الغرب وإبادة العلماء العرب
للعلم منزلة رفيعة في الديانات السماوية وعند سائر الأمم ، وللعلماء أثر واضح في حضارة وتفوق الأمم على بعضها، بالعلم تعلو الأمم وتسمو النفوس عن سفاسف الأمور، وربما لم يشفع العلم للبعض بأن يهنأ بحياة طيبة، بل كان سبباً قوياً لإهدار دم آخرين، لا أذم العلم فهو أسمى ما يُطلب وأنبل ما يُنال، بل أذم من المتباهين بالعلم لأجل الخوض به في غير موضعه بإحداث ما يضر الإنسان والحيوان أو الطبيعة بكل ما حوته من حياة ومعنى، للغرب صولات وجولات مع إبادة ووأد العلماء المسلمين والعرب بطرق شتى، لعلي أذكر لكم بعض النماذج التي سيق بأصحابها لنهاية يئن لها الجبين وتفزع منها الجوارح لهول مالقي أصحابها من غدر وخيانة وتنكيل، دون سبب سوى أنهم رفضوا الخضوع والتبعية لأنظمة الغرب التي تدعي أنها الحامي الأكبر للوجود البشري على الأرض متسلحين بالعلم والمعرفة!
فقد العراق وسوريا أكثر من 730 عالم في مختلف المجالات العلمية الدقيقة معظمهم أثناء "الغزو الأمريكي" للعراق
من كتاب (دماء على أبواب الموساد) للدكتور : يوسف حسن يوسف
سميرة موسى: أول عالمة ذرة مصرية، وأحد علماء الذرة الذين تم اغتيالهم في الولايات المتحدة الأمريكية في حادثة مدبرة في عام 1952, واغتيلت عقب زيارتها للمفاعل النووي في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد رفضها العديد من المناصب هناك!
جمال محمود حمدان: يعد أحد أعلام الجغرافيا المصريين، عُرضت عليه كثير من المناصب الكبيرة في مصر وخارجها لكنه اعتذر عنها جميعاً مفضلاً التفرغ للبحث العلمي، وتم اغتياله من قبل الموساد الإسرائيلي (17 أبريل 1993م).
الدكتور سمير نجيب: عالم ذرة من مصر ويعتبر من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب، ولكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين، ولكن حينما قرر العودة لموطنه مصر ورفض كل الإغراءات التي عُرضتْ عليه في أمريكا، وفي الليلة المحددة لعودته إلى مصر تم اغتياله عبر إرسال سيارة "شاحنة" اصطدمت بسيارته، وتحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور، وقُيّد الحادث وقتها ضد مجهول عام 1967م.
يحيى المَشَدّ: عالم ذرَّة مصري وأستاذ جامعي (متخصص في هندسة المفاعلات النووية)، درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية، وقاد برنامج العراق النووي، قُتل في حجرته بفندق في باريس في يونيو 1980، وذلك بعد رفضه بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية لمخالفتها المواصفات، حيث أصرت فرنسا بعدها على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم، وبعد عام من مقتله اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتياله، من خلال فيلم قصير عرض بمختلف وسائل الإعلام، وذلك بحجة القضاء الكامل على المشروع النووي العراقي.
علي مصطفى مشرفة: عالم فيزياء مصري، يُلقب بـ"اينشتاين" العرب لأن أبحاثه كانت في نفس المجال ونفس الموضوعات التي كانت أبحاث "ألبرت أينشتاين" تدور حولها، وكان أول مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم من إنجلترا من جامعة لندن عام 1924م، توفي عام 1950م ، وهناك شك في كيفية وفاته؛ فيعتقد أنه مات مسموما من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأخيراً وليس آخراً فقد العراق وسوريا أكثر من 730 عالم في مختلف المجالات العلمية الدقيقة معظمهم أثناء "الغزو الأمريكي" للعراق ، وذكر الأمين العام لاتحاد المجالس النوعية للأبحاث العلمية بالعراق في حينه، أن التقدم العلمي في العراق كان السبب وراء الغزو الأمريكي للعراق وقد عرضت الولايات المتحدة على الكثير من العلماء مناصب مع ضمان سفرهم إليها، حتى إن مجلس الشيوخ الأمريكي سن قانوناً يتحدث عن منح البطاقة الخضراء الأمريكية لعلماء عراقيين يوافقون على إفشاء أسرار البرنامج النووي العراقي.