ملخص كتاب


عادة الغضب في تربية الأولاد

د. كارل سيميلروث

المقدمة

يُشجِّع بقوة الأفراد الذين يدرسون هذا الكتاب لمحض اهتمامهم الشخصي على أن يبدؤوا الدراسة من الفصل رقم 1 أولاً. إنه يحوي معلومات حول الغضب بشكل عام، وهو طريقة للنظر إلى كيفية نمو الغضب. فنحن نريد أفضل خير لأولادنا، ونريد أن نكون والدين مثاليين كاملين لهم، وإنك لتميل إلى الشعور بأنك والد سيئ إذا افتقدت هذا الأمر أو قصّرت عن بلوغ هذا الهدف المثالي الأسمي. الرجاء كن لطيفاً ومتفهماً لنفسك حين تحاول القيام بتغييرات حقيقية مقترحة هنا. لا أحد فينا بالغ الكمال. وخطوات صغيرة نشرع بها إلى الأمام في الاتجاه القويم نبدأ بها رحلة طويلة. يكفي خطوتان إلى الأمام وواحدة إلى الخلف حتى ينجم التقدم.

لذا يقوم هذا الكتاب بمناقشة هذا الأمر عن طريق عدة تمارين تُحسن السلوك وأيضا تساعدنا على تفهم كثير من سلوكيات أولادنا بشكل مختلف.

سلسة الغضب

ينشأ الغضب من الرغبة في السيطرة. يقع العديد من الآباء والأمهات فريسة حب محاولاتهم السيطرة على أولادهم، وهم إذ يحاولون ذلك يملؤون بيوتهم بالتفاعلات الغاضبة. وحين يحدث ذلك يصبح الوالدان أكثر إحباطاً وبؤساً، ويصبح الأولاد أكثر ابتعاداً وغالباً خارج السيطرة. من المفيد فهم كيف ولِمَ يحدث الغضب الذي ما إن يزرع في الأسرة حتى يميل إلى النمو تواتراً وحدة. ومثله مثل الإدمان على المخدرات؛ إذ لا يلبث أن يُتطلب غضب أشد ويتطلب تواتر أكثر من أجل إرضاء عادة الغضب.

حين لا يرى الآخرون أفكار ومشاعر غضبنا نسمي هذه أحداثاً باطنية (إعداداً لسلوكيات الغضب). من بين هذه مشاعر الانزعاج، كون المرء مغتاظاً وكونه ضحية والتخطيط للانتقام والتفكير في عيوب الآخرين ومشاعر سخط مشروع له ما يسوغه.

سلسة الغضب

حين تصبح أفعال غضبنا ومظاهره واضحة للعيان لدى الناس الآخرين نسميها (سلوكيات الغضب). ومن بين هذه السلوكيات تعابير الوجه في الغضب وكلمات الغضب والحركات المهددة والضرب بل حتى اقتراف القتل.


إن مشاعر الغضب وسلوكيات الغضب متصلة فيما بينها، وتشكل سلسلة تمتد من الانزعاج الخفيف الذي يرافقه تكشير قسمات الوجه إلى الشعور بجنون الغضب الذي يرافقه التهجم الجسدي. وما إن يبدأ الوالدان باستعمال الغضب لتدبير الأولاد حتى تميل أفكارهما وسلوكياتهما للتحرك نحو الحد الأقصى من سلسلة الغضب. كما يظهر في الشكل على اليسار.

يحمل الغضب معه ميلاً إلى النزول في سلسلة الغضب نحو سلوكيات مدمرة. إن الأوضاع المحبطة تسبب تصاعداً في الغضب على طول سلسلة الغضب. والأفراد لهم سلاسل غضبهم الفريدة الخاصة بهم.

إن تربية الأولاد تتضمن إيجاد حلول لسلاسل طويلة من المشكلات الممتدة على سنين عديدة. ينطلق الأطفال في حياتهم وهم أصغر منا سناً. إنهم مبدئياً مستعدون للاستجابة لنا حين نرفع أصواتنا أو حين نهددهم تهديداً معتدلاً. وهذا يساعد الآباء على استعمال الغضب لحل المشاكل مع الأولاد في البداية. و بسهولة يصبح الغضب عادة، عادة تنمو وتصبح أكثر تدميراً. إن سعادة وراحة وهناء أطفالك وأسرتك وأنت شخصياً تجعل من المهم أن تتفحص عادة الغضب.

