إدارة الذات
(بين المبالغة والواقع)
إدارة الذات مصطلح جديد يأتي لينظم لمجموعة المصطلحات التطويرية الخانقة،
والتي تُشعرك لوهلة أنك يجب أن تتحول لآلة تفعل مايجب دون تهاون أو تأخير.
وتبقى على قلقٍ حين تتأخر بأن يأتي أحدهم مسرعًا ليشد أوتارك أو ربما يطالب باستبدالك.
لأنك وبكل بساطة لم تعد منتجًا كما يجب!
ورغم (اختلافي الشديد والشديد جدًا) مع كل مصطلحات إدارة وتطوير الذات الخارجة عن البُعد الإنساني والإطار البشري إلا أن لهذا المصطلح تحديدًا بُعد آخر يمكن للإنسان اكتشافه والاستفادة منه.
لأنك إن تمكنت من إدارة ذاتك ومعرفة رغباتك وتحسين مهاراتك للوصول إليها تكون بذلك قد استقليت استقلالًا تامًا عن كل مايمكنه التحكم بك، وامتلكت وحدك زمام السيطرة عليك.
ومما يتميز به هذا المصطلح أو العلم إن صحت الإشارة هو قابليته للتطبيق بكل فعالية ومرونة على جميع الحالات والشخصيات بما يتناسب معها.
إلا أنك قد تفشل به إن كنت بعيدًا عن معرفة ذاتك وماترغب، فلن يتمكن إنسان مهما تعددت مهاراته وقدراته أن يُدير مالا يعرف!
لذا سنفترض أنك قد عرفت ذاتك وسبرت أغوارها وتمكنت من الاستقرار بها مُسبقًا وننطلق إلى مابعده.
تبدأ رحلتك في إدارة ذاتك من معرفة ماترغب وتحويله لأهداف ورغبات ومن ثم السعي لها وليست هذه هي الإدارة التي أتحدث عنها هنا لأن الجميع يفعل ذلك وإنما أتحدث عن: أن تُحسن توجيه نفسك وتقييمها وتطوير آدائها!
وأن تُصبح القائد الفذ لها، فلا تسمح لها بالتواني ولا تقسو عليها!
وتُبقى مدركًا لحالها في هذه الرحلة تُكافئها إن أحسنت وتسارع بالعقاب إن أخطأت!
وتدفعها دومًا للأمام!
كما أن من حُسن إدارتك لذاتك أن تبقى مقومًا لسلوكها حتى خارج نطاق تلك الأهداف والرغبات، وتتعدى ذلك لتصل لإدارة علاقاتك وتحسين تواصلك وتهذيب روحك وكلماتك!
وأن تقف دومًا لتراجع قيمك ورسالتك، وتتسائل من أنا وماذا فعلت؟
وتراجع بذلك وعطاءك وتتأكد من أن لا تُعمى عيناك عن المساعدة وبذل الخير حتى وأنت تسعى لأهدافك وأن تمد يدك للساعين حولك.
أن تُدير ذاتك يعني:
أن تبقى متيقظًا فطنًا لما يحدُث بك ومعك وحولك، وأن تُحسن التصرف فيما فطنت له، وأن تمتلك حسن التدبير والتخطيط وحُسن التقييم والتوجيه، وأن تبقى ذو عزمٍ على ماترغب.
وأن تبدأ بالإدارة الذاتية يعني:
أن تضع أمام عينيك كل ماأنت راغب الوصول له، وتضع المسار والخطة، وتبدأ الرحلة، وتُطبق حينها ماذُكر أعلاه!
دون
حدد
خطط
انطلق
راقب
ثم وجه وقيم.
والآن، أهلًا بالمدير :)