هل هو مجرد يوم سيء آخر؟ ما يتوجب علي فعله؟
عند البحث عن موضوع الاكتئاب في صفحات الإنترنت يوجد العديد من المقالات والمنشورات والمقاطع من أطباء وأساتذة أفاضل كتبوا أفضل المقالات الوافية لهذا الموضوع الكبير والمتشعب، أحاول هنا، وبمساعدة موقع ١١٧٧ الحكومي السويدي تبسيط وشرح مايتعلق بالاكتئاب بطريقة أتمنى أن تصل للقارئ بيسر وسهولة.
في البداية الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو الضيق أمر شائع ويحدث للجميع أحياناً، وقبل الشرح المفصل عن الاكتئاب من الجيد الإجابة على بعض التساؤلات الشائعة .
لماذا نشعر بالضيق والسوء؟
هناك العديد من الأسباب المختلفة، في بعض الأحيان نعرف سبب شعورنا بالسوء، وأحيانًا لا نعرف ذلك. على سبيل المثال أهم هذه الأسباب الإجهاد ، إذ أنه من الممكن أن نشعر بالتوتر إذا كان لدينا الكثير لنفعله، وأيضًا إذا كانت لدينا مطالب وتوقعات عالية جدًا. الإجهاد هو ردة فعل طبيعي في الجسم وهذا أمر جيد، ولكن إذا كنا نعاني من الإجهاد في كثير من الأحيان وليس لدينا الوقت للتعافي، فقد يصبح الإجهاد مشكلة.
سبب آخر الحزن، إذا فقدنا شيئًا أو شخصًا ما ، فقد نضطر إلى الحزن على ما حدث. قد يستغرق ذلك بعض الوقت وهذا شيء طبيعي لمساعدتنا على المعالجة والقبول.
وقد يكون بسبب أزمة التي تكون ردة فعل على حدث أو تغيير في حياتنا. يمكن أن يكون حدثًا مفاجئًا لم نتمكن من الاستعداد له.
من الشائع الشعور بالفراغ واليأس فيما يتعلق بالأزمة. من الممكن أيضاً أن نشعر بالوحدة أو التخلي عنا. عندما نكون في أزمة، فنحن بحاجة إلى لحظات لإراحة العواطف. على سبيل المثال يمكن أن يكون الطلاء أو الكتابة أو المشي في الطبيعة.
لا يتعين أن تؤدي الأزمة إلى تفاقم الحياة، وقد تكون الأزمة في بعض الأحيان فرصة للتغيير نحو الأفضل.
لا حرج في كون أننا نكون حزينون، كما أنه لا يجب أن نخاف من الشعور بمشاعر سلبية والأفكار سلبية.
قد نشعر بتحسن إذا سمحنا لأنفسنا بالبكاء والحزن بنفس قدر الشعور.
الاكتئاب ..
الاكتئاب يعني أنه نادراً ما يشعر الشخص بأي فرحة أو رغبة، ولا حتى عندما يفعل الأشياء التي يحبها في العادة. تكون الرغبة والطاقة في التعامل مع الأشياء تتناقص أو تختفي، والحياة اليومية يشعر بأنها ثقيلة وبلا معنى. كما أنه يفقد الاهتمام بمعظم الأشياء من حوله، مثل أهله أو العمل أو الأخبار أو ما يحدث في حياة من حوله.
لا يعني الاكتئاب أن الشخص ضعيف أو أن هناك شيئًا ما "خاطئًا" عليه كشخص.
الاكتئاب يمكن أن يسبب عدة أعراض مختلفة. فيما يلي وصف لمختلف الأعراض الشائعة عند الإصابة بالاكتئاب.
تدني تقدير الذات:
الاكتئاب يؤثر على ثقة الشخص بنفسه. قد يكره نفسه ويعتقد أنه عديم الفائدة. الشعور بالذنب شائع، ويمكن أن يتهم الشخص نفسه بالأشياء التي تجعل جودة حياته تسوء.
الشعور باليأس:
وجود أفكار حول كونه فارغًا وبلا معنى هو أحد أعراض الاكتئاب. يمكنه أن يعتقد أنه لا جدوى من محاولة القيام بشيء، ولن يكون هناك شيء جيد على الإطلاق.
الوهن:
الطاقة والقدرة على القيام بالأعمال تتأثر عند مريض الاكتئاب.
صعوبة في التركيز:
قد يجد مريض الاكتئاب صعوبة في العمل أو قراءة كتاب أو متابعة فيلم، كما أنه من الممكن الشعور بالقلق وعدم التركيز.
القلق أو سرعة الغضب:
يمكن أن تشعر بالقلق. والقلق بشأن المستقبل أو مطالب أو توقعات الآخرين. قد تشعر بالانزعاج أو الغضب بسهولة، حتى بالنسبة للأشياء الصغيرة.
