كيف حالك مع الغربة؟!



ما أن تغادر حدود وطنك حتى يقال بأنك خرجت من نطاق الوطن و بدأت غربتك.. حتى تعود إلى  أرض وطنك فأنت مصنف بأنك مغترب.. مرارة فراق الأوطان لا يعرفها إلا من جربها.. يتغير طعم  الماء.. و تختلف أنفاس الهواء.. و تتغير ألوان الأشياء.. تحن لكوب قهوتك.. وتشتاق لكنبتك.. و تتذكر شوارع حارتك.. و تستذكر زحمة مدينتك.. لكن هل الغربة حدود جغرافية أم أن  هناك غربة مشاعرية.. إن كانت الغربة حدود جغرافية فنستطيع أن نهونها بأمل العودة يوماً ما و لذة الزيارة و حلاوة  خيال اللقاء.. لكن ماذا إن كانت الغربة غربة مشاعر؟! كيف ترممها؟! كيف تعللها؟! كيف تسلي النفس لتتجاوزها 


كيف تتجاوز غربتك إن كانت مشاعرك مغتربة تبحث عن من يشبهها.. تشتاق لمن صعدوا للسماء..  تفتقد من ابعدتهم الحياة.. ترثي من فرقتهم الأقدار.. تقف على أطلال من رحلوا.. تستجدي من قرروا الابتعاد.. كيف تعلل النفس و تسليها؟! كيف تمر الأيام و الليالي؟! كيف يخترقك بصيص الأمل لتكمل الطريق؟


 قد لا تكون في غربة و أنت في الغربة إن كانت مشاعرك تسكن وطنها.. و قد تكون في غربة و أنت في وطنك اذا كانت مشاعرك مهاجرة بلا وطن.. ما يحددها هو مفهومك عن الغربة.. هل هي حدود جغرافية أم حدود مشاعرية؟! إن كنت في غربة من مشاعرك فأنت في غربة أينما  كنت


الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ

يَا وحشَة الرُّوحِ بَلْ يَا غُربَةَ الجَسَدِ

👌 ….مجرد تأملات

Join