العملة الثقافية
تفنّن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنزل وأحواله.
ابن خلدون
ولنا في السومريين مثال كانوا في عز التحضر والتمدن والعلم في عصرهم لدرجة أنهم كانوا أول من وضع الحساب وأول من تفنن بالعمارة وهم معمرو بابل.
وهنا نعود لإحدى المقاييس الحديثة العجيبة التي نشأت على يد العالم الفيزيائى الروسي
الذي أنشأ مقياس كاردشوف للحضارات.
وهو ينص بأن هناك ثلاث أنواع للحضارة:
-النوع الأول: وهو بأن هذه الحضارة البشرية تستطيع استخدام كامل موارد الكوكب الأرضي بنسبة ١٠٠٪ ونحن نعتبر قريبون لهذه الحضارة بنسبة ٧.٢٪ تقريبًا فما زلنا متأخرين عنها.
-النوع الثاني: وهو بأن تصبح المجتمعات قادرة على استهلاك كل موارد المجموعة الشمسية لصالحهم،وطبعًا بحسب توقعات العلماء أن هذا الهدف بعيد المنال.
-النوع الثالث: وهو بأن استهلاك الموارد من قبل المجتمعات لا يقتصر على المجموعة الشمسية فحسب بل يجتاح المجرات ويستطيعون في ذلك الوقت التحكم بسرعة الضوء (٩٩٪ منها) و الثقوب السوداء.
إذًا بعد التعرف على تقسيم كاردشوف هل فعلًا المعرفة هي العملة الثقافية للحضارات؟
من طوفان نبي الله نوح عليه السلام حتى خراب بغداد ما نقله الناس وما دونه المؤرخون هو العلم سواءً إن كان على هيئة قصص أو على أي هيئةٍ كانت.
العلم أو المعرفة هم مقومات الحضارات وهدامُها، أي استهلاك المجتمعات للموارد لا يرتبط بعمر و عمق ثقافة الحضارات.
إن كانت المعرفة فعلًا هي العملة الثقافية فالمعرفة لها عدة أوجه، من الوجه الكلاسيكي أي المعرفة المجردة حتى القصص والأساطير، غالبًا ما توجد علاقة طردية بين الحضارة ذات الأساطير الكثيرة وبين عمقها المعرفي، ولكن هل فعلًا هذه العلاقة متكررة كنمط دائم؟
اليونانيون كحضارة برزت في تاريخ البشرية بسبب عمقها المعرفي، حضارتها بقت آثارها وتأثر بها الكثير من الأعمال الفنية الحديثة، هل السبب هو أحد أشكال المعرفة ألا وهي القصص ؟
هل تعطش البشر للحياة يجعلهم يستمتعون بالقصص لأنها تعطيهم حياة أخرى ليعيشوها ؟
ولماذا القصص تبقى بعكس العلوم المجردة؟
هل ربط العلوم بالترفيه والفن يُنتج معرفة خالدة؟
أم العملة الثقافية يمكن صرفها وسكها بأكثر من شكل ؟
طرح التساؤلات قد يؤدي لإجابة!!
شارك برأيك في تويتر #العملة_الثقافية.