا في مجال دعم الشركات الناشئة، والاستثمار فيها، ومؤخرا حلَّت المملكة بالمركز 88 عالميًا، والمركز السابع على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقا للصنيف العالمي لأفضل الدول الحاضنة للشركات الناشئة لعام 2020، الذي أصدرته StartupBlink، والذي شمل 100دولة و1000مدينة، من مختلف دول العالم.
وحققت بعض مدن المملكة نجاحا لافتا، وفقا للتصنيف، وذلك من حيث أفضل الدول الحاضنة للشركات الناشئة لعام 2020، وقد صعدت مدينة الرياض إلى أكثر من 213 مركزًا، لتحل في المرتبة 281 عالميًا، في حين حلَّت مدينة جدة في المرتبة 437 من بين المدن العالمية، من أصل 1000 مدينة عالمية، وذلك للمرة الأولى.
لقد أحرزت مدن المملكة هذه النتائج المتقدمة، وذلك على الرغم من تراجع تصنيف المملكة 8 نقاط عن العام الماضي، وفقا لتصنيف العام الجاري، وذلك نتيجة للعدد الكبير لسكانها، والذي يتم أخذه في الاعتبار، عند تصنيف هذه الدول، مقارنة بالدول الأقل عددًا في المنطقة، من حيث السكان، والتي تحصل بموجبه، على درجات أعلى في التصنيف.
واعتبر التصنيف العالمي البيئات الحاضنة للشركات الناشئة تمثل ضرورة قصوىةلخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد، ورفع الإيرادات الضريبية، وتحسين جودة الحياة، بجانب تشجيع وتطوير الابتكار، كما اعتبر التصنيف أن الموقع المناسب لتأسيس الشركات الناشئة لرواد الأعمال سوف يتيح لهم فرصا أكبر ومجالا أوسع لتحقيق النجاح المطلوب.
وتوقَّع التصنيف العالمي، مستقبلا زاهرًا لعدد من المدن السعودية، حيث تنبأ ببروز عدة مدن سعودية أخرى، مستقبلاً، على غرار ما أحرزته مدينتا جدة والرياض من تقدم، في تصنيف العام الحالي، حيث شدد التصنيف على أن التحدي الرئيس يتمثل في تغيير التفكير نحن الأفضل والأمثل، بجانب ضرورة تحفيز الشباب وحثهم بالتركيز على تنفيذ مشاريع قائمة على ريادة الأعمال والابتكار والإبداع.
إن هذه النجاحات التي حققتها المملكة، ممثلة في مدينتي جدة والرياض، في مجال أفضل المناطق الحاضنة للشركات الناشئة لعام 2020، والذي الذي أصدرته StartupBlink، جاءت كنتيجة طبيعية لما تشهده بيئات الابتكار وريادة الأعمال في المملكة، من تحفيز ودعم وتشجيع ، من قبل القطاعين العام والخاص.