البحث عن الكمال يعيق تحقيق الإنجازات
السعي وراء الكمال سمة تكاد لا تنفك منها النفس البشرية، وظل سعي الإنسان إلى التفوق حتى على نفسه وعن رأي الآخرين به عادة جارية، وهناك تحديات يومية تسبب لنا قلقاً دائماً وقوياً بسبب رغبتنا ليس فقط في أن ننجح في تخطّيها، ولكن في أن نتفوّق في ذلك وألا نتعرض للنقد، أو لم يحن الوقت بعدُ لكي نتعلم أنّ الوصول إلى درجة الكمال أمر مستحيل، وضرورة أن يكون المرء هو الأفضل، هي فكرة تجتاح عصرنا الحالي بكل قوة.
الساعي إلى الكمال هو شخص يتساءل في كل خطوة يقوم بها: “هل قمت بها على أفضل نحو؟” هل المجهود الذي بذلته يكفي؟ هل يقتنع مديري بالعمل؟ هل أتعرض للانتقاد؟ وغيرها من التساؤلات التي تشغل فكره، الأمر الذي يربك عمله ويشتت ذهنه عن مهمته، ما يتسبب في تأخر العمل وربما تأجيله أو إلغاؤه بحجة عدم القناعة التامة به.
وقد اعترض الكمال طريق كثير من الأعمال المميزة التي حيل بينها وبين الظهور بغية الوصول بها لدرجة الكمال؛ منها أعمال ثقافية كثيرة في مجال الأدب والصحافة والسينما والمسرح وغيرها من المجالات.
يجب علينا الاهتمام بالتركيز على التقدم في أعمالنا لا الكمال
لذا قد تمثل محاولة الوصول إلى الكمال عائقًا في طريق التغييرات الصحية التي ترغب في تحقيقها، إذ يمكن لتعلم كيفية التركيز على التقدم لا الوصول إلى الكمال أن يضع قدميك على الطريق الصحيح، فالبحث عن الكمال يعيق تحقيق الإنجازات.
ومن محفزات القضاء على مثل هذه الظاهرة استشارة قريب أوصديق حال الانتهاء من عمل ما، يساعد ذلك في اتخاذ القرار تجاه العمل المراد نشره للعامة أو لجهة معينة، فلا تفسد حياتك بالسعي المُضني وراء الكمال سواء في أعمالك أو علاقاتك الإنسانية.
وأخيراً يجب علينا الاهتمام بالتركيز على التقدم في أعمالنا لا الكمال.
يقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
ما كلُّ ما فوقَ البسـيطةِ كافياً فإذا قَنَعْتَ: فبعضُ شيءٍ كافي