المشهد المحلي والعالمي لريادة الأعمال

تتبوأ المملكة مركزًا مرموقًا، في خارطة المشهد الإقليمي والعالمي، لقطاع ريادة الأعمال، وذلك رغم قصر المدة التي دخل فيها القطاعان العام والخاص، بالمملكة، في هذا القطاع الحيوي الذي يساهم بدور كبير في تنوع الاقتصاد وخلق مصادر دخل جديدة.

والمتتبع لقطاع ريادة الأعمال، يجد أنه قد دخل إلى دائرة الاهتمام العالمي، منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، ليشهد انتشارا واسعا، في مختلف دول العالم، وبوتيرة متسارعة، سيما بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، مثل: تيوتر، فيسبوك، ولينكد إن وسناب شات.

 لقد أصبح مصطلح قطاع ريادة الأعمال، يتصدر القطاعات الاقتصادية المختلفة، في مختلف أنحاء العالم، وذلك نسبة إلى أنه يقوم بدور كبير، في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتقليص مشاكل البطالة والفقر، وإسهامه الكبير في نهضة المجتمعات الفقيرة ومساعدة اقتصاداتها في النمو المطرد، إضافة لإرسائه مفاهيم جديدة، لإنشاء الشركات الناشئة بأسلوب مبتكر، بجانب تطوير القائم منها ورفع إنتاجيتها، فضلا عن تشجيع العمل الحر، وسط الشباب.


وشهدت المملكة رحلة مليئة بالإنجازات الإبداعية والابتكارية، في قطاع ريادة الأعمال، حيث استطاعت أن تتفوق على الكثير من الدول التي سبقتها في هذا المجال، بل أصبحت المملكة، تستقطب الكثير من شركات ريادة الأعمال التي أسهمت في توطين هذا القطاع، وأدّى ذلك، لظهور شركات محلية عديدة قادت هذا القطاع نحو آفاق النجاح.

 

والمملكة، ومنذ عدة سنوات ومازالت، لا تغيب عن المشهد العالمي لقطاع ريادة الأعمال، وذلك نسبة لتنظيمها واستضافتها الكثير من المؤتمرات والفعاليات الإقليمية والعالمية، لهذا القطاع، حيث تُعد هذه الفعاليات بمثابة حلقات تواصل لمجتمع ريادة الأعمال، لتمكين الأفراد للدخول فيه، وتطوير مهاراتهم الابتكارية، بجانب خلق قنوات بين الشباب الطموح والمبتكر، وأصحاب الشركات الناشئة، وربطهم بخبراء ريادة الأعمال والجهات المستثمرة في هذا القطاع التي بدورها تحوِّل الأفكار إلى قوة منتجة تفيد المجتمعات.

 

ومن أبرز الفعاليات التي ظلت تنظمها المملكة، كأس العالم لريادة الأعمال التي انطلقت فكرتها من المملكة، ونظمت نسختيها، الأولى والثانية، والأخيرة اختتمت أعمالها خلال شهر أكتوبر الماضي؛ وذلك بمشاركة 175000 متقدم من 200 دولة، وأيضا بمشاركة هيئات ومنظمة دولية ذات علاقة، هدفت إلى جذب التقنيات المتطورة وأفضل المواهب إلى المملكة، ما يسهم في دعم رواد الأعمال وتمكين ودعم الشركات الناشئة، في المملكة.

 وأكثر ما يميز فعالية كأس العالم لريادة الأعمال، أنها تستهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، من رواد ورائدات الأعمال الذين يرغبون في الدخول إلى عالم ريادة الأعمال، وذلك بهدف تأسيس وتنمية وتطوير أعمال مشاريعهم، بالطريقة التي تضمن لهم النمو السريع وتحقيق النجاح المطلوب.

لم تتوقف جهود المملكة، عبر القطاعين العام والخاص في تصدر المشهد العالمي لريادة الأعمال عند هذا الحد، لتأتي مشاركة المملكة المميزة في فعاليات «الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2020»،الذي يعد أحد أكبر أحداث هذا القطاع والتي جرت أعماله، خلال شهر نوفمبر الجاري بمشاركة افتراضية من 200 دولة.

ويعد الأسبوع أحد أبرز الأنشطة الرئيسة للشبكة العالمية لريادة الأعمال، وأكبر محفل دولي يضم رواد الأعمال، وصنّاع القرار، الناشطين في مجال التنمية الاقتصادية، على مستوى العالم، حيث يتفاكرون في هذه الاحتفالية السنوية، لإبراز إنجازات ونجاحات رواد الأعمال، بجانب إطلاق عدة أنشطة وبرامج لريادة الأعمال، فضلا عن الاحتفاء بأصحاب الشركات الناشئة، من المبتكرين والمُبدعين الذين لم يتهيبوا الدخول في قطاع ريادة الأعمال.

 

إن المملكة من خلال النجاحات المطردة، التي ظلت تحققها، في قطاع ريادة الأعمال، لقادرة بأن تصبح محورا إقليميا لهذا القطاع، خاصة وأنها لا تنقصها البنى التحتية في المجال الرقمي، بجانب امتلاكها لخبرات عريضة في القطاعين العام والخاص في مجال ريادة الأعمال.

Join