اللينكس و الكيتو
في أغلب الأحيان نفضل المناطق المريحة أو الدافئة Comfort zone و التي لا يوجد بها مخاطرة أو تغيير كبير في أسلوب حياتنا اليومية و ذلك لشعورنا ان المخاطرة ستؤثر سلبا علينا و لكن في كثير من الأحيان تكون المخاطرة ذات فوائد كبيرة و نتائج مبهرة، يكفينا خوض غمار التجربة و زيادة مساحة المعرفة و التعلم.
و سأذكر هنا لي تجربتين حدثوا لي لتوضيح الفكرة.
اللينكس
في عام ٢٠٠٦ كنت كأغلب زملائي المطورين اعمل على نظام الويندوز الشهير و اقوم ببرمجة تطبيقات الويب (كانت تطبيقات الهواتف الذكية غير منتشرة في هذه الأيام) و كانت علاقتي بنظام تشغيل اللينكس سطحية جدا و كنت كالغالبية اسمع كلام غريب عنه و أنه يسبب في فقدان المعلومات على الأجهزة و أنه لا يستخدمه غير الخبراء.
و كانت شركتي تخوض مرحلة التأهيل لشهادة الـ CMMI في ذلك الوقت و كان أغلب البرامج و الادوات المستخدمة هي على نظام ويندوز فقط.
و في يوم من الايام حدثت مشادة كلامية في الفريق و تم نقل الفريق الذي أعمل به و هو فريق الـ PHP (هكذا كان يسمى في الشركة) الي الدور العلوي و الذي كان يعمل به فريق System Administration و الذي كان يعمل بالكامل بنظام تشغيل اللينكس وقد انبهرت جدا بكيفية تعاملهم مع اللينكس الجبار هذا النظام الذي حسب علمي في ذلك الوقت هو عبارة عن شاشة سوداء و لايوجد فيه اي واجهات مستخدم و لكن وجدت الفريق يستخدم النظام بكل أريحية و يتعاملوا مع توزيعات مختلفة من اللينكس و التي بعضها ذات واجهات قريبة جدا من الويندوز حتى أنني اذكر اني وجدتهم يشغلون ملفات صوتية على الشاشة السوداء 😲.
كان م. شافعي أحد أعضاء الفريق System Administration والذي أدين له بالكثيرفي تعلمي نظام اللينكس، قد قام بتشجيعي على التحول للينكس و ايضا دخول مجتمع المصادر المفتوحة و قد قمت على مدار شهر كامل بعد العمل انتظر معهم و اجرب النظام الجديد تحت اشرافهم و كان هدفي هو التحول الكامل لنظام اللينكس و تحول كل برامج و أدوات التطوير كلها للينكس و بعد إتقاني التعامل مع النظام قمت بتقديم طلب إلى مدير الفريق بالتحول للينكس لما له من فوائد كبيرة للمطورين في التعامل مع السيرفرات و حل معظم المشاكل التي كنا نقابلها عند رفع المشاريع على سيرفرات العملاء لاختلاف بيئة العمل من ويندوز الى لينكس.
من بعدها و لمدة ١٠ سنوات أصبح جهازي دائما عليه نسخة لينكس و كنت افضل توزيعة أوبونتو لما كان لها من سهولة التعامل الى جانب ميزة انها أصبحت على اغلب السيرفرات.
الكيتو
أما عن التجربة الثانية و هي تجربة نظام الكيتوجينك الغذائي كنت من فترة كبيرة تعديت الرقمين على الميزان و اصبحت من أصحاب الـ٣ ارقام وقد حاولت اتباع أكثر من نظام تخسيس و لم استمر معهم لأسباب عديدة منها افتقداهم جميعا لحل مشكلة حبي للطعام الكبير و كنت دائما اعتقد ان جوهر الأنظمة الغذائية للحمية هو تغيير نمط الحياة كله و ليس تقليل الطعام فقط أو الاقلال من نوع معين.
و انا كنت من النوع الذي يحب الحلويات بطريقة رهيبة جدا حتى أنني في بعض الأحيان لا أنام إلا بعد أكل كمية كبيرة من الحلوى و لكن في الفترة الأخيرة بدأت أخاف من تعرضي للإصابة بمرض السكري و التي كانت بداية بحثي الحقيقي عن طريقة لتغيير حياتي، فشاهدت فيديو أرسله لي صديقي عمرو أسامة عن إيقاف تناول السكر لمدة أسبوعين و الذي سيغيير كثيرا في الصحة العامة للجسم.
فقررت تطبيق هذا الفيديو و في خلال هذه الفترة قام صديقي العزيز محمد سمير بشرح نظام الكيتوجينك الغذائي و أرشدني إلي جروب على الفيسبوك اسمه إبدأ كيتو يتكلم عن موضوع الكيتو و كيفية اتباعه مع وجود الكثير من الأطباء و المشرفين في الجروب الذين في الحقيقة لا يتوانون عن مساعدة أي فرد في اتباع النظام و بذل النصائح المفيدة له و قد وجدت أن هذا النظام يتناسب مع متطلباتي في المرحلة التالية من حياتي للتغيير في نمطي الغذائي.
من أكثر الأشياء التي جعلتني أفكر أكثر من مرة كيفية التخلي عن الرز و الخبز و السكريات بسبب حبي الشديد لهم و لكن تطبيق النظام لاحظت أنه ساعدني في التخلص من محبتي المفرطة السكريات و لأول مرة بعد فترة طويلة أصبحت من أصحاب الرقمين و الحمد لله نزلت اكثر من ٢٠ كيلو في اقل من ٤ أشهر و مازلت مستمر في إتباع هذا النظام وحتى الآن هذا غير تغيير كبير في مقاسات الملابس و التي تغييرت بشكل هائل و من يراني الآن يشعر بالفرق الكبير الذي حدث في حياتي و في جسمي, فاللهم لك الحمد و الشكر.
في الختام أنا ذكرت هاتين التجربتين لتوضيح أن هناك تجارب يجب أن نخوضها و نخرج من منطقة الراحة لان النتائج تكون مذهلة.
و الأهم من ذلك هو التجربة و زيادة المعرفة و محاولة تطبيق ما يناسبنا و تغيير حياتنا للأفضل.