تجاعيد و أحلام..
الكوميديا السوداء، مصطلح يطلق على الأعمال الإبداعية التي تفوز بضحكة المتابع و دموعه، حبوره و مراراته، تجبره على الابتسام و هي تمزق أمامه صورا عتيقة لشبابه الذي كان من الممكن أن يعيشه و انتصاراته التي كان سيغذي عليها كيانه فقط لو أنه كان أكثر شجاعة في اتباع بوصلته.
فكرة هذه التدوينة جاءت بعد أن نشر مقالي الأول في صحيفة مكة مذيلا بإسمي الصريح (مواليد الثمانينات/الصحوة يدركون ما كان يحدثه هذا الأمر من تداعيات على أصعد شتى). لم أشارك رابط المقالة مع أحد من عائلتي أو أصدقائي، لم أشاركهم هزيمتي المتجددة و تحرري المتأخر جدا و طموحي الذي نضج كثيرا حتى أصبح مهترئا و سمجا بلا طعم مستساغ.
الكتابة المقالية كانت و لا زالت من الأماني التي داعبت أحلامي منذ سنوات طويلة و كنت أعدها العتبة الأولى التي ستنطلق بعدها خطواتي في عالم الكتابة الإبداعية و التأليف الأدبي. تقول الكاتبة العراقية لطفية الدليمي، “لقد جعلت من عملي في الترجمة حياة موازية ثانية لي، الترجمة هي حياتي الموازية و عيني الثالثة التي أرى بها العالم” عن التماهي مع الهواية و تجسير الإبداع و التفرد في العطاء و الانتاج المتواتر الذي هو بمثابة الوريث الشرعي للشغف.
أقدم اعتذارا لشغفي الذي خذلته، و حراكي الذي أوقفته، و تدفقي الذي جففته ولأيامي التي انقضت و أنا أطارد طواحين الهواء..لكن يا ترى هل يقبل هذا الاعتذار المترهل؟
لا أقول الا ما قالت الشاعرة هند المطيري:
ويح القبيلة
كيف تفسد أرواحنا
كيف تسرق أعمارنا
كيف تقسم أحلامنا كالغنيمة؟!
ويح القبيلة
و كل طقوس القبيلة
و تبا لكل رجال القبيلة
عجبت لرأيي
وقد كنت أقوى النساء شكيمة
وكنت الذكية كنت الأبية
كنت النبيلة كنت الكريمة
وما منعتني حماقات قومي
أن أتطهر من عرفهم
وكنت السميعة كنت العليمة!!
لا آمل في شىء، لا أخشى شيئا، أنا حر”
نيكوس كازانتزاكي