هنا أعتذر..
بدون إعداد مسبق، شعرت برغبة لا يمكن تجاهلها بالاعتذار منك
رغم يقيني بأنك لن تقرأ ولن يصل إليك هذا المنشور يومًا ما
لكنك تستحق،
وروحك التي لم تـؤذيني يومًا تستحق، ليس اعتذار فقط!
بل سيلٌ لا يتوقف منه
اعتذار تلو اعتذار حتى تصفح، وتخيل بأنني أعلم أن قلبك لم يحقد
وأنك ستخبرني أنك قد سامحتني مسبقًا!
لم أعتقد يومًا بأنني سأصبح مصدر أذى لغيري
حتى أولئك الذين يبادرون به
رغبت دومًا أن أبقى كغيمة تمر حياة الآخرين وإن لم تنفع فهي لا تؤذي..
لكن حين ارتبط الأمر بك، فعلت!
لم أستطع كبح هذا الأذى أو التوقف عنه
استمريت به، وقد تفننت!!
نعم لم أكن على طبيعتي في تلك الفترة وأنت تعلم، لكن الأذى قد فتك بك..
آلم قلبك أعرف..
وربما لم يزل، ولا استطيع أيضًا التعويض عنه..
وربما لو التقينا مجددًا سأعود كما كنت بذات القسوة!
لكنني والله أتألم كما تفعل وأتمنى لو أن ماحدث لم يكن
وأنني لم أكن يومًا حجر عثرة في طريقك..
لكنني قد فعلت وتعثرت بي وتعثرت بك
أقف الان على بعد سنواتٍ مما حدث، وأشعر بثقل الألم ذاته
ليس ألم مما شعرت به أنا, بل مما حدث لك بسببي.
رباه لو تعلم كيف يثقلني!
ولا أتمنى تغيير أقداري ولكن ليتني لم أوؤذيك معي..
ليتك نجوت مني
من سخطي من غضبي من سوء أحوالي
ليتك لم تظهر في طريقي، ليس من أجلي بل من أجلك..
أتظن أنني قد تجاوزتك؟
وأنني سعيدة بتجاوزي لمن أكره، واللهِ لا
لا لم يحدث ولن..
تجاوزت الانكسار نعم
خيبة الأمل
خذلان العالمين لي حينها
نعم، تجاوزت
لكنك باقي بين عيناي، ليس من باب الحب تخيل!
بل من باب الأسى والحزن والخيبة!
ليست رسالة عودة، ولا إيضاح ماحدث
بل هي رسالة ألم وندم
واعتذار عن طريق سلكته معك، كي أحطمك
طريقٌ رسمته بسوء لم يزل..
ولا أريد الان سوى أن تعفو وتصفح
وأن يغلف الله قلبك بفرح
بعفوٍ عما حدث
وأن تستمر أيامك سعيدة، أن تنجو مني وتصل
لما هو أفضل لما هو أكمل
لأقدارٍ سعيدة يكتبها الرحمن باذنه لك..
وأن تستطيع أن تعي أنني لست والله بهذا السوء
وأن ماحدث رغمًا عني..
وأنني لم أقبل مثلك تمامًا بما حدث
لكنه قد صار واقعًا تعلمه وأعلمه..
لقد مررت بمعاناة تعيها جيدًا
بل أنك كنت من أكثر الناس رأفةً بي خلالها..
وليتك لم تفعل كي أجد شيئًا أرميك فيه بسوء
كي لا تحملني من الشعور بالذنب مالا طاقة لي به..
لعلك لن تعلم ولن تقرأ حجم ما أكنه لك من اعتذار
لكنني سأبقى أدعو الله دومًا أن ينسيك ماحدث
أن تمضي قدمًا بكل ماترغب، أن تصل لما تريد
أن تتحقق كل تلك الرغبات اللي تريد كما تريد تمامًا
أن يلطف الله بقلبك الطيب
ويعطيه رغمًا عنه مايرغب ويشتهي ويريد
وأن يغفر الله لي مافعلت دون حولٍ مني ولا قوة
أن يرمم ضعفي أمام ذاك الشعور السيئ الذي حولني
لأداة تؤذي ولا ترحم، وتصب جام غضبها عليك..
أن يغفر الله لي سوء معرفتي بنفسي،
أعتذر لك،
ولي لأنني لم أعد ملاكًا كما أظن وأن الأذى للاخرين قد سرى بدمي..