من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
للكاتب سبنسر جونسون
بعد أن قمت بقراءة كتاب "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي”.
وقد وجدت فيه الكثير من الفوائد التي التي تفيد في التعامل مع التغيرات التي تحدث في الحياة، وقد سردها الكاتب عن طريق قصة ممتعة و مشوقة.
من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟
هي حكاية رمزية ذات مغزى أخلاقي تدور حول فأرين يُدعيان "سنيف" و"سكوري" وقَزمين "هيم" و"هاو" يعيشون في متاهة ويبحثون عن الجبن.
بداية القصة كانت المجموعة لا يوجد عندها أي جبن ،فبدأت المجموعة في التحرك للبحث عن الجبن و إنفصل الفئران عن القَزمان في ممرات المتاهة الطويلة بحثاً عن الجبن.
وجدت المجموعتان في يوم ما ممرا مليئا بالجبن في مكان يسمى محطة الجبن(ج). و قام القَزمان الفرحيين بالجبن مجموعة من الإجراءات لإستهالكهم للجبن بدون حسادون حساب للزمن.
يصل سنيف وسكوري إلى محطة الجبن (ج) يوماً ليكتشفا عدم وجود الجبن، ولا يندهشان لذلك؛ حيث أنهما لاحظا أن مورد الجبن كان يتناقص يومياً و تلك لم تكن مشكلة بالنسبة لهم حيث أنهم يعريفان بالغريزة ما سيقومان به.
لم يبالغ الفأران في تحليل ما حدث ولم يضيعا وقت بل بدآ في البحث عن الجبن من جديد.
أما هيم وهاو فقد وصلا متأخرين من هذا اليوم إلى محطة الجبن (ج) ليجدا أنه لا يوجد جبن.
فصرخ هيم غاضباً: "من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟"
لم يكن القَزمان مستعدان لهذا لأنهما إعتبرا وجود الجبن هناك أمراً مسلماً به. و لكنهما بعد أن تأكدا من عدم وجود الجبن بدآ في التذمر و الغضب وعادا إلى بيتهما جائعين.
عاد هيم وهاو إلى محطة الجبن (ج) في اليوم التالي ولم يجدا الجبن أيضاً. بدآ القَزمان باستيعاب الموقف وإقترح هاو أن يبحثا عن الجبن من جديد، لكن هيم رفض الاقتراح.
في ذلك الحين وجد سنيف وسكوري موردا جديدا للجبن في محطة الجبن (ن) بعد البححث في المتاهة، بينما لايزال هيم وهاو في محطة الجبن (ج) متأثرين بفقدان الجبن ويلوم احدهم الأخر على هذا المأزق.
ويقترح هاو الذي يأمل في تغير الوضع البحث عن جبن جديد، لكن هيم المعتاد على الروتين القديم والخائف من المجهول و التغيير يرفض الفكرة مرة أخرى.
ويظل القَزمان بلا جبن لعدة أيام يمضيانها في عدم تصديق و نكران ما حدث.
ويبدأ هاو في التفكر في الموقف
بشكل جدي مما جعله يسخر من موقفه الذي لم يتخذ الأمور بجدية بل بدأ في إكتشاف مخاوفه وعجزه.
يدخل هاو المتاهة مرة أخرى بعد أن يدرك أنه يجب ببساطة أن يمضي قدماً بعد أن يترك رسالة على جدار محطة الجبن (ج) لصديقه هيم ليتفكر بها:
إذا لم تتغير ، فمن الممكن أن تفنى.
كتب هاو، الذي لا يزال خائفاً من رحلته في المتاهة، على الجدار: "ماذا تفعل إذا لم تكن خائفاً؟" وبعد التفكير لبرهة من الوقت بدأ رحلته في البحث عن الجبن.
وجد هاو الذي لا يزال قلقاً قطعااً من الجبن التي لتسكن جوعه ليقدر على مواصلة بحثه.
