تخبطات

انتظرت هذه اللحظة منذ شهور، اتشوق واتلهف لها. إنها اللحظة التي أمتلك فيها كل وقتي. وقتي لنفسي فقط، أفعل فيه ما أريد. وها أنا اليوم أعيشها، ولكنها مختلفة، مخلتفة تمامًا عن ماذا تخيلت لها. كانت لدي أهداف وترتيبات واضحة، ولكن الآن كل شيء مبعثر.


هذا الفصل الدراسي كان متعب جدًا، واللحظة اللتي كنت انتظرها هي الانتهاء من هذه الفترة والبدء بإجازة الشتاء. كنت أخطط أن أمارس كل هواياتي في هذه الإجازة وكل الامور التي لم تتسنى لي الفرصة أن أفعلها خلال أيام الدراسة. سأتدرب العزف على القيتار، وممارسة الكتابة، ومشاهدة الافلام، والعودة للقراءة، وممارسة الرياضة. كانت لدي تطلعات كبيرة. ولكن… الامور ليست تجري كما أردت. 


العزف على القيتار صعب جداً، وكل أفكاري للكتابة تبدوا سخيفة الآن. حماس القراءة وممارسة الرياضة غائب. والأفلام التي وضعتها في قائمة المشاهدة ينتهي اليوم دون مشاهدة أيً منها. الوقت موجود ولكنه غير منظم، والرغبة والحماس أصبحوا متذبذبين. الوضع مزعج جدا!


الكثير من الادراكات تتبادر لذهني، وأولها هي أن حتى الاشياء التي نهواها قد نفقد الحماس للمارستها في بعض الاحيان. كلمة “الشغف“ و ”ممارسة شغفك“ تبدو لي أكثر كالسراب والوهم. واتسائل اذا كان هنالك فعلاً أحد يمارس مهنة أو هواية بدون أي فترة كلل وملل. والامر الآخر هو أن هواياتي يجب أن تدخل ضمن يومي الاعتيادي وليس فقط عند فترة الاجازة. لا أريد الانهماك فقط في الدراسة في فترة الفصل الدراسي وترك كل شيء آخر للاجازة، لأن بحق، تأتي الإجازة وأنا منهك تمامًا لفعل أي شيء.


أريد ان يتضمن يومي ليس فقط أهدافي الدراسية، بل أهدافي الحياتية أيضاً. كلمة ”يمديك بعدين“ أصبحت تزعجني، وعادة تأجيل الامور لفترة الاجازة لا أراها مجدية أبداً. أدركت الآن أن الانجازية تبدأ بتنظيم يومي، وهذا يتضمن وقت استيقاضي ونومي وتوقيت وجباتي ورياضتي وتخصيص وقت لدراستي وهواياتي على حد سواء. أدركت أن الانجازية روتين ونمط حياة، وليست فقط فترة معينة.


موازنة الأمور وتنظيم اليوم أمرٌ صعب بالتأكيد. ولست أدري بعد إن كان بإمكاني فعل كل هذا، ولكنني سأحاول…

Join