إن إعادة وضع الأسرة في مكان آمن بمعنى أن يستطيع الأطفال أن ينموا ويتعلموا تستحق أكثر من جهد ضئيل.

وضع القواعد و فرضها

إن هدفنا بصفتنا أولياء هو أن نغذي ونحمي ونعلم ونرحب بالصغار في ثقافتنا. ونحن جميعنا نعلم أننا لا نستطيع أن نعيش معاً بطريقة حضارية دون قواعد. ونحن جميعنا نعلم أن الأطفال يحتاجون إلى قواعد.

هل نضع القواعد للسيطرة على الأطفال؟ إذا كنت تظن أن عملك كوالد أو كوالدة هو أن تسيطر على طفلك فإن استعمالك للقواعد سيكون محاولة للسيطرة عليهم. إن كنت تنظر إلى القواعد على أنها طريقة للسيطرة على الأولاد، فإنك تجعل خرج القواعد أكثر إيلاماً بالتدريج. وإذا واصل الأولاد خرق القواعد فسوف يقع أذى أكبر.

هناك بديل لاستعمال القواعد من أجل القواعد للتأثر في سيطرة الأولاد على أنفسهم:

  • ينبغي أن تبقى نتائج خرق القواعد هي نفسها كل مرة تخرق فيها القواعد و ذلك من أجل التأثير في سيطرة الأولاد على أنفسهم

  • ينبغي أن تنقل القواعد المفروضة إلى الأولاد توقعات أهليهم الثابتة لسلوكياتهم. و ينبغي أن يكون الأهل حاضرين حتى إذا تجاوز الأولاد تلك القواعد عمد الأهل إلى توكيد فرضها

أن القواعد كي تكون ثابتة مستمرة ينبغي أن يعاد فرضها نفسها كلما خرقت القاعدة وسبب غياب هذا الأمر عن بالهم هو:

  • إذا كانت نظرة الأهل للقواعد على أنها طريقة للسيطرة على سلوك الطفل يظنون كل مرة تجرب فيها القاعدة وتخرق أنها قاصرة وفيها خلل، ويلقون بها جانباً. فهي لم تسيطر على الطفل.

  • إنهم على صواب. إذا افترض أن القواعد تسيطر على السلوك، فخرقها يدل على أنها لا تعمل بصورة جيدة. ويكون ثمة حاجة إلى قاعدة أصلب وأقوى – قاعدة دخلت عليها فروض تؤذي الطفل أكثر. 

  • إذا كانت وظيفة القواعد في تربية الأولاد ليست سيطرة الأهل على الأولاد ولكن سيطرة الأولاد على أنفسهم فنتائج خرق القاعدة ينبغي أن تكون هي ذاتها في كل مرة.

  • تعمل القواعد على إعلام الولد بتوقعاتنا الثابتة التي لا يمكن زعزعتها فيما يخص سلوكهم، هي تماماً مثل قوانين الطبيعة، تعلمهم كيف يتصرفون بأن تعطيهم نتائج ثابتة. فالجدار دائماً يعطي التأثير ذاته حين يرتطم الأطفال به. إنه لا يسيطر على الأطفال بل يؤثر فيهم ليسيطروا على أنفسهم فيستعملون الباب.

إن القواعد منظوراً إليها كتوقعات لا يمكن هزها وتحريكها تؤثر في سلوط الطفل الإرادي وتجعل التواصل مع الأهل سليماً. لا أبواب مغلقة في التواصل بين الأهل والولد مع فرض ثابت لتوقعات الأهل.
إن إوضاع الأسر تتفاوت، وكل أسرة لها تعقيداتها الخاصة بها، ليس هناك أسرة كاملة مستوفية. أنا أعرف أنه ليس ثمة أهل بلغوا حد الكمال وأنا منهم. نحن نقوم بأفضل ما نستطيع. ولكن من المفيد لك أن تعلم ماذا تريد أن تعمل بشكل مثالي. وإن مثال الطريقة الكاملة في تربية الأولاد هي:

  • أن نمتلك بضعة قواعد.

  • أن نكون حاضرين.

  • أن نجري تواصلاً جيداً مع أولادنا.

  • أن يكون لنا مصداقية تحول إيماننا بأولادنا إلى ما يتوقعه الأولاد لأنفسهم.

