مقدمة في قيادة الابتكارات

عندما أتحدث عن الابتكارات، فإنني لا أقصد تلك الابتكارات التي طالما أذهلتنا – مثل أجهزة الآيفون أو مثل مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر- فقط، بل حتى الأجهزة والمنتجات التي نستخدمها يوميا ونحن لا نشعر ولكنها جزء مهم في حياتنا. هذه الابتكارات كانت في يوم ما أفكار إبداعية طبقت على أرض الواقع على شكل منتجات وخدمات. إن قيادة الابتكار وريادة الأعمال تختلف عن قيادة الشركات والمنظمات الأخرى ففيها الكثير من الصعوبات التي يختص بها هذا المجال دون غيره.

فإذا كنت من رياديي الأعمال أو ممن يقودون فريق عمل مبدع (كما هو حالي الآن) أو ممن يهتمون في هذا المجال ، فإنه من الجدير أن تكون هذه التدوينة والتدوينات القادمة في جدول قراءاتك. ما سأدونه هنا هو تجربتي الشخصية في هذا المجال ، مما قد يحتمل الصواب والخطأ وهذا يعني أن ما أكتبه ليس علما ثابتا. وفي حالة عرضي لفكرة أو لمصطلح سوف أذكر المراجع ما استطعت. بالإضافة إلى أنني سألخص ما أتعلمه في دراستي الحالية في جامعة ستانفورد في مجال قيادة ريادة الأعمال والابتكار (اقرأ المزيد) وبالأخص مادة قيادة الإبتكار (XINE229) للبروفيسور روبرت (أو بوب) ساتون صاحب الكتاب المشهور “قانون لا للبغيض: بناء بيئة عمل حضارية والبقاء على قيد الحياة في البيئات الأخرى” (رابط). أيضا عندما أتكلم عن الابتكار وريادة الأعمال ، فإنني سوف أقف على أمثلة من تقنية المعلومات وذلك لأنها محل تجربتي الشخصية وأيضا لأنها تشكل النسبة الأكبر في مجالات الابتكارات وريادة الأعمال.

تجربتي تبدأ بقصة قديمة عندما كنت صغيرا سألت والدي عن الشخص الذي صنع نظام “ويندوز” وأخبرني أنه بيل جيتس (مدونة بيل جيتس) فنويت وقتها أن أعمل مع هذا الرجل . شاءت الأقدار بعملي في شركة مايكروسوفت في السعودية بعد تخرجي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن متخصصا في هندسة البرمجيات. قضيت في شركة مايكروسوفت مدة سبع سنوات عملت فيها كمستشار في برمجة التطبيقات والبوابات الالكترونية ومن ثم مستشارا في المعماريات البرمجية والتكنولوجيا (مدونتي في مايكروسوفت). اليوم (كتب المقال فبراير 2013) أتشرف بقيادة فريق متميز يتكون من مجموعة مبدعة من مهندسي البرمجيات وتطبيقات الويب والأجهزة الذكية وأساليب الاختبارات والتصميم في شركة إكسيد فينتشرز (للمزيد إقرأ عنا هنا) نعمل فيها سويا على تطوير منتجات وخدمات متطورة في مجالات متعددة مثل رصد ومتابعة وتحليل شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك تطبيقات تواصل وإدارة ونشر المحتوى في شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك برامج نشر وإدارة الأخبار وتطبيقات الأجهزة الذكية (للمزيد عن رحلتي العملية تابعني على LinkedIn).

وفي النهاية أحب أن أوضح بعض المصطلحات التي قد تغيب عني ترجمتها الصحيحة ولذلك أحببت أن أبين في سياق هذه التدوينات أنه عندما أتكلم عن:

الابتكار ، فإنني أشير إلى كلمة Innovation

وعندما أشير إلى ريادة الأعمال فإنني أقصد كلمة Entrepreneurship

وعندما أتكلم عن الإبداع فأنا أتحدث عن Creativity.

وإذا كنت تتسائل هل تحقق حلمي وأنا صغير بعملي مع بيل جيتس، ليس تماما! لم نكن نعمل سويا لأنني كنت مستشارا صغيرا في الشركة وكان هو كبير معماريي البرامج في مايكروسوفت ولكنني على الأقل قابلته شخصيا عدة مرات وتكلمنا عدة مرات. لعله لن يتذكرني ولكني أتذكره بكل تأكيد. ولكن ما أعرفه أنني حصلت على أكثر مما حلمت في صغري.

Join