رحلة بلا عودة
تَذكِرَتُها مُقسَّطَةُ التكاليف، محطةُ وُصولِها غيرُ معلومة، وَقُودُها الزمان، مَوقِعُها غيرَ محصورٍ بمكان، قبطانٍُها اختلفت عنه الأقوال، رُكابُها كُلُ ما هو فان،
مرتاديها موقِنُونَ بالوصول، مسافريها غير مبالينَ للوقود، أأمضي في سردي و وصفي وأنا على أحد المقاعد قاطن، أم أبالي بالوقودِ لعل القبطان لي بشاكر؟
…. ….
-من الطارق؟؟
-كُنتَ تَسأل ما الفارق
-من أنت؟؟
-من أنا؟!!!
أنا البدايةُ والنهاية، أنا الشاهدُ الأعظم، وأولَ من أُرِخ، أنا الذاهبُ الذي لم يذهب، وأنا الفاني الذي لم يفنى، الموتُ دليلٌ على مروري، والجعدُ دليلٌ على كرمي، أنا مُرهِقُ الفيزياء، ومُؤخِرُ الكيمياء، أنا قاتلُ الأحياء، ومُعذِبُ الاموات، أنا أبو الحسرات، أنا الذكريات، أنا الماضي، أنا الحاضر، أنا المستقبل، أنا من قسمتموني لِقرونَ وعقود، أنا من حصرتموني بِبُعد، أنا عُملةُ الخبرة، وعلامةُ الحكمة، أنا الخالدُ المهدر، فيا راكباً؟ أتظن الخلودَ لك، وأنتَ من يأكُلُكَ الدودُ بعد ثواني؟!
لماذا؟؟؟؟!!!
قُل لي لماذا أضعتني؟ وفيما كان ضياعي؟ أتظن أني لن أأخذ بثأري؟؟ كُن لَبيبًا وحَكِم استعمالي، ولا تكن ممن سيندم بعد فواتِ أواني.
-مالي وقد انهلت علي أعراقي؟؟
وقلبي أصبَحَ يَرعِدُ ويعصف، أَيَحِلُ أواني حينما أدركتُ معنى زماني؟؟!
… … .. .. . .
ومتى تأملت الزمان وجدته..
أجلاً وأيام الحياة سقام
نضحي ونمسي ضاحكين وإنما..
لبكائنا الإصباح والإظلام
ونسرّ بالعام الجديد وإنما..
تسري بنا نحو الردى الأعوام
في كلّ يوم زورة من صاحب..
منا إلى بطن الثرّى ومقام
الشريف المرتضى