من هو المسيطر هنا؟

إن غضب الأهل نتيجة طبيعية للنزاع مع الأولاد حول السيطرة على سلوكيات الطفولة. يريد الأهل أن يتعلم الأولاد بعض السلوكيات ولكن هل يحتاجون حقاً إلى السيطرة على أولادهم؟

لا يستطيع الأهل ان يربوا أطفالهم بسلام إذا فكروا في أنه ينبغي عليهم أن يسيطروا على سلوكيات أولادهم. فمن أجل أن يكبر الأولاد ويصبحوا افراد المستقلين ينبغي ان يناضلوا كي يسيطروا على أنفسهم سيطره ذاتية.

يريد معظم الأهل من أولادهم أن يسيطروا على سلوكهم الشخصي ويكبروا ويصبحوا أناساً لهم الصفات التالية:

  • يقومون بما هو صحيح؛ لأنه صحيح، لا لأنهم قد يقعون في شباك عمل أمر خاطئ.

  • أن يكونوا أعضاء صالحين في الأسرة لأنهم يريدون ذلك، لا لأن الآخرين سوف ينتقدونهم إذا لم يكونوا كذلك

  • أن يكونوا سعداء وناجحين في عمل يحبونه، لا في عمل يتوقعه لهم الآخرون.

إن الأولاد مثلهم مثل الراشدين يمكن جعلهم يظهرون بأنهم يحبون ما يعملون. إلا أنه ليس بوسعهم أن يجعلوا أنفسهم يشعرون بالحرية وهم يعملون ذلك.
فمن المهم جداً للأهل أن يدركوا:

  • حين نختار السيطرة نهجاً من أجل تربية الأولاد فنحن اخترنا أن نستعمل الغضب والانزعاج طوال الوقت الذي نعيشه مع أولادنا.

  • حين نجد أنفسنا غضبانين ومنزعجين مع أولادنا، فذلك لأننا اعتمدنا تقنية ونهج السيطرة في تربية الأولاد.

إن تعلم المرء كيف يصبح متمدناً معناه تعلم التعاون بدلاً من القتال للحصول على ما يريد. إن تعلم المرء كيف يصبح متمدناً لا يعني تعلم التخلي عن السيطرة على النفس.

استعمال تعاستنا الخاصة للسيطره على أولادنا

عندما تتألم يشعر الذين يحبونك شعوراً سيئاً حين يكون الأشخاص الذين يحبونك هم المسؤولين عن ألمك يشعرون شعوراً سيئاً بشكل خاص. بوسعك أن تجعل الأشخاص يشعرون شعوراً سيئاً إذا أظهرت لهم أنهم مسؤولون عن جرح وإيلامك.

معظم الأولاد يحبون أهلهم بنفس الطريقة التي يحبهم بها الأهل. لا يريدون أن يقع أي مكروه على أهلهم. وهم يعتنون بأهلهم بقدر ما يستطيعون. ولأن الأولاد يعتنون بأهلهم فإنهم يشعرون بالألم حين يرون أهلهم غير سعيدين ومنزعجين. يريدون أن يشعر أهلهم شعوراً طيباً.

والأولاد يبتهجون حقاً أن يكونوا قادرين على جعل أهلهم يضحكون ويبتسمون. ونتيجة ذلك:

  • يمكن أن يصبح انزعاج الأهل وسيلة للسيطرة على الأولاد.

  • استعداد الأهل لكي يكونوا منزعجين عند أي سلوك يعترضون عليه من الأولاد يمكن أن يصبح شغل الأهل الدائم.

إنك تفعل شيئاً عظيماً لأولادك ولنفسك إن كنت سعيداً. إنك تخلص أولادك من عبء كونهم مسؤولين عن تعاستك إنك تخلص نفسك من عبء العذاب الذي كانت تعنيه معاقبة أولادك.

إن استعمال الضيق للسيطرة على الأولاد هو أمر ينبغي أن تتمنى الكف عنه. وممارسة التمييز بين التبليغ عن الضيق والضيق كطريقة للسيطرة.

حين يسيء أولادك التصرف يمكنك أن تتخذ موقفاً؛ إذ إنْ هذا يعني أن الأولاد هم في طريقهم نحو الانحطاط وينبغي إبلاغهم أنك خائف ومتضايق لأنهم يتوجهون بهذا الشكل أو هذا يعني أن أولادك هم في طريقهم لأن يصبحوا أشخاصاُ جيدين، ولكنهم يحتاجون أن يُذَكّروا أنك تعتقد بأن هذا ما يتوجهون إليه في النهاية بصرف النظر عن أي سوء تصرف عارض.

