العبقري وراء المعايدات
أغلب معايدتكم في هذا اليوم هي بفضل شخص عبقري، ولد قبل أكثر من ٧٠ سنة، وبالتحديد، في ٢٤ أبريل ١٩٤٥م، في مدينة نيويورك. اسمه لاري تيسلر. لاري كان مبدعاً في الحاسب الآلي (الكمبيوتر)، وبارعاً في الرياضيات.
ففي سن الـ ١٥ فقط، أوجد لاري طريقة لإيجاد الأعداد الأولية، وأراها معلمه قائلاً إنها معادلة. وعندما رآها معلمه، أجابه أنها ليست مجرد معادلة، بل خوارزمية ويمكن برمجتها على الكمبيوتر. حاول لاري أثناء المرحلة الثانوية الوصول إلى كمبيوتر، وتمكن من ذلك من خلال جامعة كولمبيا بنيويورك، حيث أتيحت له فرصة استخدام كمبيوتر الجامعة لمدة نصف ساعة كلِ أسبوع. وبذلك، تعلم لاري على البرمجة قبل دخول الجامعة.
تخرج لاري تيسلر من جامعة ستانفورد عام ١٩٦٥م بتخصص الرياضيات. وبعدها عمل كمبرمج كمبيوتر في معمل ستانفورد للذكاء الاصطناعي. وفي وقتٍ كانت صعوبة استخدام الكمبيوتر تجعله آداة لعلماء الكمبيوتر فقط، كان لاري مهتمٌ جداً في أن يسهّل استخدام الكمبيوتر للعامة. ومن أهم المفاهيم التي عمل لاري على تطويرها هي واجهة المستخدم (user interface) و التفعاعل بين الإنسان والحاسب (human-computer interaction).
فلاري هو من أتاح للمستخدم أن يضغط على الملف في الكمبيوتر لفتحه. ففي السابق، كان عليك أن تكتب سطور من الأوامر لفتح ملف. ولكي يبسط لاري من تجربة الكمبيوتر، كان يسأل الأشخاص العادية. فذات مرة، أحضر لاري سكرتيرة جديدة في مقر عمله، وسألها، لو كان الأمر بيديك، كيف تريدي أن يكون تعديل المستندات على الكمبيوتر؟ وكان لاري أيضاً خلف أول الكمبيوترات الشخصية الاستعمال، “Lisa“ و “Macintosh“ من Apple، واللذان جاءا بميزة فريدة من نوعها أوجدها لاري.
كانت هذه الكمبيوترات هي الأولى التي توفر خاصية القص، النسخ، واللصق (cut, copy, and paste). هذه الخاصية اللتي أصبحنا نعتبرها من البديهيات والمسلمات. وهي أيضاً الخاصية اللتي من المستحيل أن نستغني عنها اليوم. لاري توفيّ قبل عدة أشهر فقط، ولكن ابتكاراته لن تموت.
فكيف لنا أن نرسل تهنئاتنا وتبريكاتنا بدونها؟ وصراحةً، أنا محتار: أأنزعج من اختراع لاري لجعل هاتفي مليئ بالرسائل المنسوخة، أو أفرح لأنه على الأقل أتاح لهم الفرصة لمعايدتي.
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.