يعتقد كثير من الناس أن الاكتفاء وحب الذات هو نوع من الأنانية وعدم تقدير للآخرين، غير أن هذا الفعل محمود في كثير من الأحيان والتي يجب مراعاة أصحابها في حال قرر أحدهم الانسحاب والاهتمام بذاته.

يُعد حب الذات نوعاً من النرجسية والأنانية إذا زاد معدل حب الذات عن الطبيعي، وتحوّل إلى المبالغة في تفضيل الذات والمصلحة الشخصية على ما سواها حتى إذا كانت مصالح الآخرين، إلا أن الأمر له وجه آخر يتعلّق بحب الذات من منظور الاحترام والثقة بالنفس والرضا عن الحال، ما يزيد مكانة الإنسان وقيمته، ويعتبر أولى الخطوات نحو العلاقات الاجتماعية الناجحة والحياة المستقرة.

يشير المؤيدون لفكرة حب الذات والانكفاء عليها للآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} المائدة آية 105

وأن ظاهر الآية يدل على عدم وجوب النصح والتوجيه للآخرين والوقوف معهم، وعلى الإنسان أن يهتم بخاصة نفسه فحسب وأن العزلة المحضة والاهتمام بشخصه خير له من السعي مع الآخرين! بالمقابل تجاهلوا الآيات والأحاديث الواردة في حسن المعاشرة والتعامل وحب الخير للآخرين، وبذل المستطاع في قضاء حوائجهم، منها ما ورد من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه" أخرجه البخاري ومسلم، دل الحديث على أن كمال الإيمان لا يتحقق إلا بحب الخير للآخرين.

لماذا نلجأ لذواتنا؟

الانكفاء على الذات هو رد فعل يقوم به الإنسان تجاه حالات الفشل التي تواجهه فالطفل الذي عجز عن منافسة أخيه يدير ظهره للعلاقة معه، كما أن الفاشل بالثراء يتبنى فلسفة العدمية والزهد، والمنبوذ اجتماعيا تجده يدعو دائماً للعزلة ومقاطعة مجتمعه، في المقابل توجد حالات للانكفاء قد تزيد من كفاءة الشخص لدى أقرانه ومجتمعه علماً وخلقاً وفائدة ليصبح منار إشعاعٍ لكثيرين.