حرمان الولد من الانضمام إلى الأسرة كأداة غضب أبوية

لتعلم ماذا يكون شعور الراشد ينبغي أن يعامل الأولاد أحياناً كأنهم راشدون. هذه المعاملة تنبئ الأولاد أنهم مثل أولئك الراشدين. فشعور المرء أنه خارج الجماعة الأخلاقية مؤلم.

إن إبعاد الأشخاص الآخرين عن جماعتنا الأخلاقية الخاصة تحررنا نفسياً وأخلاقياً (في أعيننا نحن) من الاهتمام بصالحهم ونفعهم. ولذلك فإن الناس الذين هم ((أخلاقيون)) في تفاعلتهم مع ((بني نوعهم)) يمكن أن يقوموا بأعمال مخيفة نحو الناس الذين لا يدخلون ضمن نوعهم الخاص.


إن الترحيب بأصدقاء الأولاد كضيوف مشروعين في الأسرة يعيد الطمأنينة إلى أولادك الذين هم أعضاء مشروعون في الأسرة.فإن الأطفال يذهبون حيث يرحب بهم، وأولئك الذين يرحبون بهم إلى حد ما على الأقل يؤثرون في هوياتهم.

إن الخط الأساسي هو أن تفعل ما بوسعك للترحيب بأولادك في الأسرة وأن تقدم لهم عضوية نهائية لا تلغى، وغاية في الأهمية أنك حين تصبح مستاء وخاصة عندما تصبح غاضباً من أولادك أن تحتفظ بنظرتك لهم على أنهم أعضاء في الأسرة.

الغضب الأبوي والأهمية الذاتية للطفولة

تتشكل الأهمية الذاتية من الاعتقاد المستمر الدائم أن الآخرين مدينون لك ليحلوا مشكلاتك. إنها تنمو من الاعتقاد أنك كنت تستحق ما أعطي لك في الواقع. يتشكل احترام النفس من الاعتقاد المستمر الدائم أن بوسعك أن تجد حلاً لمشكلاتك بنفسك. إنه ينمو مع الاعتقاد بأن العقبات يمكن التغلب عليها.

ينشأ غضب الأهل على الأهمية الذاتية عند المراهقين، لأن الولد يتصرف وكأن الأهل مدينون بما يظهره الأهل من حب (أسيء فهمه).

ستجد عوناً حين تتعامل مع الأهمية الذاتية لدي المراهقين بإيقاف خدمة مطالب أولادك المراهقين كما لو كانت حاجات. قد تحتاج أن تتفحص نظراتك الشخصية حول الحاجات للحصول على علاجك المراهق بشكل واضح. إن كنت تخلط رغباتك بحاجاتك فحينئذٍ سوف تخلط رغبات أولادك بحاجاتهم.


إن غضب الأهل والأهمية الذاتية في المراهقة مرتبطان بالموضوع الجوهري للحب المتبادل بين الأشخاص. حين نشعر بالأهمية الذاتية نكون غير قادرين على فهم العرفان بالجميل أو الشعور به. لأننا نرى أن ما يقدم إلينا هو من حقنا. والناس مدينون لنا به، لا ندرك أبداً معنى هدية سخية تقدم دون مقابل. الحب هو لبّ الأمور التي تعطي إلى الآخرين بشكل تلقائي حر دون مقابل. إذا لم ندرك ما الذي قُدم لنا من الآخرين عطاءً حراً دون مقابل لا نستطيع أن نشعر أو نفهم أنهم يحبوننا.

الطريق من الاهتمام إلى التضليل الانفعالي – منحدر زلق

تتطلب العناية بالأطفال أن نسيطر على محيطهم وأجسامهم. ويتطلب الأطفال الذين يكبرون بذل الجهد منا لسيطرة إضافية عليهم بسبب ازدياد تحركهم ومحاولاتهم لمقاومة سيطرتنا.

فنحن نسعى أن نعنى بسلامة الأطفال الأكبر سناً وصلاحهم باستعمال لغة لنقل الانفعالات. فيأتي بشكل طبيعي التكلم بصوت عالِ والقيام بتهديدات والتخويف بسبب التفوق الجسمي في الصراعات من أجل السيطرة التي تحدث بين الأولاد والأهل.


و ليس غريباً عند معظم الأهل أنهم يصرخون على أولادهم لأنهم يحبونهم. ولكن ما يمكن ألا يفهموه هو أن تهجماتهم الكلامية التي يستعملونها كطريقة للسيطرة على الأولاد تجعل الأمور أصعب عليهم للتحدث في الواقع مع أولادهم حول المخاطر الحقيقية.

