يقف عقلي حائلًا بين الشعور وقلبي، 

بين كل شيء وبيني، 


يفرط في التفكير في كل شيء حد أنه يمنع وصوله إلى قلبي! 

أُحرم الشعور الذي تشعرون به ليس لشيء إلا لأن عقلي يأبى إفلات التفاصيل، 

تبقى عالقةً به، يحللها دون توقف دون ملل، 

يحللها جيدًا حتى أنها تتداعى بين يديه وتذبل، فلا يعود لها نفع حتى وإن سقطت في قلبي يبقى شعورها ضئيلًا متهالكًا، أفناه عقلي.. 



لا أعلم كيف أتخلص من سيطرته، وأحيا.. 

فتغرق روحي في التفاصيل، فتسعد أو تشقى لا بأس، 

ويسقط قلبي في شراك الحب فأبكي أو أسعد لا بأس، 


لكنه عقلي الذي أبى إلا أن يكون الحامي والمحامي، 

أن لا يتركني أواجه شيئًا بقلبي ونأى بروحي عن كل شي ظنًا منه أنه يحميني، 

لكنه لا يفعل رغم ذلك! 

لا يصمتُ عقلي أبدًا، يفكر في كل شيء وأي شيء كل حين، 

بلا توقف، لا يأخذ استراحة مما يفعل أبدًا فينهكني، 

دون علمه أو بقصد لا أعلم.. 

لعله يرغب بإخباري بحجم الجهد الذي يبذله في سبيل الحفاظ علي، 

فيؤذيني؟ 

لا أعلم أيضًا ولكن أشعر مراتٍ أن بيننا ثأر منذ عقود وهو الان يقتصُّ حقه.. 

نعم بلا شك!

إنه يعذبني بصمت لا مثيل له، 

ولا يعلم أحد مايفعل، 

يؤذيني عقلي متعذرًا بشدة حرصه ويجعلني أردد على الملأ أنني شخص عقلاني منطقي، حتى لا يتسائل أحدهم عن هذا البرود الذي يعتليني.. 

كيف لا أخاف ولا أشتاق ولا أهاب البقاء وحدي! 

ويجعل روحي خاويةً من كل شيء سوى بعض الجثث للمشاعر الجميلة التي فتك بها فرط التفكير والتحليل.. 

يحميني بأن يأسرني تحت وطأة قيوده وفرط قلقه.. 

يحميني مني، دون وجود لمن يحميني منه.. 


Join