رحلة مدرسية

في الشهر الماضي ، أخبرتني ابنتي لمار عن رحلة مدرسية للطلاب المشاركين في حصص الموسيقى الإضافية إلى منزل (رونالد ماكدونالدز) بمستشفى لوند المركزي. صراحة لم أكن أعرف الكثير عن هذا المنزل، واستغربت حماس لمار للذهاب.



لمار: سنقوم أولاً بالشرح للأطفال عن الأدوات الموسيقية ومن ثم نقوم ببعض العروض لهم.

أنا: أي أطفال؟

لمار: من يواجهون مشاكل صحية ويتوجب قربهم من المستشفى.



قمت بفتح موقعهم على الإنترنت لمعرفة المزيد عنهم. أول منزل تم افتتاحه عام ١٩٧٤ م بفيلاديلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية. وفي السويد تم افتتاح أول منزل عام ١٩٩٣م.



صندوق رونالد ماكدونالدز للأطفال هو مؤسسة غير ربحية ممولة من تسعين جمعية، يقومون بجمع الأموال لبناء منازل ويوجد حالياً بالسويد خمس منازل. الفكرة باختصار أنه بعض الأطفال المرضى يحتاجون إلى رعاية وعلاج لايوجد إلا في المستشفيات المتخصصة التي غالبًا ما تكون تلك المستشفيات بعيدة عن منازلهم. لهذا السبب وجد (رونالد ماكدونالدز هاوس) الذي أقرب ما يكون إلى منزل حقيقي. هنا يمكن للعائلة بأكملها أن تعيش مع الطفل خلال أوقات العلاج الطويلة بالقرب من المستشفى.



المنزل يجعل العائلات تعيش حياة طبيعية نسبياً، دون الحاجة إلى دفع ثمنها وتغطي المساهمات والمساعدات رسوم الإقامة والهدايا والإمتيازات والأنشطة المقدمة لهم.




تحمست كثيراً بعد معرفتي عن فكرة المنزل، وتمنيت كذلك أن أحظى بفرصة الذهاب معهم للرحلة، ورحبت بذلك معلمة الموسيقى إيريكا. كان يوم أكثر من رائع، كل التفاصيل دقيقة في المنزل، الموقع، الأثاث، الحديقة وغرف الأطفال. الموظفون بشوشون، الأهالي والأطفال بالمنزل في سعادة غامرة بحضورنا ، كما رأيت السعادة في عيني لمار وزملائها وهم يقدمون العروض الموسيقية للأطفال وعوائلهم.



تواصلت مع أخي وصديقي العزيز بدر اللحياني وهو طبيب أطفال خريج جامعة لوند -نفس المستشفى التي بها المنزل- عن الرحلة الذي قال بدوره:


“تجربة كبيرة ومهمة في حياة لمار، سوف تفتح عينيها على عالم آخر”



كما أخبرني عن مدى أهمية هذه المنازل التي توجد في عديد من دول العالم، وقد تكون بمسميات أخرى، ومدى نجاح فكرتها في تحسن وضع الطفل الصحي والنفسي وكذلك العائلة ككل.





بعد نهاية الرحلة وفي طريق العودة ، كانت لمار سعيدة لما قامت به مع زملائها، ولم تستطع اخفاء حزنها لوضع الأطفال الصحي، أخبرتها أن هذا الهدف من الرحلة، تقديم البسمة والمساعدة لمن يعاني ومدى تأثيرها النفسي الإيجابي لكلا الطرفين، وقبل ذلك كله استشعار نعم الله وفضله علينا، نعمه التي لا تعد ولا تحصى، والإكثار من:


“الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلاً”.



Join