الاضطرابات الجسدية:فيما يلي بعض الأعراض الشائعة:
مشاكل في المعدة، صداع، آلام في الكتفين والرقبة أو الظهر، فقد الشهية أو الأكل و الشرب أكثر من اللازم. تأثر الحياة الجنسية. صعوبة في النوم أو الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل أو النوم لفترة طويلة.
الأفكار الانتحارية:
في بعض الأحيان يمكن أن يجعل الاكتئاب الشخص يعتقد أنه سيكون من الأفضل إذا لم يعش. يمكن أيضًا أن يشعر بأنه عبئ على عائلته ومن حوله. قد يكون لديه أفكار مفادها أن الجميع سيشعرون بالفعل بالتحسن إذا ما رحل. في بعض الأحيان تكون أفكار الانتحار ملموسة، وقد يكون هناك خطط لإنهاء الحياة، وتكون من أعراض الاكتئاب الشديد.
ينقسم الاكتئاب إلى ثلاث مستويات من درجة الصعوبة: الاكتئاب الخفيف،
الاكتئاب المتوسط و الاكتئاب الشديد أو العميق. وتصف الدرجات المختلفة مدى قدرة الشخص المصاب بالاكتئاب على العمل في الحياة اليومية والأعراض المصاحبة.
من أنواع الاكتئاب كذلك الاكتئاب المتكرر، ويزيد خطر تكرار الاكتئاب إذا كان المريض مكتئبًا لفترة طويلة ولم يتلقى علاجًا. كلما طالت فترة الاكتئاب المتكرر، كان الاكتئاب أعمق. لذلك، من المهم أن يتلقى المصاب بالاكتئاب العلاج في وقت مبكر.
وهناك الاكتئاب الموسمي إذ تأتي الأعراض في نفس الوقت كل عام. معظم الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي يعانون من مشاكل خلال موسم الظلام. ولكن هناك أيضًا من يشعرون بالأسوأ في فصول السنة الأخرى.
وقد يكون الاكتئاب المتكرر الذي يأتي مع فترات من الهوس بسبب اضطراب ثنائي القطب.
وهناك الاكتئاب (عسر المزاج) إذ أنه قد يعاني الشخص من اكتئاب طفيف، لكنه يستمر لفترة طويلة.
كما أن هناك الاكتئاب المتعلق بإنجاب الأطفال، سواء أثناء الحمل أو بعدها للمرأة أو حتى عندما يصبح الرجل أباً للتو.
ومن الشائع أن يكون لدى المريض اضطرابات أخرى مرتبطة بالاكتئاب، مثل اضطراب القلق. لذلك، من المهم عدم الانتظار لفترة طويلة لطلب المساعدة.
عندما يطلب مريض الاكتئاب المساعدة، لا توجد عينات أو فحوصات جسدية يمكن أن تظهر إذا كان يعاني من الاكتئاب. يتم التقييم بناءً على ما تم الكشف عنه في المحادثة مع الطبيب النفسي.
قد يكون الشخص الذي يقابله المريض طبيبًا أو ممرضًا أو أخصائيًا نفسيًا أو أخصائيًا اجتماعيًا. لكن لإجراء الفحص والتقييم التكميلي يتوجب لقاء الطبيب مثل ترك عينات الدم، ونظرًا لأن بعض الأمراض الجسدية يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة للاكتئاب، فإن الطبيب يقوم غالبًا بإجراء فحص للجسم ويمكن المريض أن يترك العينات. على سبيل المثال، قد تؤدي زيادة أو نقصان كمية هرمون الغدة الدرقية أو فقر الدم إلى أعراض مشابهة للاكتئاب.
كما أنه في بعض العيادات قد يتعين على المريض ملء نموذج واحد أو أكثر من نماذج التقدير، حيث يمكنه الإجابة على أسئلة حول ما يشعر به، وما إذا كانت هناك مشاكل مثل:
كم مرة أصيب بالاكتئاب؟ كيف النوم في الليل؟ كيف هي شهية الطعام؟ شرب الكحول؟ استخدام مواد أخرى؟ أدوية أخرى؟ أحد بالعائلة يعاني من الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الأخرى؟ كيف هي الأفكار حول الحياة والموت؟ يقوم الطبيب بعد ذلك بإجراء تقييم بناءً على المقابلة والأعراض.
يمكن علاج الاكتئاب بعدة طرق مختلفة. ذلك يعتمد على نوع ودرجة الاكتئاب الذي يعاني من المريض، المشورة والدعم بشأن العادات الصحية، العلاج النفسي، الأدوية النفسية وفي بعض الحالات الشديدة العلاج بالصدمة الكهربائية. وسوف أتطرق لتفاصيل علاج الاكتئاب في مقالة أخرى.
