هل يجب أن أكون وفياً؟!
هل الوفاء رفاهية أم ضرورة؟! هل إذا لم يكن هناك وفاء فستكون هناك خيانة؟! وفائك حتماً لا خياراً.. إن لم تبادر به فلا تطلبه من غيرك.. إن كنت تريد الاحتفاظ بعلاقاتك فقدم الوفاء.. لكن لمن سيكون هذا الوفاء؟! هل هو للأشخاص؟! أم للأشياء؟! الوفاء للأشياء لا يقل أهمية عن الوفاء للأشخاص..بل يفوقها.. قلم كتبت به ذكرياتك… قارورة عطر عاشت معك لحظات فرحك.. أوراق استقبلت أفكارك.. كوب شربت به قهوتك.. جهاز دونت به أعمالك..
كيف أرمي قلمي؟! كيف أكسر قارورة عطري؟! كيف أمزق أوراقي؟! كيف أغير كوب قهوتي؟! كيف أبدل جهازي؟! هم من عاشوا أدق تفاصيلي.. هم من سمعوا كلماتي.. هم من رأوا ادمعي.. هم من أعطوا كل مالديهم ولم يتوقفوا عن العطاء.. هم من اعطوني.. هم من فضلوني عن نفسهم..
لا أبالغ بذلك فما امتلكه من مقتنياتي القديمة يتجاوز عشرات السنين.. رؤيتها تعيد العديد من الذكريات و المواقف.. مجرد فكرة أنها اعطت كل ما عندها تجعل التخلص منها بمثابة نكران بالجميل..
إن كان كل هذا الوفاء مع الأشياء.. فكيف سيكون وفائنا مع أشخاص قدموا لنا جزء مما عندهم و ليس كل ماعندهم؟!
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّون
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
الأشخاص يختلفون في أهمية الوفاء لهم.. فبعضهم يرى أنه ليس بمطلب لنجاح علاقة مع آخر.. لا يعطيه و لا يطلبه.. لا يتسأل عنه.. في حين أن بعضهم يعطيه أولوية و يبادله الآخرين و لا يتنازل عنه مهما كانت الأسباب و الأعذار.. هي كذلك القيم تتفاوت أهميتها عند الجميع.. كن مع من يشبهك.. لن تستطيع تغيير من لا يشبهك.. سترهق نفسك.. وقد يدعي الوفاء مجاملة لك ولكن مع أول رياح عاصفة تطير مع أدراج الرياح.. كن واضحاً في أولوياتك و قلها صراحةً.. لا تنتظر أن يكتشفها الآخر..
مجرد تأملات..👌