جهد مقابله السعادة

تحرير الاخصائية النفسية فاطمة سالم

أن تغرس غرسة ، أو ترسم بسمة ، أو تتبرع بجزء من دمك لجسدٍ يحتاجه ، أو تنشر علماً لتنير عقلاً ، كل ذلك في حال قمت به بدون مقابل فإنك قد قمت بما يسمى العمل التطوعي.

 

العمل التطوعي هو القيام بعمل أو جهد بدني أو نشاط مجتمعي طوعاً برغبة ذاتية بلا مقابل مادي يقوم به فرد أو جماعة لصالح أفراد أو جماعات آخرين بهدف رفع جودة الحياة وصناعة الأثر الايجابي والمساعدة والتكاتف المجتمعي.

والعمل التطوعي أحد أسمى المظاهر الانسانية التي تنطوي على الكثير من معاني الخير والعمل الصالح والترابط والرحمة ، والتي تمثل الاستفادة من المهارات والخبرات والموارد المجتمعية وتسخيرها للصالح العام مما يحقق الازدهار المجتمعي بتكاليف أقل ومنتجات أكثر ، كما يمثل أحد مظاهر رُقي المجتمع ووعي أفراده ويسهم في تعزيز قيم التعاون والتماسك ونشر الرفاهية بين أفراد المجتمع.

لا يعني التطوع أن تكون الشمعة التي تحترق لتضيء حياة الآخرين

 

أهمية العمل التطوعي

تنبع أهمية العمل التطوعي من القيمة التي يقدمها للفرد والمجتمع سواءً للمتطوعين أو لمن تم تقديم الخدمة التطوعية لهم ، فبالرغم من أن المتطوع لا يكسب مقابل مادي لعمله إلا أنه ينعكس عليه بالكثير من المردودات الإيجابية فالعطاء يعني أن تقدم شيئًا وتأخذ السعادة عوضاً عنه ومن فوائد العمل التطوعي للمتطوع ما يلي:

  • الأجر والثواب من الله عز وجل.

  • الشعور بالمتعة والسعادة والرضى عن الذات وتحقيق القيمة الذاتية.

  • اكتساب خبرات جديدة واكتشاف المهارات فضلاً عن تنميتها من خلال الخروج للحياة والتواصل مع احتياجات الناس.

  • توسيع دائرة العلاقات وكسب المزيد من المعارف والصداقات.

  • يساعد الشخص على اكتشاف شغفه وتحديد أهدافه وممارسة هواياته.

  • توسيع منظور الشخص عن العالم ورؤيته من عيون أشخاص آخرين والتعرف على تجاربهم وقصصهم والاستفادة منها.

  • يساعد المتطوع في البحث عن عمل عن طريق توسيع دائرة العلاقات أو بسبب الخبرات التي تضاف إلى سيرته الذاتية مما يشجع أصحاب العمل على توظيفه.

 

أما عن فوائد العمل التطوعي للمجتمع فهي كالتالي:

  • الإسهام في رسم البهجة والسعادة على وجوه الآخرين وتقديم يد العون لهم.

  • تقديم الخدمات مجانًا لمن لا يستطيع دفع تكاليفها.

  • الشعور بالتآزر والتآخي والترابط بين أفراد المجتمع.

  • التخفيف من الآثار السلبية للمشكلات والكوارث والأزمات.

  • شغل وقت الفراغ لدى الشباب وتسخير قدراتهم وامكانياتهم بما فيه صلاح لهم ولمجتمعاتهم.

  • دفع عجلة التنمية والمساهمة في التطور والازدهار.

 

لا يعني التطوع أن تكون الشمعة التي تحترق لتضيء حياة الآخرين بل يعني أن تكون الشجرة التي تأخذ من الحياة الأكسجين والماء والغذاء وتعطي لها الظل والثمار، فكما تعلم كلٌ منا سيجد نفسه ذات يوم محتاجاً للآخرين بأي شكل من الأشكال وقد تُعلم اليوم طفلاً بلا مقابل وغداً ينقذ حياتك طبيب متطوع بلا مقابل ، فالسعي بالعمل التطوعي لرفاه المجتمع يجعل حياة كل شخص منا أفضل.

Join