فإذا أخفت أولادك بلغة انفعالية لكي تسيطر عليهم فإن مصداقيتك الانفعالية تجاه الأخطار الحقيقية تضيع. وعاجلاً أو آجلاً سيستهين الأولاد بانفعاليتك بأكملها ولا يدخلونها في حسابهم.

انتباه الأولاد، التلفزيون وغضب الأهل

تأتي السيطرة على الانتباه من اتجاهين اثنين – التغيرات التي تحدث من حولنا والسلوكيات التي نلتزمها. في بعض الأحيان يتبع الانتباه الحركات والأصوات أو تغيرات أخرى تحدث بالقرب منا. يمكن أن يجلب انتباهنا ضوء متوهج أو شخص دخل إلى الغرفة أو صوت مختلف عن المعتاد.


إن بعض انتباهنا يسيطر عليه تغيرات من حولنا. وبعض انتباهنا يسيطر عليه ما نحاول أن نفعله. وإن جاز التعبير بشكل تقريبي نقول: إن الانتباه تسيطر عليه أشياء تحدث خارجنا وأشياء تحدث داخلنا.

فقبل تعلم ماذا تستطيع أن تفعل بشأن مساعدة الأولاد كي يثبتوا على مهامهم من المفيد لك أن تستطلع ما الذي يحدث حين يخرج الولد عن الخط متنقلاً من نشاط إلى آخر. إنك ستكون أقل ميلاً للاستجابة بغضب وأكثر ميلاً للبحث عن حلول أخرى لهذه المشكلة إن استطعت أن تحدد ما الذي يعانيه الأولاد.
حاول أن تفكر في مناسبات بدأت فيها بعمل شيء. وبدون تفكير توقفت عن ذلك العمل، أو بدأت عمل شيء آخر. ربما يساعدك هذا المثال لتتذكر وتنطلق.

إن غضب الأهل يناقض تماماً بذلهم العون على حل مشكلات الانتباه.

لذا يستطيع الأهل أن يفعلوا أمرين مهمين حول هذه المشكلة ليساعدوا الأولاد على التركيز وليساعدوا أنفسهم كي يبقوا بعيدين عن تصعيد الغضب وهذان الأمران هما:

  1. الحد من وصول الأطفال إلى تسليات سلبية مثل التلفزيون وألعاب الكومبيوتر ونشاطات المشاهدة. حتى ما يدعى ((التلفزيون التربوي)) فإنه ليس مفيداً لأنه لا يتطلب من الولد أن يقوم بأي شيء.

  2. تعلم تكرار التوجيهات بهدوء للأطفال وانتظار استجاباتهم.

الاستعانة بالخيال لتحسين العلاقات بين الأفراد

جميع العلاقات الأسرية المستقرة هي جزئياً متخيلة وجزئياً واقعية. هذا الأمر لا مناص منه لأسباب متعددة. نحن يعتمد كل منا على الآخر لكي نكون موثوقين معتمدين ومحبين خلال فترات من الزمن حين تكمن قمة أولوياتنا في مكان آخر غير أنفسنا.


وأقصد بتعبير ((العلاقة المتخيلة)) كيف يتخيل المرء العلاقة، لا كيف يتخيل الشخص الآخر. تُعرّف العلاقات بكلمات مثل ((الحب)) أو ((الكره)).


يمكن أن يساعد خيار المرء الجزئي على إبقاء العلاقات الأسرية ثابتة لأنه يعيد الطمأنينة إلى تخيل أن الآخرين يحبوننا حتى حين لا يظهرون لنا ذلك، ولكن الاعتماد كثيراً على حبنا التخيلي ومشاعر العناية لدينا يمكن أن يعمينا عن إساءتنا لمن نحب.

تنشأ صعوبات خطيرة إذا اعتمدنا على واقع أننا نحب أولادنا لنطمئن أنفسنا إلى أننا لن نستطيع أبداً أن نقترف أي أذى لهم. ويشك الأهل أحياناً في كونهم جرحوا أو أخافوا أولادهم إلى حد بالغ فيهتفون: ((أنا لم أقصد ذلك)). بصرخة من أعماق القلب.


