رسالة إلى عمتي..
عمتي الغالية ..
فرحت بالتحدث معك، استمعت إلى مسيرة حياة وقصة نجاح، نجاح الأم التي وهبت حياتها بشقائها وساعاتها لتضع ابنائها في قمة الكليات الجامعية، تعلمت منك معاني الصبر والتضحية والصمود، وجدت عندك بهجة الأمل وكرم الأقدار بما وهبت من صبر وما قدمت من تضحيات (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
عمتي..
جميعنا بحاجة إلى راحة البال، والبعد عن القلق والهموم، دعيني أتحدث معك عن راحة البال. إنها الشعور الداخلي بسكينة فائقة تبعث البهجة في النفس، بكلمات أخرى حالة من الرشد العاطفي الروحي، البوابة المفضية إلى حب الاخرين، حب الحياة، حب التضحية فيما تكون الروح موقنة بالله عزوجل ووحدانيته وقدرته، ويتسامى كل ذلك ليبلغ ذروته في محبة الله.
إن أفضل مكان تبدأين منه في السعي إلى تلك السكينة والبهجة هو أن لاتتمني إلا أن تكوني نفسك، عندها تشعرين أنك أفضل حالاً.
الحياة يا عمتي هي المنحة الأولى، والحب هو المنحة الثانية، والفهم المنحة الثالثة، عندها تتخلين من مشاعر الاستياء الناجم من الأحكام الغير المحبطة وضعف الثقة، عندها تشعرين أنك أفضل حالاً ومن المستحيل أن نشعر بالإنجاز إذا انتظرنا تشجيع الآخرين فقط، فالآخرون قلما يكونون منصفون، يكفينا من الآخرين من أحببناهم وأحبونا بصدق.
عمتي..
هناك ما يعرف بمداواة النفس بالنفس، أو تعليم النفس بالنفس عن طريق الاستنارة وهو أمر لا يعتبر إنجازاً معقداً أو غامضاً أو فلسفياً، إنها العودة إلى بساطة العيش والتجاوز والسمو والثقة المطلقة بالتوفيق الإلهي، كل ذلك لا يشكل مجاهدة خارقة بل حدثاً ممكناً بطبيعته، ليس في الأمر صعوبة يمكن تصورها، لأن ريح العناية الإلهية لا تكف من الهبوب، ماعليك سوى رفع الشراع فقط، ارفعيه بحماس وستظلين أما لنا جميعاً. منك تعلمنا الصبر والمثابرة والحب وسنظل أوفياء لك.
ابنك..