أكثر من مجرد فراولة!
أثناء الاحتفال بعيد الفطر المبارك، استقر بين يدي طبق ضم أنصاف فراولة وأنصاف تمرات تلاحما بعملية تلفيقية.
رأيت في هذا الطبق الحضارة الشرقية متجلية في التمرة والحضارة الغربية متمثلة في الفراولة. وكريمة الفستق جسّدت أدوات التواصل بين الحضارتين.
عند تذوقها استولى علي الشعور بحالتين من حالات التفاعل بين الحضارات:
الحالة الأولى وهي الانتفاع الحضاري بين الأمم. لاح لي ذلك لما شعرت بالتكامل بين خصائص الفاكهتين. أخذتني هذه الحالة نحو الخندق الفارسي والختم الروماني وديوان عمر. وعلى ضفةٍ أخرى، الصفر الخوارزمي ومنهج التجريب الأندلسي.
والحالة الثانية استشفيتها لما أدركت التناقض بين الفاكهتين، ورصدت المغالبة بين أطباعهما، فأوحى ذلك إلي بحتمية الصراع بينهما . فرأيت رسول الله يجهز العسرة، وسمعت ضجيج مؤتة وهتافات خالد ورأيت الصلبان الحمر على مشارف الشام، وباغت سمعي أزيز الطائرات الحربية الأمريكية محلقةً فوق بلاد المسلمين. ثم رأيت فكرة صدام الحضارات لصامويل هنتغتون تطل برأسها.
المعايشة لاتعني الذوبان، والعداوة لا تلغي الانتفاع