تبرز أحياناً صعوبة أخرى من نظراتنا التخيلية لأولادنا. ذلك لأن أولادنا يسكنون أفكارنا دائماً، وقلوبنا مترعة بمشاعر الدفء والحب لهم، نكون مستعدين للظن أننا نعرفهم حتى حين لا نكون كذلك بالفعل. فعلاقتنا التخيلية معهم تعطينا إحساساً واهماً بأننا على صلة بحقيقية أمرهم. إن علاقتنا تحتاج إلى إنعاش مستمر متواتر يأتي بتفاعلات حقيقية. كلما كنا أبعد عن التفاعل الفعلي مع أولادنا ازداد وجود خطر أن ننزل الأذي بهم.

علاقتنا التخيلية مع أولادنا لا تحوي معلومات جيدة حول مشكلات أولادنا الواقعية. فعلاقاتنا التخيلية تحمل معلومات حول مواقفنا وقيمنا.


إن مساعدة علاقات الأسرة المتخيلة للعلاقات الحقيقية ترجع إلى الاستقرار الذي تقدمه تلك العلاقات المتخيلة في الأوقات العصيبة. ليس هناك مثل هذا التأثير المستقر حين تكون نظرتك لأولادك –أي علاقتك معهم في غيابهم – سلبية وغاضبة.


إذا أدى مجرد التفكير في الولد إلى الغضب يكون قد آن الوقت من أجل إنعاش نظرتك إلى الولد بجرعة طيبة من التفاعل الواقعي – إجراء تمثيلية هادئة أو محادثة عادية يقودها الأولاد.


إن النظرة المحبة إلى أولادنا لا تعطينا القدرة الكافية لكي ننفذ أعمال العناية والحماية لهم.

تتضمن تربية الأولاد كثيراً من الفرح والسرور. وتتضمن أيضاً عملاً حقيقياً وتضحية وأحياناً ألماً، وفوق كل شيء تتضمن دأباً أو مثابرة. وصورة لابنك في فكرة تثير الدفء وربما الابتسام هي منبع رئيس لما تتطلبه الأوقات العصيبة. والحفاظ على رأس هذا النبع صافياً غير ملوث بالغضب وغير مغيم بالقلق ومتألقاً بأفكار الحب قد يساعد على مواجهتك للصعاب التي يمكن أن تحيط برحلة أبوتك الطويلة.

تحسين مواقف تساعدك على أبوة بلا غضب

أعظم كشف في جيلي هو أن الكائنات الإنسانية تستطيع أن تغير حياتها بتغيير مواقف عقولها

وليم جيمس: مؤلف، فيلسوف، عالم نف

ثمة طريقة للنظر إلى بدائل عادة الغضب وهي تحسين مواقف تجاه أولادنا تساعد على الحفاظ على بيوتنا هادئة وآمنة أثناء تعزيز صلاح أولادنا ورفاهيتهم، إليكم البعض منها:

  1. موقف محب مرشد

    الاستعداد للمساعدة حين يكون صالح الأولاد في خطر والاستعداد لرفض مطالب الأولاد التي تقوم على أساس توقعات اتصافهم بالأهمية الذاتية.
    نجاح المحافظة على مزاج طيب أثناء قول (لا) وحسب، وإعادة قول (لا) عند الضرورة.

  2. موقف متفائل

    استعداد للمثابرة في توقعاتنا لسلوكيات أولادنا.
    نجاح في أن يصبح المرء أكثر تفاؤلاً ومثابرة –الشعور بشعور طيب لمجرد أن أكرر القاعدة إلى أن يذعن الأولاد.

  3. موقف مدني

    الاستعداد للإيمان بأولادنا والمثابرة على توقعاتنا بأن سلوكياتهم سوف تتغير إلى الأفضل، وخاصة حين لا يكون ثمة دليل ظاهر على ذلك.
    نجاح في أن يصبح المرء أكثر مدنية وأكثر احتراماً للفردية –الشعور بالراحة أمام اهتمامات الأولاد والاستعداد للتكلم معهم حول الأمور التي يحبونها دون محاولة تعليمهم.
    الإنصات وطرح الأسئلة دون محاولة توجيه المحادثة.

  4. موقف زيادة الحرية

    الاستعداد لتزويد الأولاد بتجارب تعلم لتوسيع مناخ الحرية من خلال المناسبات الموسعة لهم بدلاً من تزويدهم بترخيص ودعم ليفعلوا ما يسرهم.
    نجاح في أن أصبح أكثر مثابرة في إغناء حرية ابني
    الشعور بالسعادة وبالراحة أثناء المثابرة على توقعي أن الأولاد أنجزوا مهمة تربوية.