في النهاية، إذا كنت تعاني من عرض أو أكثر من الاكتئاب، أو تشعر بأن لديك ضعفًا، يمكنك محاولة القيام بأشياء تقلل من خطر الاكتئاب. وفيما يلي بعض الاقتراحات للأشياء التي يمكن أن تساعد، حتى لو لم تحل محل العلاج النفسي ومقابلة المختص:
تطوير عادات جديدة وصحية
قد يبدو إجراء تغييرات فيما يتعلق بالعادات اليومية أمرًا صعبًا، لكن اتخاذ قرار بإجراء تغيير والتمسك به، يمكن أن يمنحك القوة ويزيد من ثقتك بنفسك.
أن تتحرك بانتظام، وقتها تحصل على مقاومة متزايدة للإجهاد، وتتمتع بنوم أفضل مما يؤثر على صحتك. حاول العثور على الأنشطة التي تعتقد أنها ممتعة وتكون ذو أثر ايجابي في الحياة اليومية.
التوقف عن استخدام النيكوتين، لتسهيل توقف التبغ، يمكنك استشارة الطبيب المختص لاستخدام أي من الأدوية المتاحة. كما يوجد هناك برنامج وزارة الصحة للإقلاع عن التدخين، يمكنك قراءة المزيد حول الإقلاع عن التدخين وما هو الدعم الذي يقدم لأولئك الذين يريدون الإقلاع عن النيكوتين بموقع وزارة الصحة.
البقاء في الهواء الطلق
ضوء النهار مهم لشعور جيد. لذلك، من الجيد المشي أو ركوب الدراجة في منتصف اليوم. وجود إضاءة جيدة في المنزل وفي العمل يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الحالة المزاجية.
محاولة لخفض الاحتياجات الخاصة بك
لأن الاكتئاب يسبب لك طاقة أقل ، فقد لا تتمكن من فعل الكثير كما كان من قبل. قد يعني ذلك أنك يجب أن تقبل أنه عليك أن تتصرف بطريقة مختلفة في الوقت الراهن مما اعتدت عليه. قد تحتاج إلى خفض الاحتياجات الخاصة بك لنفسك إذا كنت تعمل. قد تحتاج إلى أن تصف لصاحب عملك ما يمكنك القيام به. حتى عندما يتعلق الأمر بالخصوصية والحياة الأسرية، من الجيد محاولة خفض المتطلبات. تجنب القيام بمهام إضافية إذا كان لديك في نفس الوقت مطالب كبيرة. قل لا للأنشطة التي ليس لديك بالفعل قوة أو وقت للقيام بها.
البحث عن طرق للاسترخاء
لإدارة الإجهاد والحصول على مزيد من الراحة، قد يكون من الجيد تعلم تقنية للاسترخاء. يجد الكثير من الناس أن المشي في الطبيعة مريح. يمكن أن يساعدك الاستماع إلى المدونة الصوتية أو كتاب للقراءة. اختر أشياء مليئة بالمرح حتى لو كانت رغبتك مفقودة، من المهم أيضًا أن تكرس نفسك لأشياء تهمك. تذكر أن تقوم بالأعمال التي تحبها واعتدت على القيام بها. قد يأتي التأثير الإيجابي بعد فترة، حتى إن طالت الفترة.
عوامل وقائية أخرى
الإجهاد والمطالب العالية أمثلة على عوامل الخطر. عوامل الحماية هي الأشياء التي تجعلك تشعر بتحسن. يمكن أن يكون على سبيل المثال دعمًا من الأقارب والأسرة والأصدقاء، أو الانخراط في أشياء تبدو ذات معنى لك، مثل الجمعيات والمجموعات أو المنتديات على الويب يمكن أن يقدم الدعم والشعور بأنك جزء من سياق أو مجتمع أكبر. يمكن أن تعني مساعدة شخص آخر الكثير. يمكن أن يوفر لك الإلهام وقوة جديدة.
التحدث مع شخص ما:
معظم الناس الذين يشعرون بالسوء يحتاجون إلى التحدث مع شخص آخر. قد يكون أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك، أو طرفًا ذا صلة تثق به، أو شخصًا آخر بالخارج أو غيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية
يمكن أن تكون مساعدة ودعم شخص مصاب بالاكتئاب مهمة صعبة. في كثير من الأحيان، قد يبدو الشخص غير مهتم، وليس دائمًا ما يفهم الشخص نفسه أنه مكتئب، ثم قد تكون أنت كطرف ذو صلة تلاحظ التغيير ، ماعليك سوى تشجيعه للتقدم بطلب الحصول على الرعاية، تحلى بالصبر وحاول إعطاء الأمل من خلال إخباره أن هناك علاجًا يساعده. قد يبدو أن الشخص المصاب بالاكتئاب لايستمع إلى ما تقوله. لكن أغلب الأشخاص الذين عانوا من الاكتئاب وتلقوا العلاج أكدوا أن الدعم من البيئة المحيطة هو الذي جعلهم لا يفقدون الأمل.