يبدأ هاو بإدراك حقيقة أن الجبن لم يختف فجأة بل تناقص نتيجة الاستهلاك المستمر، وأن الجبن القديم لم يكن لذيذاً وكان متعفنا.
بعد خيبة محطة الجبن الفارغة بدأ هاو بالقلق مجدداً من المجهول، لكنه بدأ الإستمتاع برحلة البحث بعد أن وضع مخاوفه جانباً، حتى أنه بدأ بالإبتسام مرة أخرى.
وأدرك حقيقة أنه "عندما تتجاوز مخاوفك ستشعر بالحرية" بعد الوصول إلى محطة جبن فارغة أخرى قرر هيم بالرجوع إلى هاو مرة أخرى مع قطع الجبن الصغيرة التي قد عثر عليها.
رفض هيم أخذ الجبن الجديد مما سبب استياء صديقه هاو.
في اليوم التالي عاد هاو إلى المتاهة مسلحاً بالمعرفة التي قد اكتسبها في رحلته السابقة، و سار في أعماقها متتبعاً قطع الجبن المتناثرة هنا وهناك، وترك خلفه كتابات على جدران المتاهة.
تبين هذه الكتابات أفكاره الخاصة آملاً في أن يجد صديقه هيم المساعدة من خلال هذه الكلمات خلال بحثه عن الجبن من جديد.
ويصل هاو يوماً إلى محطة الجبن (ن) المليئة بالجبن، ويدرك أنه وجد أخيراً ما كان يبحث عنه. بعد الانتهاء من الأكل في التأمل في تجربته وفكر في العودة إلى صديقه، لكنه قرر في النهاية أن يدع صديقه يجد طريقه بنفسه.
ثم توجه هاو إلى أكبر حائط في محطة الجبن (ن) و كتب ما يلي:
“التغيير يحدث” فإن قطع الجبن تتحرك باستمرار.
“توقع التغيير" وإستعد عندما يختفى الجبن.
“راقب التغيير“ وإشتم رائحة الجبن كثيراً كي تعرف متى يصيبها العطب.
“تكيف مع التغيير بسرعة" كلما أسرعت بالتخلص من الجبن القديم، إستطعت أن تستمتع بالجبن الجديد.
“تغيَر" وتحرك مع الجبن.
“استمتع بالتغيير" وتذوق طعم المغامرة وإستمتع بمذاق الجبن الجديد.
“كن مستعداً كي تتغير بسرعة واستمتع بالتغير من جديد" فإن قطع الجبن تتحرك باستمرار.
أيقن هاو إلى أي مدى قد وصل منذ أن كان برفقة هيم في محطة الجبن (ج)، ولكنه أدرك أنه من السهل أن يعود إلى ما كان عليه لو أفرط في الراحة، فقام كل يوم بتفقد الجبن في محطة الجبن (ن) ؛ كي يطمئن إلى مخزون الجبن فيها، وكان على إستعداد ليفعل أي شيء كي لا يفاجأ بأي تغيير لم يضعه في الحسبان.
ما إستفدته من الكتاب
هناك الكثير من الدروس المستفادة من هذه القصة
سرعة التكييف مع التغيير و الذي يمكن أن يحدث في أي وقت، فمقاومة التغيير تاخد مجهود ووقت كبير مما يضعنا في حالة غير مستقرة و نتأثر بشكل سلبي جدا به.
و لكن في بعض المواقف لا يجب أن نتأثر بالتغيير و نقاومه إذا كان التغيير سلبي يؤثر علينا في حياتنا سواء العملية او الشخصية.
يجب مواجهة مخاوفنا من التغيير و التفكير فيه بشكل ايجابي و تحديد ما اذا كان يجب قبول هذا التغيير او رفضه.
عدم التمسك التام بالأشياء التي تتغير مع مرور الزمن بل يجب مراجعة النفس فيها كل فترة.
القصة الموجودة في الكتاب تم عمل فيلم كارتون لها لتكون ممتعة و مشوقة، تجدون هنا الفيلم المترجم للغة العربية